صالح الشايجي: سؤال مفتوح

لا شك أن الهدوء الذي يسود الساحة السياسية الداخلية أمر محمود ومطلوب وهو الذي يجعل الفرصة مهيأة للإنجاز والعمل بعيدا عن الانجرار وراء أصوات الصخب السياسي التي ارتهنت إليها البلاد في العقود الأخيرة والتي أساءت كثيرا لسمعة البلاد وقللت إنتاجية الفرد فيها وشغلت المجاميع البشرية بمتابعة ذلك اللهو السياسي العبثي الذي كان يقود البلاد إلى الدمار، وهو الأمر الذي يبدو مدبرا وليس عفويا ولا تحركه نوايا سليمة ولم تكن دوافعه تصب إلا في الاتجاه السلبي والذي سيقود البلاد وأهلها إلى ما يتعاكس مع طبيعة المصلحة العليا ويؤثر في سمعتها ليأخذ بها إلى ما يسمى بالدولة الفاشلة.

وكان تدارك الأمر من خلال مرسوم الضرورة بحصر التصويت الانتخابي بصوت واحد هو الذي أنقذ البلاد من تدهور حتمي كانت ماضية إليه بعزم لا تخطئه عين ولا يفوت ذا بصيرة، لذلك كانت هبة العاملين على تدمير البلاد ضد هذا المرسوم وكل ما يرسم خطوط الأمل في إنقاذ البلاد، مفهومة من حيث إن هذا المرسوم هو فتح جديد في طريق إنقاذ البلاد مما كانوا يخططون له أو من جعلوا أنفسهم أدوات صغيرة لتنفيذه، ومما يؤسف له أن الكثيرين من حسني النية انجروا وبخداع واضح من قبل أولئك المدمرين وراء مثيري الغبار حول المرسوم وصلاحياته وإصلاحاته المنشودة وما سيترتب عليه من مصالح تتحقق للناس وللبلاد.

وكل منصف يتابع مجريات الأمور السياسية في البلاد يرى ودون عناء يذكر حقيقة الوضع السياسي الآن البعيد عن الصخب والذي يحقق بعض الانجازات والتطور في الأداء السياسي من قبل طرفي المعادلة وهما الحكومة من جهة ومجلس الأمة من جهة أخرى.

والمطلوب بالطبع أكثر وأكثر، فما تهفو إليه أرواحنا الوطنية أكثر بكثير مما تحقق حتى الآن، فنحن في توق لاستعادة بلادنا الحقيقية، وكما هو معروف فإن البلاد ليست أرضا فقط، بل إن البلاد سمات ثقافية وسلوكيات تطبع حياة أهلها، وهو ما تم سلبه مع الأسف منا نحن الكويتيين على مر العقود الماضية على يدي مجلس الأمة والحكومة، وهو ما نطالب الآن باستعادته وإن لم يتحقق فسوف تكون خطة المدمرين هي السائدة وهي المعمول بها رغم تنحيهم عن المشهد السياسي، فهل الحكومة ومجلس الأمة قادران على نزع حقوقنا المغتصبة وتحقيق استقلالنا؟!

katebkom@gmail.com

المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.