مع ظل تواصل الغموض الذي يكتنف مستقبل الصراع المشتعل في سوريا، بما يتزامن مع مواقف دولية لا تبدو حاسمة في كثير من جوانبها، يبدو جلياً أن الأوضاع لا تسير نحو الأفضل.
جاءت صفقة نظم الصواريخ الجديدة التي قدمتها روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد لتثير الكثير من التساؤلات وتثير حالة من القلق بخصوص تأثيراتها المحتملة على الحرب المتأججة في البلاد وكذلك تأثيراتها على المنطقة.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية خصصت تقريراً مطولاً لهذا الشأن كشفت من خلاله عن عدة نقاط هامة منها أن روسيا زودت نظام الأسد بنوعين من الأنظمة، الأول إس-300، وهو نسخة متطورة من نظام الدفاع الجوي الذي صُمِّمَ في الأساس بالاتحاد السوفيتي خلال سبعينات القرن الماضي ثم تطور خلال عقد التسعينات.
وأضافت الصحيفة أن هذا النظام يحظي بالعديد من الميزات التي من بينها أن نطاق راداره وصواريخه يسمح له بضرب أهداف على مسافة تصل إلى 200 كيلو متر، كما أنه يستخدم أنواع مختلفة من أجهزة الرادار ونظم القيادة والتحكم، إلى جانب إمكانية التنقل به من مكان لآخر فوق مركبات ثقيلة، وهو ما يصعب عملية اكتشافه وتدميره.
والنظام الثاني، بحسب الصحيفة، هو ذلك الذي يطلق عليه بي-800 ياخونت، وهو مخصص لتدمير السفن، وسبق أن دخل الخدمة في روسيا قبل ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً.
وتنطلق صواريخ هذا النظام بأكثر من ضعف سرعة الصوت، وتُوَجِّه رأس حربية وزنها 250 كيلو غرام صوب أهداف موجودة في البحر على مسافة تصل إلى 300 كيلو متر.
وعن تأثير نظم الصواريخ الجديدة هذه على المنطقة، قالت الصحيفة إن وجود هكذا صواريخ في سوريا سوف يجعل من الصعب، بل من المستحيل، على إسرائيل أو أي جيش غربي شن هجمات جوية على أهداف سورية أو قصفها أو غزوها عن طريق البحر.
وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن صواريخ إس-300 ستهدد أيضاً الطائرات المقاتلة التي تستخدم صواريخ المواجهة، بينما قد تعمل صواريخ ياخونت على الحد من العمليات التي يمكن للسفن الإسرائيلية والغربية أن تقوم بها قبالة السواحل السورية وجعل أي عملية بحرية ضدها أو ضد لبنان محفوفة بقدر كبير من الأخطار.
قم بكتابة اول تعليق