نفى المخرج البحريني محمد القفاص أنه يتقصد الإثارة في أعماله، لكنه أكد بحثه عن مواضيع مختلفة قد يرى البعض إنها تثير الجدل أو أنها حساسة، وتساءل: “لم سأعمل في الدراما إن لم أطرح مواضيع حساسة؟ لم ستطلق علي صفة فنان إذا لم تكن المادة الفنية التي أقدمها تثير النقاش وليس الجدل، وتثير التساؤلات ولا تمر مرور الكرام؟
وأضاف في حديث مع موقع ” إيلاف ” : أود أشير إلى نقطة سبق أن تم تداولها بخصوص مسلسل “الحلال والحرام” والذي تم التعامل معه على أنه عمل خادش للحياء، صحيح أن العمل جريء ولكنه ليس سخيفاً.
وحول المشاهد التي قد تكون بنظر كثيرين هي خادشة للحياء قال: “أبداً، عندما أقول أن هناك فنادق في خليجنا العربي الإسلامي تمتهن تجارة الأجساد، وأحاول أن أناقش قضية في المسلسل بأن هناك تجار يقتاتون على لحم الآخرين، من الممكن كمواطن خليجي أن تسعى إلى دفن رأسك في الرمال كالنعام وتدعي بأن ذلك غير موجود، أو أن غيرتك كرجل شرقي تدين بالدين الإسلامي تدفعك لأن تقول إن ذلك غير موجود في واقعنا، لا هي موجودة في واقعنا وبكثرة، وفقط نحضر ممثلين لتجسيد دور أشخاص يطرقون أبواب الجيران في الرابعة صباحا ليدعونهم إلى الصلاة، ولا نتساءل لماذا وقت صلاة الفجر الطرقات خالية من المارة، لماذا لا نسأل أنه في كل المساجد في القرى والمدن عدد المصلين لصلاة الفجر يعدون على أصابع اليدين، هذا مشهد بكل تأكيد يثير الجدل عندما نقول إنه في البلاد الإسلامية، الناس نيام والمصلين إلى المسجد معدودين، قد يقول قائل إنك يا محمد القفاص غير مؤهل لترشد الناس، حسنا لست مؤهلاً عندما يكون الحديث عن منبر في مسجد، وكرسي في عيادة طبيب، لكن أنا كرسيي في الدراما ولم آخذ دور غيري.
تُسأل MBC عن إيقاف العمل
وعن سبب إيقاف العمل، وخاصة أن mbc بدأت بعرضه ثم أوقفته، أجاب: “هذا السؤال يوجه إلى محطة mbc ، أنا محمد القفاص مخرج الحلال والحرام ولست منتج المسلسل، أنا عندما أخرجت المسلسل، لم أخرجه لقناة محددة سواء كانت mbc أو الراي أو تلفزيون قطر، نحن في الوطن العربي، نمر كلنا كشعوب بما يسمى بالربيع العربي، فكتبنا أنا والكاتب أحمد الفردان نص المسلسل في وسط ثورة الدم وما يجري من تغيرات، فنحن تأثرنا وعلينا أن نقدم ما علينا، وأخذنا من الواقع الموجود ووضعناه على الشاشة.
إن كنت مذنباً فلأسجن
وحول رأيه بالإتهامات الموجهة إليه بالمحلية، وتعمده مقاربة القضايا الحساسة في المجتمع البحريني رد بالقول: “قبل أن أكون فرداً في المجتمع البحريني، أنا كفرد أحمل الجنسية البحرينية ولكن كفنان أحمل الجنسية العربية وحتى العالمية، وعندما أقدم عملاً فنياً فإنه من السذاجة القول بأن هذه قضايا حساسة خاصة بالبحرين، إلقاء النفايات في البحر ليست مشكلة خاصة بالمتنفذين الذين يقومون بذلك، بل هي قضية عالمية لأن هذا البحر لكل ناس وكل الشعوب، جميعهم يستمتعون بالسواحل، الكلام غير خاص بالبحرين وأنا لا أتقصد البحرين، فإذا كنت كذلك لماذا لا يتم تقديمي للعدالة وإذا كنت مذنباً فسأستحق السجن”.
العمل لم يعالج فنادق الدعارة فقط
وحول إتهام البعض له بعرض مشاهد مخلة تظهر فيها معالم بحرينية أجاب: “العمل لم يعالج فقط فنادق الدعارة، وإنما تحدث أيضاً عن علاقة المرأة بالرجل وواجبات الزوج تجاه زوجته وواجبات الزوجة تجاه زوجها، وعالج أيضا الشخص المتناقض الذي يفعل الحرام ويأمر أهل بيته بالحلال، وتناقض النفس البشرية بين الحلال والحرام، نحن أحياناً في سلوكياتنا نخلط بين الحلال والحرام، أنا أقول بكل فخر أن كتابة الحلال والحرام كانت سابقة لعصرها، وسترى أعمالاً بعد خمس وست سنوات ستحاكي ما قدمته، وأنا أتحدى أن يأتي شخص ويشير لي على مشهد أسأت فيه للدراما الخليجية، أو خدشت حياء أي فرد من أفراد الأسرة.
المجتمع البحريني أكثر فقراً من باقي دول الخليج
ورداً على الاتهامات التي وجهت إليه بأنه يقدم المجتمع البحريني كمجتمع فقير ومعدم، برر قائلاً: “إذا قارنا المجتمع البحريني بالنسبة للمجتمع الخليجي، فإن شريحة كبيرة من المجتمع البحريني أفقر من شريحة كبيرة من المجتمع السعودي والكويتي والإماراتي والقطري، وأنا من حقي ويهمني أن أقدم الفقر، وبمناسبة هذا الحديث عندما يأتي مخرج في الولايات المتحدة مثلاً ويقارب حياً فقيراً في بلاده، هل سيثير هذا الاعتراض في الولايات المتحدة، لطالما رأينا أفلاما أمريكية تقدم أناسا تنام في الشارع وتتوسل، هل في هذا إساءة للشعب الأميركي أو إساءة للعلم الأميركي أو التقدم الأميركي، لا يجوز انتقاد الفنان على ما عكسه في واقع رآه”.
تحدى من إدعى بأن يلدا لبست مايوه
وحول التكهنات بأن إيقاف العمل أتى بسبب ظهور الفنانة يلدا بالمايوه، رد نافياً:”أتحدى أي شخص يدعى ذلك في أن يثبت بأن زميلتنا وأختنا يلدا ظهرت بالمايوه في العمل، لا أنا ولا يلدا ولا حتى بعد عشرين عاماً نسمح بأن تظهر ممثلة خليجية بالمايوه، وأقول لمن خرج بالإشاعة أكيد له أخوات ولديه شرف، وأنا أدعو ربي أن ينتقم من كل شخص تداول هذه الإشاعة بأعز ما يملكه. على الصحافة عندما تتحدث عن أحد أن تورد الدليل”.
رفض إتهامه بإثارة النعرات الطائفية
وعن مشاكله مع المنتجين الخليجيين، أوضح بأن لا مشكلة لديه مع المنتجين الخليجيين،وأن أكثرهم ليسوا منتجين، فالمنتج هو من يستمر في الإنتاج، وأن من ينتج عملاً ثم يتوقف أربع سنوات ليس منتجاً، باستثناء منتج واحد يحترمه وهو باسم عبد الأمير، وأكد: “لا يوجد منتج في الخليج باستثناء باسم عبد الأمير”.
وحول إدعائه بكل ثقة بأنه سيكون المخرج لمسلسل حياة الفهد وسعاد عبدالله الذي اشرف عليه المخرج السعودي عبدالخالق الغانم بعد اعتذاره قال: أنا مخرج سعاد وحياة قبل الغانم. ونفى أن يكون قد إنسحب من العمل وقال: “لم أنسحب، نحن في المجال الفني، قد تترشح كمخرج ومن ثم يتم تغييرك من دون أن تعلم، ومن الممكن أن يترشح فنان أو فنانة وبعد مرور أيام يتم تغييره وأنا سبق وأن فعلت ذلك، أنا كنت أساسا مرشحا في البداية للعمل وبشهادة سعاد العبد الله ووداد الكواري، ولكن بقدرة قادر وقع المنتج عقدا مع زميلي وأنا أعتبر كل من سبقك في المهنة هو أستاذك، وتفاجأت أن أستاذي عبد الخالق الغانم تولى العمل، ثم لم يتابعه”.
قم بكتابة اول تعليق