قيس الاسطى: معركة الرئاسة.. ابتدأت مبكراً

مع أن موعد 2012/12/1 لم يصل حتى هذه اللحظة والانتخابات لم تُجرَ، إلا أن أحداً ما قرر أن يفتح معركة الرئاسة، لأن مصادر وثيقة همست بأذني الصغيرة، أن مجموعة قررت تشويه صورة أبرز المرشحين لهذا المنصب، كبداية لضرب مشروعية مسكه للمطرقة.

مشكلتنا مع هذه المعلومة، إن صحت، وهي إن شاء الله صحيحة، تعني أن بعضهم قد قرر أن يضع المطرقة فوق البلد، وإلا فبماذا نفسر هذه الهجمة المبكرة والحرب الاستباقية؟! على من حضر أن يخبر من لم يحضر أن البلد أكبر من الكل، وأن مواصفات الرئيس القادم سيقررها من حضر، وعلى من لم يحضر أن يتحمّل مسؤولية قراره، وأن يتوقف عن إثارة المشاكل على الأقل احتراماً لقراره بالمقاطعة ليس إلا.

الآن نحدد شكل الرئيس القادم، فنقول: ليختر النواب المنتخبون رئيسا يدرك أن الرئاسة ليست إدارة جلسة، بل مشاركة في إدارة البلد، رئيسا يدرك أن المعركة مع المقاطعين لم تنته حتى الآن، وأن الآتي بعد الانتخابات سيكون معركة ديموقراطية مستمرة.

فالمقاطعون سيستغلون أي هفوة حكومية لتجييش الشارع ضد كل من شارك في الانتخابات المقبلة، وأكاد أجزم أن الهفوات سترتكب لأسباب معلومة وغير معلومة.

ليختر النواب المنتخَبون رئيساً مستقيماً كفؤاً، يواجه الوضع بكل قوة، رئيساً يدير جلستهم وعينه عليهم وليس على ساحة الإرادة، ليمشي على طرف خيط رفيع أملاً في تجديد رئاسته، ليقع من طرف الحبل ويوقعنا معه.

ليختر النواب المنتخبون رئيساً يدرك أن الكويت فوق الجميع بما فيها المطرقة، وأن إرضاء الكل غاية لا تدرك، وأن الكل سيراقب خطواته، فإما الدستور والقانون، وإما الفوضى وشريعة الغاب، ولا مجال لشيء في المنتصف.

ليختر النواب المنتخبون من واجهه أصحاب الصوت العالي، فلم يغيّر منطقه، ولم يبدّل مواقفه، من أجل أن يتفادى أي مشاكل سياسية.

سيقول البعض إن هذا الكلام سابق لأوانه، وأنا أقول إن معظم مشاكلنا في هذا البلد ابتدأت منذ سنوات لمنصبين، الأول رئاسة المجلس، والثاني رئاسة مجلس آخر، لن نذكره حتى لا يزعل علينا من يشغله، وإن البعض مستعد للتحالف وإشعال البلد على هذين الكرسيين.

بوفيصل فالك الطيب..

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.