أعتقد أن الاختلاف في الرأي فن قائم بذاته ويتعلق بسلوكيات وتصرفات وأساليب معينة. فالاختلاف في الآراء يرتكز على أرجحية الآراء الشخصية المختلفة مما يجعل قبول تعارضها مسألة بديهية, وبخاصة أثناء بحث الصادقين والمخلصين في آرائهم عن رأي صواب لحل مشكلة من المشكلات أو لايجاد تفسير منطقي لظاهرة أو قضية معينة. ولكن ثمة شروط ومتطلبات معينة من المفترض أن تتحقق في سياق اختلاف الناس في آرائهم. ما يأتي بعض صفات ومتطلبات “فن” الإختلاف في الرأي:
النظر إلى اختلاف الآراء في المجتمع كدليل على ديناميكية الحياة الإنسانية واحتوائها مختلف الميول والتوجهات الشخصية.
كل الآراء الشخصية حول قضية أو ظاهرة اجتماعية معينة هي آراء ترجيحية تحتمل الخطأ والصواب.
الآراء الشخصية الأكثر صواباً هي الأكثر استناداً إلى براهين علمية وملموسة ومدعمة بأدلة منطقية لا تقبل الشك.
لا يمكن لأحدهم احتكار الصواب والحقيقة دون الآخرين, فكل الآراء الشخصية قابلة للجدل والنقاش والتفنيد سلباً وإيجاباً.
التعنت والتعصب للرأي الشخصي, وبخاصة حول قضايا محلية مشتركة يمنع الحوار البناء ويعطل الديناميكية الطبيعية للحياة الانسانية.
فن الاختلاف في الرأي يتطلب إظهار الاستعداد للاستماع للطرف الاخر بأقل درجة ممكنة من التحيز والممانعة والعناد.
محاولة إقصاء الآخرين بسبب آرائهم أو تسفيه آرائهم فقط لأنها لا تتفق مع آرائنا الشخصية تتناقض مع حتمية قبول التعددية في المجتمع الإنساني.
لا يمكن أن تتحقق حياة إنسانية بناءة ومثمرة في المجتمع ما لم تتقبل أغلبية أعضاء ذلك المجتمع أن الاختلاف في الرأي أمر إيجابي وأنه يكرس الوحدة الوطنية.
المبالغة والتشويه المتعمد للحقائق كي تتوافق قسراً مع الآراء الشخصية تشوهان وجه الحرية الديمقراطية.
محاولة اختزال الرأي العام في المجتمع في آراء معينة فقط وعبر وجهات نظر شخصية ضيقة تتناقض مع حرية الرأي والتعبير.
الرأي الشخصي هو رأي واحد بين آراء مختلفة, ويحتمل الصواب والخطأ.
الاختلاف في الآراء ليس من المفترض أن يتحول إلى خلاف شخصي, فالكل لهم الحق في امتلاك آراء خاصة بهم ما دامت هذه الآراء الشخصية لا تهدف لتشويه سمعة الآخرين أو الحط من كرامتهم الإنسانية.
ليس من المفترض المس بكرامة أو بسمعة من يملك رأياً شخصياً معيناً, فنقد الآراء يدور حول مشروعيتها ومنطقيتها وعدم تجاهلها للقوانين والنظم والإجراءات المتبعة في المجتمع, وليس حول مشروعية أو القيمة الأخلاقية والإنسانية لمن يحملون تلك الآراء.
* كاتب كويتي
com.khaledaljenfawi@yahoo
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق