مساء أمس الأول كانت الكويت حقاً وطن النهار.
لا بسبب العروض الساحرة أو الألعاب النارية المبهرة، وإنما تجلى نهار الكويت بخروج الناس محتفلة بفرحة وطن رغم خناجر الإرهاب وتهديدات المقاطعة السخيفة.
تلألأ نهار الكويت في أعين الأطفال وابتسامات العجائز وفي غناء النساء والرجال أشعار حب الكويت. الكويت كانت ظامئة للحظة فرح حرمتها منه وجوه التجهم ونواب البؤس ورموز الشر وحناجر التهديد.
ولله كم ارتوت الكويت في ذاك المساء العطر من منهل الأصالة الوطنية ومنبع الولاء لهذا الوطن الفريد.
الكويت لم تدخل كتاب جينيس بعدد الألعاب النارية التي أطلقت فقط، وإنما دخلت كتاب التاريخ عندما تحدثت الأغلبية الصامتة في مساء مميز. وجاء حديثها ضحكات من القلب وقلوب عامرة بالحب وعيون تلمع بسعادة مفتقدة.
أدام الله أيام الكويت السعيدة، ولعل الحكم الذي أتاح هذه الليلة السعيدة لمواطنيه أن يعي مدى ظمأ الكويتيين للسعادة ومدى افتقادهم للفرح الذي حرَّمه عليهم الدجل الاخونچي وتزمت التطرف الدخيل بقيادة نواب ونشطاء يعملون لأجندات خارجية.
نتقدم بالشكر لكل من ساهم في إسعاد المواطنين في ذاك المساء الذي هو اقرب الى.. وطن النهار.
– بعد افراح الكويتيين بعيد ميلاد دستورهم سيتوافد على ساحة الارادة كل دعي يدعي انه يملك الحقيقة وحده ولا بد ان يسير الناس خلفه صمٌ بكم لا يفقهون.
ولا يهمنا ما قاله أو سيقوله من اصبح بحمد الله خارج نطاق التأثير على الدولة ومساراتها، ولكن ما يهمنا هو ان يعي الشباب ان هؤلاء انما يسعون لمصالحهم التي في سبيلها لا يترددون لحظة في استخدام طاقاتكم وحيويتكم وقوداً لماكينة تلك المصالح.
لن نتجنى على احد ولكن كل ما نطلبه من الشباب الذي يعتقد انه يدافع عن دستور وطنه هو: انظر في وجوه نوابك واسأل نفسك من منهم التزم بقسمه الدستوري بأن يكون مخلصا للوطن والامير وان يحترم الدستور وقوانين الدولة، وان يذود عن حريات الشعب ومصالحه وامواله، وان يؤدي اعماله بالامانة والصدق؟!.
فإن وجدت محدثك نائبا انحرف عن الدستور وخالف قوانين الدولة فأعلم انك تشاهد وجه من لا يرتجى منه حليب ولا لبن.
وان عرفت ان من يزبد امامك بدستورية أو عدم دستورية مرسوم الضرورة وهو ممن لا تثق بأمانته أو صدقه، فأعلم ان من يخون قسمه العلني سيخونك في السر والعلن.
يا شباب المقاطعة، فاقد الشيء لا يعطيه مهما تغنى به، فكيف يضحك عليكم من عاش كافرا بالدستور والعلم والنشيد الوطني ويوهمكم بانه حامي حمى الدستور؟!
وكيف لمن يخالف القانون كل ساعة بعشرات المعاملات ان يصبح هو فارس القانون والدستور؟!
ربما تقولون ان الخطأ فيمن سمح له بتمرير هذه المعاملات من وزراء. فنقول نعم لعن الله من ساهم في مخالفة القانون من وزراء، ولكن خطأ الوزراء لا يجعل من هؤلاء النواب حماة للدستور او رموزا لوطنية لم يبذلوا في سبيلها سوى هواء يطلقونه من حناجرهم بسرعة الصوت.
يا شباب فرقوا بين كلام ومفردات تشعل حماسكم وبين سيرة ذاتية في حماية الدستور واحترام القوانين. فانتم يفترض ان تكونوا مهتمين بمبادئ دستورية لا بشعارات لا وجود لها على ارض الواقع. كما انكم لستم في مسابقة دولية للخطابة والبلاغة وكأن ساحة الارادة سوق عكاظ.
هناك فرق كبير بين البلاغة اللفظية والفعل النافع، وهناك فرق كبير بين الحماسة في الخطابة وبين الانجاز المفيد، فراجعوا انفسكم وانظروا ماذا اوقف هؤلاء الخطباء المفوهون من مفسدة او فساد في تاريخهم؟! ثم اعيدوا النظر واحسبوا كم من منفعة جلبها لكم او لوطنكم زعيق الحناجر. قد يقول متفذلك اننا جياع كرامة لا جياع مال!! فنقول له لا يوجد مواطن مكرم في العالم كما هو المواطن الكويتي، فان لم تملأ عينك هذه الكرامة فلن يملأ عينك سوى التراب.
– سؤال لحدس. عندما اختلف معكم الدكتور اسماعيل الشطي ودخل وزيراً في الحكومة بعكس توجهكم قمتم بتجميد عضويته في كلية اينشتاين او حدس!.
في حين ان خضير العنزي عندما خالف توجهكم وتقدم لممارسة حقه الدستوري وواجبه الوطني في الترشح والانتخاب قمتم بالاعلان عن فصله وشطب اسمه من حدس!!
فلماذا اختلفت المعاملة؟! ولماذا الانتقائية؟! وهل لكون خضير أحد أبناء القبيلة دور في التعسف معه؟! نرجو ألا يكون كذلك.
اعزاءنا
الاخوان تيار سياسي وليسوا جزءاً من النسيج الاجتماعي الكويتي ولا يعتبرون من مكوناته. ومعاداتهم المقصود منها معاداة فكر لا معاداة جنس او لون أو فئة او طائفة… أو قبيلة!.
وعلى اي حال ليس عندنا في الكويت اخوان مسلمون بشهادة المتحدث باسم حدس مبارك الدويلة.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق