يسعد بهذا اللقب، ويفخر بكونه محترفا في «سوق» الإعلام، ومن يدفع أكثر يحُز على قلمه وعلى «طلته» البهية، وأكثر ما يثير الريبة أن تكون الكتابة مصدرا للرزق، «تضفدع» من قناة لأخرى، إلى أن حطت راحلته في قناة «حبيب القلب»، بينه وبين الحياد والمهنية خصومة، والخصومة بحد ذاتها من إحدى وظائفه لكسب العيش وإرضاء الحبيب، هو نسخة مقلّدة من «نبيل وفؤاد» باتجاه مغاير.
نعم كان نجماً ومازال نجماً – ولعل أقصر طريق للنجومية هو التعري – ولكنه الآن يمارس السقوط التدريجي الحر من «عَلٍ» حتى يأتي اليوم الذي يرتطم فيه باليابسة، وصدق من قال: لو تجمع أسوأ كتّاب ومذيعي الكويت وأكثرهم ارتزاقاً، وتضربهم في الخلاط لكان الناتج صاحبنا «الكاتبچي».
وإن اتفقنا أن الكاتب عبارة عن «جرّة قلم» و«رسالة»، فالحق يقال، هو صاحب قلم أنيق، أما على صعيد «الرسالة» فإن فتحنا الظرف فسنجده فارغاً لا رسالة ولا قيمة ولا «دياولو»، وجزأ كبير مما يقدم: «ذهبنا إلى الديسكو»، «واحتسينا مشروب الڤيمتو»، «وتسامرنا مع هذه السمينة، وتحرشنا بتلك البدينة»، اعتقاداً منه أن هذا طريق للتميز، وفي الآونة الأخيرة دخل بشهية مفتوحة معترك الطائفية نافخاً للكير، واللوم ليس عليه بل على من يصفق له ولمثله، وما أكثر المصفقين في مجتمعنا! وإن أردنا أن نكون أكثر دقة، هم مجموعة «استحواذ» إعلامي مجتهدون، رقصوا على جميع الحبال، وعزفوا مختلف الألحان كما يود المنتج وأي منتج، وكان «الكاتبچي» هو الواجهة التجارية لهذه المجموعة بدعم نواب وتيار وشيوخ.
نقول ما سبق، لأن مثالنا «السيئ» هو وجه آخر للإعلام الفاسد، وربما أخطر من الأوكار التقليدية بكثير، لأنه يتدثر بثياب الواعظين، وله جمهوره الذي يمشي ليلاً وهو نائم، وما هو إلا جزء أصيل من تدني الحوار وقلة الأدب وإقصاء المعارضين، وإن أردنا خيراً فعلينا محاربة هذه النماذج الفاسدة، إن كنا نؤمن أن محاربة الفساد لا تتجزأ ولا تقتصر على بؤرة دون أخرى.
مع تمنياتنا للكويت بالشفاء العاجل..
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق