استعرضت صحيفة الوطن في تقرير لها الانجازات التي حققها منتخب الكرة تحت قيادة الاتحاد الحالي برئاسة الشيخ طلال الفهد وبدأ التقرير بالتأكيد على ان عشق جماهير الأزرق للإنتصارات يدفعها دوما لعدم الرضا إلى بتحقيق المركز الاول وهو حق وطبع فينا فالخسارة دائما مؤلمة مهما سبقها من انجازات، نسينا فوزنا على السعودية بعد اداء باهر اثر هزيمة من فريق إماراتي عظيم بهدف يتيم وفي الوقت بدل الضائع، نسينا الفوز بكأس الخليج السابقة في اليمن بعد ان خرجنا صفر اليدين من كأس آسيا، نسينا الفوز ببطولة كأس غرب آسيا التي فزنا بها في الاردن بعد خروجنا من تصفيات كأس العالم، هكذا نحن الجماهير ذاكرتنا قصيرة، لقد حقق اتحاد كرة القدم بقيادة الشيخ طلال الفهد الكثير من الانجازات على مستوى الفريق الاول والشباب والناشئين، انجازات غابت عن كرتنا الكويتية خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية والتي شهدت العبث السياسي في الرياضة، لا ننكر حصول اخطاء كثيرة في السنتين السابقتين لعل احداها استمرارية المدرب غوران، أضف الى ذلك وجود الكثير من الاسماء التي اوكلت اليها بعض المهام في الاتحاد من الذين لم يكونوا أهلا لتلك المناصب الادارية والفنية، ولكن قبل ان يحاسب طلال الفهد دعونا نستعرض معا الحقائق كي تكون محاسبتنا مبنية على تحليل موضوعي.
أولا: فلنقارن بين انجازات الكرة الكويتية في السنتين ونصف السنة الماضيتين مع العشر سنوات السابقة لها، فقد حقق الازرق مع الاتحاد الحالي لقب بطولة كأس خليجي 20 في اليمن وحقق المركز الثالث في البطولة التي اختتمت أمس في البحرين مقابل حصولنا على المركز الرابع في بطولة خليجي 15 في الرياض 2001، والمركز قبل الأخير في خليجي 16 في الكويت 2003، والمركز الرابع في خليجي 17 في الدوحة 2004، وخرجنا من الدور الأول في خليجي 18 (أبوظبي) 2006 برصيد نقطة يتيمة من التعادل مع اليمن، وخسرنا المباراة قبل النهائية أمام السعودية في خليجي 19 في مسقط 2009.
وفي كأس آسيا.. خرجنا من الدور التمهيدي في قطر 2011 بعهد الاتحاد الحالي مقابل خروج مماثل في الصين عام 2004 وفشلنا بالتأهل إلى النهائيات في 2007 أيام الاتحادات السابقة.
وفي تصفيات كأس العالم فقد خرجنا من الأدوار التمهيدية في عهد هذا الاتحاد مقابل فشل مماثل لمونديالي 2002 و2010 والخروج من التصفيات الحاسمة لمونديل 2006.
ومنذ تأهلنا إلى أولمبياد سيدني 2000 لم يصعد أي منتخب لنهائيات الكرة في الدورات الأولمبية بما في ذلك المنتخب الذي اشرف على اعداده الاتحاد الحالي للتنافس على احدى بطاقات التأهل لأولمبياد لندن 2012.
ولكن.. وفي المقابل أيضا فقد تأهلت منتخبات الفئات السنية (17 و19) للنهائيات الآسيوية بعهد الاتحاد الحالي بعدما ظلت حبيسة الخروج من الادوار التمهيدية في عهد الاتحادات السابقة طيلة السنوات العشر الممتدة من عام 2000 إلى عام 2010، أضف إلى ذلك فوز الازرق ببطولة كأس غرب آسيا وتأهل منتخب الصالات لأول مرة في تاريخه إلى بطولة كأس العالم التي اقيمت في تايلاند نوفمبر الماضي بعهد الاتحاد الحالي.
ثانيا: فلنقارن بين ما قدمته الدولة للاتحادات السابقة بما في ذلك اللجان الانتقالية، ففي السنوات العشر الماضية قدمت الدولة ما يزيد على الثلاثين مليونا من الدنانير في حين قدمت لاتحاد طلال صفراً من الدعم المالي، ولولا التبرع السامي من لدى سمو أمير البلاد بمليوني دينار لتعويض ايقاف الدعم الحكومي لعجز الاتحاد عن سداد مصاريفه التي بلغت حتى اليوم اربعة ملايين دينار تشمل رواتب الموظفين والمدربين والمعسكرات للفريق الاول وجميع الفئات السنية والبطولات الخارجية والمحلية والكؤوس وحكامها وكل ما يخص اسرة كرة القدم التي تضم ما يزيد على الألف لاعب و100 حكم و200 اداري.
بعد هذه المقارنة.. هل يحق لنا ان نلوم طلال الفهد على ما يحلو للبعض ان يسميه اخفاقات وانتكاسات.. أنسي البعض انه كبل طلال الفهد واتحاده كي يضمن فشلهم ويختلق الجنازة التي يريد ان يلطم فيها كما هو فاعل اليوم.. انسينا انه قد تم ايقاف الدعم عن الاتحاد..، انسينا اغلاق الاتحاد بالسلاسل لمدة ثلاثة اشهر، انسينا ما يتعرض له اللاعبون في كافة مؤسسات الدولة من مضايقات وكأنهم يمثلون طلال الفهد وليس الكويت، نختلف مع الشيخ طلال الفهد في بعض تصريحاته وقراراته ولكننا نجزم بالتأكيد على حقيقة ما ذكره في تصريحه الاخير عندما قال بأن بعضنا سعيد بخسارة الازرق بل ونزيد ونؤكد بأنهم سعوا لخسارة الازرق واخفاقه.
مشكلة الشيخ طلال الفهد ان اعداءه كثيرون ومعظمهم لا يفقهون شيئا في الرياضة بل تجد أن الرياضة آخر همهم، واذا اردتم ان تعرفوهم تذكروا فوز منتخبنا بكأس الخليج 2011 وتذكروا من اسود وجهه من الحزن آنذاك فتناسى الانجاز وركز على النظارة السوداء لطلال الفهد.
نتمنى من الشيخ طلال الفهد ان يعفي غوران من منصبه ولكننا نخجل ان نطلب منه ذلك وهو لا يملك الميزانية المطلوبة للاتيان بأي مدرب أو إقامة أي معسكر.
قم بكتابة اول تعليق