أكد رئيس تحرير مجلة (العربي) الدكتور سليمان العسكري ان التميز الثقافي للمجلة وتجددها المستمر والتوسع في ملحقاتها المتنوعة كمجلة العربي الصغير والعربي العلمي جعلها تتصدر المجلات الثقافية في الدول العربية وتحصد جوائز تقديرية وتشهد اقبالا لافتا.
واكد الدكتور العسكري في لقاء مع (كونا) حرص مجلة العربي على التجديد الدائم والاضافات المستمرة في اصداراتها المتميزة ككتاب العربي الصغير المخصص للاطفال الذي يصدر شهريا والكتاب السنوي المتضمن جميع الابحاث التي تقدم في الندوة الفكرية التي تقيمها سنويا.
واعرب عن تطلعه لالتحاق الشباب الكويتي المثقف والقادر بالعمل في مجلة العربي كمحررين وكتاب علميين وادبيين بهدف الانخراط في مجال تحرير مواد المجلة واصداراتها المتنوعة واثرائها بالموضوعات الفكرية والثقافية والاستطلاعات المصورة.
وعن النشاط الادبي والثقافي الكويتي الحالي اوضح الدكتور العسكري ان الكويت كانت فى السابق تعد مثالا في المنطقة في الازدهار الثقافي والفني مضيفا ان بعض الدول المجاورة تدرس تجربة الكويت الثقافية للاستفادة من نجاحاتها وتجنب الاخفاقات ولاسيما مااصاب الكويت بعد الغزو الصدامى الذي لانزال نعانى منه حتى اليوم.
وقال ان هناك اسبابا عديدة للتدهور الذي نشهده في الكويت من اهمها تراجع دور المؤسسة التعليمية في الاهتمام بدور الثقافة والادب والفن ضمن برامجها وانشطتها مشددا على اهمية تلك البرامج والانشطة في تفتح ذهنية الطالب على قضايا الابداع والتفكير الحر وباعتبار اهمالها يعني اسقاط اهم اولويات قيام مجتمع متقدم مزدهر على كل الاصعدة.
واضاف العسكري ان لدى الكويت عددا كبيرا من المبدعين الشباب في مجالات الادب والفن ظهروا في الاونة الاخيرة لكن ذلك ليس بظاهرة عامة ولا بالعدد الذي كان عليه منذ الخمسينات وحتى قبل الغزو الصدامي في بداية التسعينات داعيا الى رعاية هؤلاء المبدعين ودعمهم وتشجيعهم لاحياء وانعاش واقعنا الثقافي واعادة بعض امجاده التي نتفاخر بها.
وذكر العسكري ان من امثلة تلك المواهب المبدعة المخرج الكويتي سليمان البسام الذي درس المسرح في بريطانيا وابدع فى انتاجه وعطائه وحقق لنفسه مكانة عالمية بعيدا عن بلده الكويت لانه لم يتمكن من عرض بعض اعماله المسرحية فيها مضيفا ان البسام يعتبر اول اجنبي يكلف باخراج مسرحية لاكبر فرقة مسرحية في باريس على مسرح مؤسسة (الكوميديه فرانسيه).
وافاد بان من الامثلة ايضا الشاب سعود السنعوسي الذى حصل مؤخرا على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) الذي يعتبر احد الموهوبين والمبدعين في مجال الرواية مبينا ان هؤلاء وامثالهم ثروة وطنية يجب العمل على اختضانهم وتشجيعهم وعدم التفريط باي منهم. وعن مهرجان القرين الثقافي الذي اسسه عام 1994 عندما كان رئيسا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اوضح الدكتور العسكري ان مهرجان القرين كان احد الانجازات الثقافية المهمة للكويت وبدأ بتشجيع ودعم كاملين من المغفور له سمو الامير جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وأضاف ان المهرجان كان احد الانجازات التي نفخر بها ولانزال لانه قدم الكويت بعد التحرير كاحد المراكز الثقافية العربية الاساسية على مستوى البلاد العربية ادبيا وفنيا ومساهما فاعلا فى نشر الثقافة والتراث العربى.. وافاد بان مهرجان القرين كان يشهد سنويا تقاطر شخصيات ادبية وفنية ورموز ابداعية عربية ومحلية للمشاركة فيه كما اصبحت معظم الدول في العالم تحشد اسماء كبيرة للمشاركة في نشاطاته داعيا الى المحافظة على استمراره بهذا التأثير القوي عبر زيادة الدعم و الرعاية له.
واضاف ان الثقافة اصبحت اداة خطيرة تسهم بدور فاعل في العلاقات القائمة بين الدول داعيا الى الافادة من التجارب المتميزة في عدد من الدول التي استطاعت استثمار الثقافة بكل مجالاتها فى بناء الاوطان وترسيخ علاقاتها مع الدول الاخرى.
وعن سلسلة (عالم المعرفة) التي اشرف على تحريرها عندما كان رئيسا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب قال الدكتور العسكري ان هذه السلسلة تعد من اهم الاصدارات الكويتية على مستوى العالم العربى مضيفا ان الكويت تفخر بتلك السلسلة التي تصدر شهريا واسهمت اسهاما فاعلا في تعزيز الثقافة في الوطن العربي.
وذكر ان استمرار صدور السلسلة والحفاظ عليها ودعمها يضمن بقاءها مفخرة لكل باحث او عالم يكتب فيها ولكل قارىء يستفيد من مضمونها مؤكدا حرص المشرفين عليها على بذل جهد كبير فى البحث والتنقيب عن الاسماء المهمة في مجال العلم والادب والفنون والاجتماع لنشر دراساتهم فيها.
واضاف انه التقى قبل مدة مستشار سلسلة عالم المعرفة الدكتور فؤاد زكريا قبيل وفاته الذي قال له ان سلسلة عالم المعرفة اهم واغلى مشروع علمي انجزه واشرف عليه طوال حياته العلمية.(
قم بكتابة اول تعليق