فاطمة حسين
يعتصرني الألم وأنا أشهد التصدي السلبي للاعمال الابداعية وعدم الالتزام بكلمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله..
فهو الحاكم وهو الأب وهو القائد لهذا الوطن وهو صاحب الكلمة الأولى على كل ما عداها وصاحب الكلمة التي تعلو على كل ما يلحق بها.
ان الحكاية، ببساطة شديدة، هي أن الله تعالى قد اكرم هذا الوطن الغالي (الكويت) وحباه بالدين العظيم واهداه ابنا وضع هذا الهم بين عينيه وجعله شغله الشاغل وهو الحفاظ على الامتين معا (الوطن والدين)، فما كان منه أي هذا الابن الا ان تعهده بعلم عميق، واطلاع واسع، وصلة مباشرة بالعالم الخارجي، باحثا عن سبيل للخدمة الايجابية حتى وضع إبهامه على اللغة الذي يعرفها الظالمون مرهونة بمنطلقهم الفكري والثقافي وقرر صد هجومهم على ديننا الحنيف وبسلاحهم حماية لأوطاننا الحاضنة للدين الاسلامي الحنيف من اجل ان نصد هجومهم الجائر والاعلامي منه بالذات برؤوس مرفوعة وكبرياء حضاري وثقافي.
هذا هو السلوك الإيجابي الذي جاء على شاكلة فيلم كرتوني للدكتور نايف المطوع وبشخصيات قريبة من الغرب وشبيهة لهم ولكن بسلوك اسلامي راقٍ يترجم المعاني السامية لأسماء الله الحسنى فالامين في الفيلم امين في سلوكه والجبار فيه جبار بالحق والحكيم فيه حكيم بفكره… الخ.
هذه الفكرة المبتكرة عالميا وليس محليا فقط اشاد بها مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي واشاد بها الرئيس الامريكي اوباما وطلب صاحبها (د.نايف المطوع) وهنأه وشكره على ابداعه، ووجدت الفكرة صداها الرائع في الهند واندونيسيا وماليزيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ووصلت الى امريكا الجنوبية بعد عبورها لأمريكا الشمالية.
جاءت الى الكويت – المنبع والحاضنة – باركها سمو الامير حفظه الله وأكرمها باسمه للافتتاح وحضر الافتتاح للفيلم نيابة عنه سعادة الشيخ حمد جابر العلي وزير الاعلام آنذاك وألقى في الحفل كلمة سموه الرائعة وحضر الفيلم بطوله ثم علق باعجابه بالمغزى العميق الذي احتواه.
كما حضر العرض جل الفعاليات الثقافية والسياسية والفنية واشادوا به بعد فتح الحوار عند نهاية الفيلم.
هنا انا لا اذيع سرا عندما اقول ان احدى المحطات التلفزيونية العربية الكبرى في هذا الوطن العربي الجميل اشترت احتكاره كمسلسل حتى يذاع في شهر رمضان المبارك لتباهي به اصحاب الافكار الساذجة التي تتكسب من ادعاء حماية هذا الدين العظيم.
وهكذا، وبدأ عرضه في الكويت وكان الاقبال غير مسبوق بكل المقاييس وفي ليلة ما ظهر فيها القمر جاء القرار بايقافه واعادته – ربما – اقول – ربما – واعرف ان بعض الظن اثم – الى – ربما –اللجنة ذاتها التي اجازته أو واحدة اخرى غير مذعنة لكلمة صاحب السمو أمير البلاد ويبدأون جلد المتهم قبل التحقيق والادانة دون ذرة من التزام بتوجيه كبيرهم وكبيرنا الذي باركه.
أي بلد هذه التي نعيش فيه حيث التعسف فيها يسابق العقل والصوت يسابق التفكر والسلبية تقتل الايجابيات في مهدها؟…
ألم يكن من الأجدى كتابة مقال صحافي – بين فيه كاتبه رأيه في وطن يحترم الرأي، أو يضع الفيلم على مائدة البحث والمناقشة من رجال ونساء العلم والدين؟؟
ان عملية البتر هذه مسيئة – مهما حسنت النوايا – لأن جهد الانسان لابد من احترامه سواء في ذلك اتفقنا معه أو لم نتفق….. على الاقل حتى نثبت للعالم أننا دولة حضارية – كما ندعي – فالمخطئ لابد من محاسبته ولكن وفق السبل الحضارية وعندنا منها الكثير فمنها الدستور وأرضيتها وتاريخنا وتراثنا الذي ما عرف ولا اعترف بالطعن لا بالصدر ولا من الظهر…
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق