تتبنى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي رؤية واعدة ورسالة طموحة ضمن استراتيجيتها (2012 – 2016) القائمة على دعم البحث والتطوير في المجالات ذات الاولوية في البلاد كالمياه والطاقة البديلة والبيئة ونشر الثقافة العلمية والتقنية والابداع.
ويتمثل الهدف الرئيسي للاستراتيجية بالتوصل لاحدث نتاج فكري يعنى باحتياجات العلوم والتكنولوجيا والابداع وبناء قدرات علمية وتكنولوجية متقدمة وتبني الاساليب الجديدة والناشئة للمساهمة في بناء اقتصاد كويتي قائم على الابداع والمعرفة.
وتقوم الاستراتيجية أيضا على تحفيز ودعم الاستثمار في القدرات البشرية من خلال مبادرات تساهم في بناء قاعدة علمية وتكنولوجية صلبة ونشر الثقافة العلمية وتعزيز القدرات البحثية والتكنولوجية لدى الموهوبين ولدى القطاع الخاص وتنمية الموارد البشرية وتطوير برامج نقل التكنولوجيا.
وقال المدير العام للمؤسسة الدكتور عدنان شهاب الدين ان الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة قائمة على رؤية ورسالة متطورتين وعدد من البرامج القائمة والجديدة تركز في مجملها على أولويات محددة بأربعة محاور تعالج قضايا التنمية واحتياجات الموارد البشرية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا والابداع.
وأضاف الدكتور شهاب الدين في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان رئيس مجلس ادارة المؤسسة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلف في العام 2007 لجنة منتقاة من نخبة من الخبراء تسمى اللجنة العليا لتطوير البحث العلمي في الكويت لمراجعة تنظيم وأداء عمليات البحث والتطوير ورفع التوصيات حول اعادة هيكلة مجالات العلوم والتكنولوجيا والابداع وتقدمها في البلاد.
وأوضح ان المؤسسة دأبت منذ العام 2010 وبتوجيه من سمو أمير البلاد وباشراف مباشر من سموه على اعداد خطة جديدة سبقها اجراء تقييم لاعمالها وانجازاتها مقارنة بالمؤشرات العالمية المتعارف عليها للمؤسسات العلمية العالمية المتميزة.
ولفت الى أن هناك اجماعا لدى الجهات المساهمة في المؤسسة على أن النمو في الكويت غير مستدام على المدى الطويل ما يتطلب وضع استراتيجيات وطنية للتنمية ترتكز على بناء اقتصاد تكميلي من القطاع الخاص يتسم بالكفاءة والمنافسة.
وذكر ان المحور الاول للاستراتيجية الجديدة للمؤسسة يعنى بتعزيز ثقافة العلوم والتكنولوجيا في الكويت لاسيما في مجالات العلوم والرياضيات وعلى دور العلوم والتكنولوجيا والابداع في دفع عجلة التنمية الاقتصادية ويخدم هذا المحور الطلبة والاساتذة والقطاعات الحكومية والجمهور بصورة عامة.
وبين الدكتور شهاب الدين أن هناك أربعة برامج مدرجة في هذا المحور الاول هو برنامج تعليم العلوم والرياضيات ويهدف الى تشجيع الطلبة على التخصص في هذين المجالين بينما يتمثل الثاني بتحفيز مشاركة أفراد المجتمع في الانشطة العلمية والتكنولوجية لتنمية معارفهم العلمية وربط العلوم والتكنولوجيا باحتياجات شرائح الجمهور كافة.
وأشار الى أن البرنامج الثالث يتعلق بنشر الثقافة العلمية والتكنولوجية في المجتمع ويرمي في المحصلة الى تعزيز ادراك المجتمع لاهمية العلم والتكنولوجيا وزيادة معرفة أفراده عبر وسائل مبتكرة خصوصا المحتوى الالكتروني بينما يتمثل البرنامج الرابع بدعم الطلبة المتميزين في الرياضيات والعلوم وسد الفجوة بين حاجة عملية التنمية في البلاد من علماء وتكنولوجيين والعدد المتوافر حاليا.
وذكر ان المحور الثاني للخطة يعنى بدعم قدرات البحث العلمي في المؤسسات الوطنية وتعزيز التعاون والتكامل بينها مبينا ان المؤسسة ماضية في تمويل المشروعات البحثية بين المؤسسات المختلفة وفقا لبرنامجها الحالي.
وأكد ان المؤسسة وضمن هذا المحور ستواصل دعم الابحاث واستحداث برامج فعالة ومركزة في المجالات ذات الاولوية الوطنية بما فيها المياه والطاقة البديلة والبيئة والتركيز على المشروعات المتكاملة والمشتركة بين المؤسسات المختلفة لايجاد حلول للمشكلات الكبرى التي تواجهها البلاد وايجاد فرص جديدة للبحوث او التطبيقات التكنولوجية الجديدة والواعدة.
وبين الدكتور شهاب الدين ان هذا المحور يخدم الباحثين الاكاديميين من جامعة الكويت والجامعات الخاصة والمتخصصين العلميين في البحوث لدى معهد الابحاث والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والنادي العلمي الكويتي والمستخدمين المستفيدين من البحوث والتطوير من القطاعين العام والخاص.
وعن المحور الثالث للخطة أفاد بأنه يعنى بدعم الابداع والمساعدة على تطوير الروابط اللازمة للتطبيقات التجارية في اطار منظومة للعلم والتكنولوجيا من خلال قيام المؤسسة بتمويل المشرعات والبرامج التي تمكن البلاد من استغلال التقنيات المطورة في مؤسساتها والتطبيق التجاري لها.
وقال ان ذلك سيتم أيضا في موازاة ايجاد وتطوير القدرات الوطنية التي تعزز منظومة الابداع في الكويت والاستفادة من علاقتها مع الجامعات العلمية ومراكز البحوث العالمية المرموقة وطرح برامج هيكلية بغية ايجاد الفرص للجهات المعنية والمستثمرين المبادرين للاستفادة من الترويج التجاري للملكية الفكرية والمعرفة الفنية من براءات الاختراع والبحث والتطوير وايجاد صناعات جديدة قائمة على التكنولوجيا.
وأشار الدكتور شهاب الدين الى أن هذا المحور يشمل المؤسسات التي تدعم التطبيق التجاري للتكنولوجيا وايجاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة مثل المستثمرين والبنوك والمجتمعات القانونية والمؤسسات التي تعزيز عملية ونقل وتكامل التكنولوجيا.
وبين ان ثلاثة برامج تندرج ضمن هذا المحور الاول هو برنامج دعم المخترعين ويهدف الى تكوين نظام دعم يحفز الناس ويشجعهم على الاختراع والابداع وتوثيق وتسجيل براءات اختراعات عالميا بينما يعنى الثاني باحتضان ودعم الاختراعات والابتكارات لاستثمارها تجاريا.
وعن البرنامج الاخير من المحور الثالث ووفقا للدكتور شهاب الدين فهو برنامج (حوكمة منظومة الابداع في الكويت) ويهدف الى تمكين عملية اتخاذ القرارات المدروسة لدعم الابتكار والعمل على التنسيق بين مختلف الجهات المعنية على تسهيل استخدام الموارد المتاحة لدعم المخترعين والمبتكرين والمبادرين.
وذكر ان المخرجات المتوقعة من هذه البرامج تتمثل بابتكار نظام متكامل وعملي قادر على تقييم البنى التحتية وتدعيم المراحل المبكرة للمشروعات التجارية ووضع أطر تركز على الشراكات المالية بناء على التطبيق التجاري للتكنولوجيات الكويتية او تلك التي تتم مشاركة الاخرين فيها وانشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلاد والمشاركة باقامة مجمع علمي او مركز للتكنولوجيا وحاضنات العلوم.
وبالنسبة الى المحور الاخير للخطة قال الدكتور شهاب الدين انه يعنى بتحفيز وتطوير القدرات العلمية التكنولوجية للقطاع الخاص والمشاركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة “وهو نشاط جديد للمؤسسة تم تصميمه لمساعدة القطاع الخاص خصوصا التي تقدم مساهمات سنوية للمؤسسة”.
وأشار الى أن هذا المحور يخدم القطاع الخاص خصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة “وهو مهم جدا لان تلك الشركات هي المستخدم النهائي للتكنولوجيا المطورة التي تقوم بتوفير الوظائف في القطاع الخاص ومن شأنها بناء الاقتصاد القائم على المعرفة”.
واستعرض الدكتور شهاب الدين ثلاثة برامج مدرجة ضمن هذا المحور الاول برنامج مساعدة الشركات المساهمة على تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية والابتكارية وتطوير قدراتها الادراية والثاني هو برنامج تدعيم تطوير قدرات القطاع الخاص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابداع والمشاركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة بينما الثالث هو الدعم المالي الجزئي (قسائم أبحاث) لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على تنمية قدراتها في استيعاب العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وعن البرامج المشتركة عبر المحاور التي تتضمنها الاستراتيجية الاربعة للمؤسسة أفاد بأن الاول هو برنامج الجوائز ويهدف الى دعم وتشجيع العلماء والباحثين من الكويت والبلاد العربية الاخرى ممن قدموا اسهامات مميزة في مجال العلوم وهذا البرنامج مستمر في تقديم كل من جائزة الكويت وجائزة جابر الطبية وجائزة الانتاج العلمي.
وقال ان البرنامج المشترك الثاني هو برنامج التعاون العلمي الدولي “حيث دأبت المؤسسة على وضع برامج مع المؤسسات والجامعات الدولية المرموقة في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وتعد تلك البرامج حافزا مهما لاستراتيجية تقدم العلوم ونقل التكنولوجيا الى الكويت ومنطقة الخليج العربي”.
وأضاف ان برامج التعاون الدولي تشمل برنامج الكويت في مكتب العلوم (جامعة ساينس بو الفرنسية) وبرنامج الكويت في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ومركز الكويت (ام اي تي) للموارد الطبيعية والبيئية وبرنامج الكويت في جامعة هارفرد والتعليم التنفيذي في كلية هارفرد لادارة الاعمال ومركز اكسفورد للدراسات الاسلامية.
وعن البرامج السابقة للمؤسسة ذكر الدكتور شهاب الدين ان (التقدم العلمي) نفذت 45 برنامجا في الماضي وخفض هذا العدد الى نحو 12 برنامجا وزعت على المحاور الاستراتيجية الجديدة لتحديد مستوى الاهمية والاولوية مشيرا الى سجل تاريخي حافل تمتلكه المؤسسة ويمتد لنحو 35 عاما من دعم وتعزيز التقدم العلمي في البلاد.
وانشئت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في 12 ديسمبر 1976 تتويجا لرؤية ثاقبة رائدة أطلقها الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه حينما كان وليا للعهد حيث دعا القطاع الخاص الى مشاركة الحكومة في رعاية ودعم النهضة العلمية الناشئة في الكويت حينذاك.
وحظيت الدعوة باستجابة سريعة وتم بالفعل انشاء (التقدم العلمي) كمؤسسة غير ربحية لتصبح بمنزلة مثال للتعاون والمشاركة الناجحة بين القطاعين العام والخاص في هدفها الرامي الى عم البحث العلمي على أعلى المستويات وتشجيع الباحثين وتعزيز العلوم ودعم المشروعات العلمية في الكويت وتحقيق مفهومي المجتمع العلمي والبنية التحتية العلمية.
قم بكتابة اول تعليق