وجه الدكتور عمر عبد الرحمن، المعتقل فى السجون الأمريكية، رسالة إلى جميع المسلمين فى العالم، قائلا: “إن الحكومة الأمريكية رأت فى سجنى ووجودى فى قبضتها الفرصة السانحة، فهى تغتنمها أشد الاغتنام، لتمريغ عزة المسلم فى التراب، والنيل من عزة المسلم وكرامته، فهم لذلك يحاصروننى، ليس الحصار المادى فحسب، بل حصارا معنويا أيضا، حيث يمنعون عنى المترجم والقارئ والمسجل والراديو، فلا أسمع أخبارا من الخارج أو الداخل”.
وأضاف عبد الرحمن، فى رسالة نشرها الحساب الخاص بالدكتور عمر عبد الرحمن على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، والتى أكد الدكتور وسام عبد الوارث، مؤسس ائتلاف الحكمة لـ”اليوم السابع” صحتها “هم يحاصروننى فى السجن الانفرادى، فيمنع أحد يتكلم باللغة العربية أن يأتى إلى، فأظل طول اليوم والشهر والسنة لا أكلم أحدا ولا يكلمنى أحدا، ولولا قراءة القرآن لمسنى كثيرا من الأمراض النفسية والعقلية”.
وتابع عبد الرحمن قائلا، “كذلك من أنواع الحصار تسليط الكاميرا على ليل نهار،لما فى ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة، ولا يكتفون بذلك بل يخصصون على مراقبة مستمرة من الضباط، ويستغلون فقد بصرى فى تحقيق مآربهم الخسيسة، فهم يفتشوننى تفتيشا ذاتيا فأخلع ملابسى، كما ولدتنى أمى، وينظرون فى عورتى من القبل والدبر، وعلى أى شىء يفتشون على المخدرات أو المتفجرات ونحو ذلك”.
وكشف عبد الرحمن عن أن ذلك الأمر يتكرر قبل كل زيارة وبعدها مضيفا: “هذا يسىء إلى ويجعلنى أود أن تنشق الأرض وتبتلعنى ولا يفعلون معى ذلك، ولكنها كما قلت الفرصة التى يغتنمونها ويمرغون كرامة المسلم وعزته فى الأرض، وهم يمنعوننى من صلاة الجمعة والجماعة والأعياد وأى اتصال بالمسلمين، كل ذلك يفعلونه معى ويحرموننى منه”.
واستطرد قائلا: “يقدمون المبررات الكاذبة ويخلقون الأعذار الباطلة، وهم يسيئون معاملتى أشد الإساءة، فلا يستجيبون لطلباتى ولا يحضرون إلى ما أحتاج إليه، وأظل أطرق الباب لساعات طويلة بلغت أحيانا ست ساعات، فلا يجيب أحد على، على حين إذا طرق الباب أى سجين آخر طرقات قليلة، فإنهم يأتون إليه مسرعين وملبين طلباته”.
وقال عمر عبد الرحمن: “إنهم يهملون فى شئونى الشخصية، كالحلق وقص الأظافر بالشهور، كذلك يحملوننى غسل ملابسى الداخلية حيث أنا الذى أبرى الصابون عليها، وأنا ادعكها، وأنا أنشرها، وإنى لأجد صعوبة فى مثل هذا”.
وأكد عبد الرحمن على خطورة الموقف الذى يشعر به، قائلا: “فهم لا محالة قاتلى، إنهم لا محالة يقتلوننى لا سيما وأنا بمعزل عن العالم كله، لا يرى أحد ما يصنعون بى فى طعامى وشرابى وما نحو ذلك، وقد يتخذون أسلوب القتل البطىء معى، فقد يضعون السم فى الطعام أو الشراب أو الدواء والحقن، وقد يعطوننى دواء خطيرا فاسدا، وقد يعطوننى قدرا من المخدرات قاتلا، أو محدثا جنونا، خصوصا وأنا أشم روائح غريبة، ومنبعثة من جهة الطابق الذى فوقى، مصحوبا بها “وش” مستمر، كصوت المكيف القديم الفاسد، ومعه خبط وقرع وضوضاء، وطرق كصوت ضرب القنابل، يستمر بالساعات من ليل أو نهار، وهم سيختلقون عندها المعاذير، الكاذبة والأسباب الباطلة، فى أمر الوفاة فلا تصدقوا ما يقولون، إنهم يجيدون الكذب، وقد يختلقون إساءة خلقية يختلقونها، وستخرجون لها الصور لإساءة خلقية، فكل ذلك ينتظر منهم”.
وأضاف قائلا “إن هؤلاء هم الذين يحاربون أى صحوة إسلامية فى العالم، ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد فى الأرض كلها”.
واختتم الشيخ رسالته قائلا “إنهم إن قتلونى، وهم لا محالة فاعلون فشيعوا جنازتى وابعثوا بجثتى إلى أهلى، لكن لا تخذلوا دمى، ولا تضيعوه، بل اثأروا لى منهم أشد الثأر وأعنفه، وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل فى سبيل الله، تلك بعض الكلمات أقولها لكم فهى وصيتى لكم”.
قم بكتابة اول تعليق