وهكذا ضاع يوم آخر من عمل وعمر المجلس دون أدنى إنجاز. الحكومة كانت ممثلة بثلاثة وزراء عند الساعة التاسعة عندما افتتح العم بوعبدالعزيز جلسة الامس. ولكنه رفعها لعدم اكتمال النصاب!!
ومن طير النصاب لم يكن المستضعفون بالأرض من نواب الاقلية. من طير النصاب كان نواب الاغلبية الذين تغيبوا أو تأخروا عن موعد افتتاح الجلسة!. الجلسة التي كانت مخصصة لأول استجواب تتبناه الأغلبية!.
ولكن بعدما طارت الجلسة عند بدايتها لم تعد الحكومة للقاعة!. لان نواب الاغلبية دخلوا مع الحكومة في مفاوضات جديدة!.
المفارقة ان اخر تصاريح نواب الاغلبية وزعمائها مساء أمس الاول كانت ذات نفس النفس الذي أعلنه فيصل المسلم. لن نتحرك مقدار شعرة عن موقفنا في ضم الاستجوابين!!
ولكن يبدو انهم قد ابتلعوا ألسنتهم بالشعر الذي عليها وخارجها، وازدردوا فوقها كبرياءهم وخضعوا لموقف الحكومة، فأعلنوا عن تراجعهم عن ضم الاستجوابين… من باب التعاون!!!.
ولم يكلف طرف من نواب المعارضة نفسه مشقة شرح السر في عدم جنوح الاغلبية للتعاون يوم امس الاول عندما حذرهم سمو الرئيس من انه سوف ينسحب من الجلسة ان أصروا على لي ذراع الحكومة!! لماذا أصر الرئيس السعدون ونواب الاغلبية على فرش السجاد الاحمر للحكومة كي تنسحب بعدما أصروا على العناد في ضم الاستجوابين غير المرتبطين ارتباطا وثيقا، اضافة الى رفض الوزير المعني ذلك الضم؟!
ما الذي هدم عناد عتاة الاغلبية وجماعة لن نتراجع قيد شعرة ليقبلوا بالتعاون مع الحكومة؟!
ولكنه لم يكن تعاوناً كما ادعى ويدعي بعض نواب الاغلبية. بل كان تنازلاً مشروطاً مرة أخرى.
فجاء الشرط الأول لفصل الاستجوابين هو تعهد الوزير بالرد على الاستجوابين في نفس اليوم!. وهذا ما رفضه الوزير محقا، لانه قد لا يستطيع لاسباب صحية او ربما لانه قد يقرر الاستقالة بعد الاستجواب الاول. هنا اسقط في ايدي المفاوضين من نواب الاغلبية فابتكروا الشرط الثاني. وهو ان يقدم الاستجواب الثاني قبل الاستجواب الأول!!. اي ان يكون استجواب مسلم قبل استجواب عبيد رغم اسبقية تقديم عبيد لاستجوابه!!.
وهنا رفضت الحكومة هذا الابتزاز واصرت على موقفها. فاسقط في يد الاغلبية مرة اخرى. فالتفتوا ناحية عبيد الوسمي وذهبوا لاقناعه بسحب استجوابه ليتمكنوا من تحقيق احلام مسلم في استجواب الوزير الشمالي وطرح الثقة به بمعاونة نواب الاغلبية الذين يؤمرون فيطيعون وينفذون دون سؤال يدل على احترام الذات.
المفاجأة التي حدثت ولم يكن يتوقعها اقرب القريبين من عبيد الوسمي انه وللمرة الثانية خلال ثلاثة اشهر يستسلم لمطالب مسلم البراك ويهزم نفسه بنفسه، فيسحب استجوابه ليتمكن مسلم من تحقيق احلامه في استجواب الشمالي!!!
البعض كالنائب محمد هايف رأى في سحب الاستجواب «موقفاً مشرفا» نزع فتيل الازمة!!!
ونحن نسأل لماذا تم زرع فتيل للأزمة في الاصل؟! ولماذا لم نر هذا «الموقف المشرف» يوم أمس الاول كي يتم استجواب الشمالي يوم الثلاثاء؟! وحتى لا يضيع وقت المجلس في نقاش بيزنطي حول المادة 137؟!
بل ان الوسمي ذاته وخلال تصريحه بسحب استجوابه اكد ان سحبه للاستجواب هو «لاخراج البلد من جدل عقيم وعديم القيمة ولا يتفق مع الوقار الذي يفترض بهذه المؤسسة»!!!
يا سلام!.
ومن وضع هذه المؤسسة الموقرة في هذا الجدل العقيم، وعديم الفائدة يا عم عبيد؟!!
هل كانت غلطة الشمالي؟! ام غلطة الحكومة؟! ام غلطة الاقلية؟!. ام غلطة الاغلبية؟! ام ربما هي غلطتك انت وحدك؟!!!
والاجابة موجودة في نفس تصريحك بسحب استجوابك حيث تقول بالحرف «لذلك اعتذر للشعب الكويتي عما حدث في الجلستين»!!!
فهذا الاعتذار يحدد المسؤولية ويسلط الضوء على موقع الخلل وهو اعتراف صريح بإضاعتك أنت لوقت المجلس.
والحقيقة المرة هي اننا ما كنا نتمنى لك هذه النهاية، ولم يكن يتمناها لك المقربون منك. فلقد مارست الانبطاحية السياسية مرة اخرى بعد «خبصتك» باستجواب سمو الرئيس، واعلان مسلم للاعلام بعد اجتماعه بك بأن «ماكو استجواب»!
واليوم كذلك «ماكو استجواب» يا عبيد. فإلى متى ستستمر على هذا المنوال يا دكتور؟!
وهل ستعود الكويت لدفع فاتورة صراع ابناء العمومة مرة اخرى في قضية ثانية تبتدعانها؟! فالامر الواضح جدا ان المجلس والحكومة والوطن كان يدفع خلال الجلستين الماضيتين فاتورة ذلك الصراع بينك وبين ابن عمك وزميلك في نفس الكتلة.
وإذا كنت قد حسمت الصراع بالانسحاب، فإننا لا نهنئ مسلم بالفوز عليك ولكننا نعزيك بالهزيمة التي منيت بها نفسك.
والآن حان الوقت لنلتفت إلى جلسة استجواب من الوزن الثقيل، قد نستمتع بالأداء الذي سنشاهده من الطرفين، ولكننا جميعا نعرف النتيجة مقدماً.
لان الحكم غير منصف، وغير متزن، وغير عادل ولا يملك من أمره شيئاً سوى ما يمليه عليه مجلس قيادة الأغلبية.
أعزاءنا
ونحن نحمد للحكومة ثباتها على موقفها، نحمد للوزير الشمالي ثقته الكاملة بسلامة موقفه وإجراءاته.
كما اننا سننتظر الفيلم الكوميدي الذي وعدنا به النائب العنجري عن تمويل الوزير الشمالي أو فهد الرجعان للمفاعل النووي الإيراني!!!
كيف ومتى؟!. وأين ولماذا؟!. وكم ومن وهل؟!. أفلا تعقلون؟!
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق