عبداللطيف الدعيج: هذه المرة سننتخب الأفضل

الاربعاء الماضي كنا عند المرشح احمد العبيد، وقد استمتعنا بما طرح تماما مثل ما اسعدنا اللقاء باصدقاء وزملاء العمل الوطني في الستينات. كان هناك حسين اليوحة وعامر التميمي وعبدالرحمن الحمود وآخرون. طرح المرشح العبيد كان مميزا وكان دقيقا ومختصرا، سيطرت عليه الارقام والحقائق، وخلا من التشنج والعداء للغير، حتى المقاطعون لم يشغل المرشح العبيد، في ظاهرة لافتة للنظر، لم يشغل نفسه بهم.

لم يقدم المرشح العبيد، كعادة معظم مرشحينا السابقين واللاحقين، حلولا وادوية ناجعة، لكنه قدم تشخيصا جيدا قد يشكل مدخلا فعليا لعمليات جراحية ومراحل علاجية لأزماتنا وامراضنا التي تم تشخيصها.

مما تم طرحه لدى المرشح احمد العبيد، يمكن الاستنتاج بان الانتخابات الحالية لن تشهد تشنجا، ولا تحميلا للسلطة او الحكومة لكل مشاكلنا وازماتنا العالقة، كما كان الجو المسيطر في كل الانتخابات السابقة. ان مجرد تسيد ظاهرة الحياد مع الحكومة او اشراك الاطراف والمؤسسات الوطنية الاخرى في تحمل اسباب ونتائج المأزق المهيمن علينا، لهو ظاهرة طيبة تبشر بامل وطرائق واساليب انجح واكثر مصداقية في التصدي لواقعنا المر وتجاوز سيئاته وسوءاته. لقد ضيعنا وقتا طويلا ونحن نتجاهل الاسباب والظروف الحقيقية المعطلة لنهضتنا والحائلة بيننا وبين والتنمية، لاننا كنا نعلق كل المشاكل على الحكومة وطلابة الحكومة، ونسينا او بالاحرى تناسينا اننا الاصل واننا السبب والنتيجة، فنحن من يخلق المشاكل ونحن وليس احد غيرنا من يشكل الحكومات او يختار مجالس الامة.

يظن كثيرون ان الانتخابات الحالية «فاترة»، والواقع انها كذلك، لكن الوصف الحقيقي والأدق هو انها «هادئة»، وربما نضيف رصينة وواقعية، انتخابات بلا اتهامات او أكاذيب البعض، ولا ادعاءات او اوهام البعض الاخر. انتخابات بين مرشحين يتنافسون امام ناخبين معنيين باختيار الافضل من بين من سيبني ويعمل، وليس اضاعة الوقت في التدقيق والتمحيص لاختيار اصغر النكبات او افضل السيئين، كما كان يحدث في الانتخابات السابقة. لقد كفانا مرسوم الضرورة مهمة الانتقاء، حيث كان العازل او الفيصل بين من يرشح ليبني ومن يرشح ليعارض او يهدم.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.