بالتزامن مع الأوضاع التى تشهدها شبه جزيرة سيناء، وما يتردد عن سيطرة الجماعات المتشددة عليها، برز على سطح الأحداث سؤال عن جهود وزارة الأوقاف في تلك المناطق.
وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعرف أن هناك 3 جهات تتولى الإشراف على المساجد التي يبلغ عددها حوالى 2004 مساجد فى سيناء، الجهة الأولى وتضم وزارة الأوقاف ممثلة في 476 خطيبا تابعين للوزارة، أما ثاني الجهات هى: الجمعيات الدعوية – أنصار السنة – الدعوة الإسلامية – الجمعية الشرعية، التي وقعت بروتوكول تعاون دعويا مع الوزارة في وحدة العمل في كل المساجد وإشراف الأوقاف عليها وترتيب القوافل الدعوية بمشاركة الجهات الأربع، ويبقى عدد لا حصر له من المساجد في قبضة الجماعات الجهادية والتكفيرية حسب تصريح سلامة عبدالقوى؛ المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، حيث أكد أن الوزارة لا يوجد لديها مسح شامل أو حصر بعدد جميع المساجد الموجودة فى سيناء، حيث تحتوى كل قرية في سيناء على مساجد هى عبارة عن عشش في غالبية القرى وهى كثيرة جدا.
وقال عبدالقوى، إن الجماعات التكفيرية والجهادية لها تواجد ملحوظ فى سيناء وتسيطر على غالبية هذه المساجد «العشش»، مشيرا إلى أن الوزارة تجري اتصالات مع رؤوس هذه الجماعات لعقد لقاءات قريبا برئاسة وزير الأوقاف وقيادتها الدعوية للنقاش الفكرى معها بعد أن تطورت الأوضاع هناك، مشيرا إلى أن تواجد وانتشار هذه الجماعات أمر بات حقيقيا ويشغل ذهن الوزارة فى مواجهته.
وشدد عبدالقوى على أن السيطرة على كل المساجد في سيناء وخاصة مساجد الجماعات التكفيرية والجهادية أمر صعب جدا، خاصة أنها غير تابعة للوزارة والأمر مرتهن بالحوار وليس بالصدام، ومن ينكر وجود هذه الجماعات في سيناء، يشبه الشخص الذى يضع رأسه في الرمال، مشيرا إلى أن الوزارة تعتزم الدفع بقوافل دعوية لتجوب كل مساجد سيناء بمشاركة الجمعيات الدعوية التى تشرف على العديد فى المساجد، مع رغبة الوزارة فى تدريب الدعاة ومنحهم دورات علمية فى مواجهة الفكر الشاذ وتمكينهم من الفهم الوسطى، مشيرا إلى أن الوزارة ترغب وتسعى إلى عمل مسح وتفتيش دائم على مساجدها هناك.
وفى حصر لمساجد الأوقاف التى توجد بشبه جزيرة سيناء، نلاحظ أنه حتى مساجد الأوقاف لا تتم تغطية منابرها بالكامل من قبل أئمة الوزارة، ففى مديرية أوقاف شمال سيناء على 1024 مسجدا تم ضمها إلى الوزارة، بالإضافة إلى 250 مسجدا تحت الضم ويجرى العمل على ضمها للوزارة من مجموع هذه المساجد 792 مسجدا حكوميا، والباقى مساجد أهلية تضم 261 خطيبا غير معينين ويعملون بنظام خطب المكافأة ويعانون من ضعف شديد فى المستوى، حيث يعملون فى مهن أخرى ويلتزمون بخطبة الجمعة فقط مع فراغ المسجد طوال الأسبوع من إمام يؤم المصلين أو يلقى عليهم دروسا دينية.
وفى محافظة جنوب سيناء تشرف الوزارة على 280 مسجدا حكوميا يخطب بها 48 خطيب مكافأة يعانون من ضعف المستوى و167 خطيب راتب مثبتا بالوزارة على أن يبقى 65 مسجدا من مساجد الوزارة خالية بلا خطباء، يضاف إليها مساجد الفنادق والشركات التى تتدخل عوامل المال والمزاج الشخصى لمدراء الإدارات فى اختيار خطبائها كما يحدث فى إدارة شرم الشيخ عند توزيع الخطباء على هذه المساجد كل أسبوع فى مساجد السلام، والرحمن، وبترول بلاعيم وبتروجيت فى أبورديس، وأبوبكر الصديق فى محمية نبق، حيث يتقاضى خطيب الجمعة فى هذه المساجد فى المرة الواحدة 300 جنيه، بالإضافة إلى مرتبه ويتم تحديد خطيب جديد من قبل مديرية الأوقاف كل أسبوع وقد توجه عدد من الأئمة بشكوى لمزاجية الاختيار.
ومؤخرا اقترحت وزارة الأوقاف، على الدعاة العاملين بمديرية أوقاف شمال وجنوب سيناء خطبة الجمعة القادمة عن سيناء بعنوان: «سيناء والأحداث الجارية.. اعتداء على وطن»، ويتضمن موضوع الخطبة عدة عناصر منها: مفهوم الوطن وحرمة الاعتداء عليه وحرمة الاعتداء على الأفراد والنفس، والمسؤولية المشتركة عن حماية الوطن، ومخاطر العدو المتربص بمصر وعدم الانسياق وراء الشائعات وبخاصة وقت الأزمات، وضرورة الاصطفاف فى أوقات الأزمات وتناسى الخلافات.
قم بكتابة اول تعليق