
“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
أعتقد أن النزول إلى الشارع يشيع الفوضى والشغب وسيؤدي إلى الانشغال بأزمات سياسية مفتعلة تضر بمصالح الناس. فلن يؤدي النزول إلى الشارع في تظاهرات وتجمعات غير قانونية سوى إلى إثارة القلاقل والاضطرابات في وقت نحن في أمس الحاجة إلى تكريس التعاضد والتعاون البناء بهدف الحفاظ على مصالحنا الوطنية المشتركة. فلم تدخل التظاهرات والشغب مجتمعاً إلا حولته ساحة فوضوية تتصارع فيها الأهواء الشخصية والمصالح الضيقة, ويتم إهدار الوقت الثمين من أجل بناء الوطن وتطويره, بل إن النزول إلى الشارع وما يمكن أن يترتب عليه من شغب وفوضى وتجاوز للقانون يضر بمصالح عامة الناس لأنه يعطل تلك المصالح ويشغل الناس بأمور وقضايا وأزمات مفتعلة.
وسيؤدي النزول إلى الشارع بهدف تحقيق مصالح إنتخابية مؤقتة أو بهدف التكسب الشخصاني إلى إشاعة قلق مفبرك في المجتمع. فلا يمكن أن يترسخ شعور كامل بالأمن والاطمئنان بين الناس ما دام البعض يصر على ما يبدو على إضعاف ذلك الشعور المستحق عن طريق إثارة الاضطرابات والشغب. يملك كل أعضاء المجتمع الحق في العيش في بيئة إنسانية وطنية يترسخ فيها الشعور بالأمن والاستقرار النفسي لكي يتمكنوا من ربط آمالهم وتطلعاتهم المشروعة بما يمكنهم أن يحققوه في مجتمعهم المستقر والمتماسك. ومن هذا المنطلق, لا يملك أحدهم الحق في تأجيج البيئة المحلية بقصد الإثارة والبهرجات الاعلامية أو بهدف التكسب الشخصاني بينما تؤثر هذه السلوكيات والتصرفات السلبية في حياة الناس الآخرين. وإذا كان كل أعضاء المجتمع يشتركون بواجبات وبمسؤوليات وطنية محددة, فهم أيضاً يشتركون مع بعضهم بأحقيتهم في الشعور بالأمن والاطمئنان في مجتمعاتهم. فمن ينزل إلى الشارع بهدف التأجيج وتجاوز القانون أو بهدف المزايدات والبهرجات الشخصانية يضر بمصالح الناس المسالمين.
ولينظر من يدعون إلى التجمعات والمسيرات والتظاهرات غير القانونية بماذا تسببت به هذه المظاهر السلبية في المجتمعات الآخرى. فإضافة إلى تسببه في تعطيل مصالح المواطنين المسالمين أدى النزول إلى الشارع إلى بث العداوات والتباغض المفبرك بين أعضاء المجتمع, بل تسبب النزول إلى الشارع في تبديد الطاقات الشبابية الواعدة وتحويلها وقوداً لانتصارات الديماغوجيين والمتكسبين بدلاً من استثمار تلك الطاقات الشبابية في بناء الوطن بجهود أبنائه وبناته المخلصين. والله المستعان.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق