تنشر “هنا الكوي” النص الكامل لمذكرة الطعن التي قدمها الفقيه الدستوري الدكتور شوقي السيد إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، في نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، وأكد في مذكرته أن هذه النتيجة تم التلاعب فيها بشكل واضح وتجاهلت اللجنة العليا للانتخابات التحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية والنيابة العامة، في البلاغات المقدمة من المرشح الفريق أحمد شفيق، رغم أنها أثبتت وقوع مخالفات جسيمة من قبل جماعة الإخوان المسلمين أثناء العملية الانتخابية، والتي أسهمت بشكل واضح ومباشر في فوز مرسى بمنصب الرئيس.
وطالب شوقى السيد بعودة اللجنة العليا للانتخابات للانعقاد مرة أخرى وفحص نتائج التحقيقات ومن ثم إعلان النتيجة الحقيقية للانتخابات..
وجاء نصها كالتالى:
معالي المستشار رئيس المحكمة الدستورية العليا
ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية
والسادة أعضاء اللجنة الموقرة
تحية طيبة واحترامًا وبعد،،
يتشرف الدكتور شوقي السيد المحامي عن نفسه وبصفته مواطنًا مصريًا مع غيره من القوى الوطنية الغالبة في البلاد، وبصفته وكيلًا عن المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق، أن يتقدم بهذا الطلب طعنــــًا على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية رقم 352012 الصادر بتاريخ 24/6/2012 بفوز الدكتور محمد محمد مرسي عيسى العياط رئيسًا لجمهورية مصر العربية.
الموضــــوع
1. مع بداية أول يوم من الشهر الثاني عشر، ومضي نحو سنة على تحقيقات النيابة العامة، منذ بدء التحقيقات في جرائم التزوير.. والرشوة.. والترويع بالانتخابات الرئاسية لعام 2012 بتاريخ 21/6/2012 في قضية النيابة العامة رقم 5042012 حصر وارد نائب عام، وسؤال محرر محضر التحريات ومجريها، اللواء مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية منذ انتخابات الإعادة في 16، 17 وعلى مدى خمسة أيام كاملة، فأتت محايدة وموضوعية وغير منحازة لأي من المرشحين، لأنه لم يكن قد أعلن بعد عن فوز أي من المرشحيْن، وعلى التحقيقات التي أجراها المحامي العام بسراي النيابة العامة بمكتب النائب العام في ذات التاريخ في 21/6/2012، والتي أمرت النيابة العامة بعدها، بصرف مُحرر المحضر ومُجري التحريات من سراي النيابة، كما أمرت النيابة العامة في ذات الوقت واللحظة، في 21/6/2012، باستعجال ورود التحريات بشأن وقائع التزوير والرشوة المتعلقة بمطبعتيْ الشرطة والمطابع الأميرية (1) على مدى خمسة أيام خاصة بعد أن أكد مُحرر المحضر أن هناك فِرَقْ عمل قد شكلت، من كل من.. ” أمن القاهرة.. وأمن الجيزة.. والأموال العامة.. والأمن الوطني.. والأمن العام “، وأن جهود البحث مازالت مستمرة في سبيل كشف الحقيقة، لأنه لم يكن قد أعلن عن فوز أي من المرشحين رئيسًا للبلاد، لهذا أتت التحريات بجدية وبحيادية وموضوعية وبغير انحياز لأحد.
– وعطفًا على ما شهدته الساحة السياسية وقتها، من حشد سياسي وفوضى عارمة وتهديد حزبي بحرق القاهرة.. وإثارة الذعر والفزع في البلاد، عبّر عنها السيد المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مؤتمره الصحفي عند إعلان النتيجة، بأنها كانت أجواء ” مشحونة.. وملبدة “.. دفعت اللجنة دفعًا إلى الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية بتاريخ 24/6/2012 أي بعد يوميْن اثنيْن من التحقيقات، وبغير ترقب أو انتظار لورود تحريات نهائية أو جهات رقابية وأمنية أخرى كانت اللجنة الموقرة قد طلبتها منها، وسارعت اللجنة بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي العياط رئيسًا.. في مؤتمر صحفي مسجل وكاشفة عن أنه لم يرد إلى اللجنة إلا ردًا وأحدًا من جهات التحريات المتعددة.. وأقامت قرار إعلان النتيجة على ” قرينة الصحة ” التي أعلن عنها السيد المستشار رئيس اللجنة لأنه لم يرد إليها ما يدحضها، رغم الحالة الصاخبة التي كانت قائمة في البلاد.
(1) محضر التحريات مكون من 18 صفحة بمعرفة اللواء محمود يسري وزارة الداخلية، وتحقيقات النيابة العامة مكتب النائب العامة في 26 صفحة كاملة، وقد ورد بمحضر التحريات ” تقرير كامل عن جرائم التزوير.. والعبث ببطاقات التصويت في المراحل اليدوية مراحل المطابع.. ومنع الأقباط من التصويت.. واستخدام السلاح الأبيض.. والترويع.. وغيرها من الجرائم المنظمة والممولة والخطيرة التي لم تشهدها أي انتخابات سابقة “.
2. وإذ باشرت النيابة العامة تحقيقاتها، في القضية.. كما استكمالت التحقيقات بناء على طلبنا وبعض القوى الوطنية في البلاد في 22 أكتوبر 2012 وفي ضوء الوثائق والمستندات بالبلاغيْن المقيديْن برقميْ 3815، 39312012.. كما تولت نيابة شمال الجيزة قيد البلاغ وضم التحقيقات السابقة المقيدة بمكتب النائب العام برقم 5042012، وقيدت برقم 672012 تحقيق، 119632011 إداري إمبابة، وأجرت تحقيقاتها بتاريخ 3، 8 نوفمبر وطالعت المستندات، ثم أصدرت النيابة العامة بتاريخ 8 نوفمبر (1) قرارها باستعجال التحريات النهائية، وضم المحاضر المشار إليها بالتحقيقات والتحريات، كما أمرت بتشكيل لجنة خبراء لا يقل عددهم عن عشرة حددت مأموريتهم في القرار وأمرت الخبراء بالانتقال إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ومكان حفظ أوراق الاقتراع والصناديق لحصر الأوراق المسوّدة مقدمًا، على أن تنتهي اللجنة من تقريرها خلال مدة أقصاها ستة أشهر أي حتى 8/5/2013، وقد انتهت المدة ولم يُؤذن للجنة بمباشرة مهامها أو تُمكن من أداء مأموريتهم حتى الآن !!
ثم طلب النائب العام بعدها، نظرًا لجدية التحريات وخطورة الاتهام وحالة الاستعجال، ندب قاضي للتحقيق في تلك الوقائع بتاريخ 11/11/2012، حيث طلب وزير العدل إلى المستشار رئيس استئناف القاهرة ندب قاضي للتحقيق في تلك الوقائع، ندب المستشار أسامة قنديل قاضيًا للتحقيق في جرائم التزوير التي تضمنتها التحريات.. ليفاجئ الرأي العام بعدها بأكثر من ثلاثة أشهر بتاريخ 19/2/2013 باعتذار عن عدم مباشرة التحقيقات.
– بعدها كتب السيد المستشار وزير العدل إلى رئيس الاستئناف كتابًا سريًا برقم 70 بتاريخ 25/2/2013 لانتداب قاضي تحقيق آخر.. وقد تم ضم بعض محاضر جرائم الانتخابات في بعض المحافظات إلى التحقيقات منها المحضر رقم 24012012 حصر تحقيق إسنا، و44282011، 44302012 بني سويف، و23682012 إداري قوص، و1712012 حصر تحقيق قنا.. واستعجلنا ندب قاضي تحقيق استكمالًا لنتائج التحقيقات بتاريخ 18/3/2013، حيث نُدب المستشار منصور علي موسى قاضيًا للتحقيق للمرة الثانية، وما لبث أن فاجأ الرأي العام بالاعتذار عن عدم مباشرة التحقيقات، وظل الرأي العام حائرًا عن الأسباب التي أدت إلى الاعتذار في كل مرة، خاصة وقد عبرت الصحافة والإعلام عن أهمية اكتشاف تلك الوقائع.. وأثرها على سلامة قرار إعلان النتيجة وصحته الذي يحيط بسير التحقيقات بعد إعلان النتيجة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحقيقات النيابة العامة في 22/10، و3، 8 نوفمبر، وقرار النيابة العامة الصادر في 8/11/2012.
– ثم نُدب أخيرًا وللمرة الثالثة المستشار محمد عبد الرحمن بكر قاضيًا للتحقيقات في جرائم الانتخابات الرئاسية بتاريخ 29/4/2013، ولم يبدأ بعد مباشرة التحقيقات حتى الآن، رغم مضي إحدى عشر شهرًا على تقرير إدارة المباحث الجنائية وتحقيقات النيابة العامة وتشكيل فرق بحث.. بل وانتهاء مدة الستة أشهر، التي حددتها النيابة العامة للجنة الخبراء للانتهاء من عملها منذ 8/11/2012، فماذا لو أن الفاعل أو المتهم الحقيقي في هذه الجرائم هو من لم يعلن فوزه، لما تأخرت التحقيقات لحظة واحدة !!
3. وإذ شهدت الحياة السياسية أحداثًا جسامًا منذ الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية وحتى الآن.. امتلأت معها الحياة السياسية.. تمردًا.. وغضبًا.. وحشدًا لمليونيات عديدة، من بينها ما عبرت عنه القوى الوطنية وما ظهر في وسائل الإعلام من تأكيد على عدم سلامة نتائج الانتخابات.. وعدم صحة النتائج والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.. وكانت وقائع التزوير.. والترويع.. واستخدام السلاح أثناء إجراء الانتخابات الرئاسية يوميْ 16، 17 يونيو الماضي والتي جمعتها محاضر التحريات والضبط وكشفت عنها محاضر الشرطة على مستوى بر مصر، لتؤكد أن العدوان على الإرادة الشعبية.. وعلى دولة القانون.. وسلطة القضاء.. والإعلام، كل ذلك أصبح منهجًا منظمًا للسيطرة على سلطات الدولة ومستقبل الوطن.. ومقدرات أبنائها، وبسبب ذلك التوتر والاضطراب المشحون الذي كان قد ساد البلاد وأدى إلى التعجل في إعلان النتيجة دون انتظار نتائج التحقيقات أو إصدار اللجنة أمرًا إلى السلطات بالانتهاء من تحرياتها قبل إعلان النتيجة، وهو أمر يدخل في صميم اختصاصاتها، خاصة وأن الترقب والانتظار والتدقيق في سلامة النتيجة، لم يكن ذلك أمرًا مستغربًا لأن ذلك هو الحق والعدل والقانون احترامًا لإرادة الشعب وما تكشف عنه التجارب الدولية، إذ جرى ذلك من قبل في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005 بين الابن بوش ومنافسة آل جور.. التي امتدت أعمال الفرز والتحقيق 36 يومًا للاستيثاق من سلامة الأصوات والنتائج، وكذلك الانتخابات الرئاسية الحالية بفنزويلا، إذ أعيد الفرز في 6 مايو بعد إعلان النتيجة في 14 إبريل ثم إعادة إعلانها في 14 مايو الجاري، لأن الانتخابات الرئاسية ليست أمرًا هينًا كما أنها ليست انتخابات مجلس محلي !!
– وقد عبرت الصحافة والإعلام عن تأكيد الظنون والشكوك في سلامة النتيجة، وقد زاد الأمر قوة، تراخي سلطات الدولة والنظام الحاكم الفائز عمدًا، استكمال إجراءات التحقيقات والتحريات في قضية النيابة العامة لتكشف الحقيقة حتى الآن، وعدم تنفيذ قرار النيابة العامة الصادر منذ 8 نوفمبر الماضي، وعدم تمكين لجنة الخبراء التي أمرت النيابة العامة بتكشيلها وحددت مأموريتها في حصر أوراق التزوير والاقتراع المسودة وبيان عددها ولصالح من سودت، ثم تعيين أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية وزيرًا في الحكومة.. كل ذلك كاشف لذاته ليؤكد الظنون والشكوك التي كانت قائمة قبل إعلان النتيجة !!
4. وإذ كانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مازالت قائمة بتشكيلها الوارد بالمادة 28 من الإعلان الدستوري.. وبقانون تنظيم الانتخابات الرئاسية رقم 1742005 وتعديلاته، وبقاء شخصيتها الاعتبارية العامة وتمتعها بالاستقلال وصلاحيتها في ممارسة اختصاصاتها المواد المنصوص عليها بالمواد أرقام 5، 6، 7 من قانون الانتخابات الرئاسية بالقانون رقم 1742005 والمعدل بالمرسوم بقانون رقم 12، والقانون رقم 152012.
– وكانت هذه اللجنة الموقرة تظل على حالها في ظل الدستور القائم بنص المادة 228 وحتى تشكيل المـفوضيـة الـوطنيـة للانتخـابـات، والتـي لـم تشكـل بعـد، ولـم يصـدر قانــون بتنظيـم اختصاصهـا وسلطاتهـا، ومن ثم بقى قانون الانتخابات الرئاسية قائمًا من اختصاص اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وذلك وفقًا لما انتهت إليه الجمعية العمومية لقسميْ الفتوى والتشريع بجلسة 13 يناير 2013، استنادًا إلى نص المادة 222 من الدستور، التي تنص على أن كل ما قررته القوانين من أحكام قبل صدور الدستور تبقى نافذة، ولا يجوز تعديلها ولا إلغائها إلا وفقًا للقواعد والإجراءات المقررة بالدستور (1).
– وإذ كان ما تقدم وكانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الموقرة قد شكلت تشكيلًا قضائيًا بحتًا، ومن قضاة يشغلون أعلى المناصب القضائية، ومازالت اللجنة قائمة وفقًا لأحكام قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية، كما أن اختصاصاتها مازالت نافذة، وكانت المادة 8 من القانون المشار إليه رقم 1742005 وتعديلاته، تخص اللجنة دون غيرها، بالفصل في جميع المسائل المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، وأن قراراتها نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأي طريق أمام أي جهة ” أخرى “، ولا يجوز التعرض لقراراتها بالتأويل أو وقف التنفيذ من أي جهة أخرى، وأن لها وحدها وفقًا للمادة 9 في سبيل مباشرة اختصاصاتها طلب المستندات والأوراق والبيانات والمعلومات التي ترى لزومها، ولها أن تطلب أي مستندات أو أوراق أو معلومات من أي جهة رسمية أو عامة، وأن تكلف من تراه من الجهات الرسمية أو ممن تستعين به من الخبراء بإجراء أي تحقيق أو بحث أو دراسة لأزمة لتولي البحث فيما هو معروض عليها بحسبانها هيئة ذات اختصاص قضائي، وهو ما أكدته المحكمة الدستورية العليا في القضية رقم 5734 ق. بجلسة 14 يونيو 2012 والإدارية العليا في الطعن رقم 1759058 ق. جلسة 12/5/2012.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى الجمعية العمومية لقسميْ الفتوى والتشريع بمجلس الدولة بجلسة 13 يناير 2013 ملف رقم 59276.
5. وكانت اللجنة الموقرة، في مؤتمرها الصحفي أثناء إعلان النتيجة يوم 24/6/2012 قد أكدت أنها لم تتلق ردًا من الجهات الرقابية والأمنية التي طلبت منها التحري، سوى ردًا وأحدًا من جهة وأحدة !! (1) وفي تصريحات ومداخلات مهمة من بعض أعضائها، أكدوا أنه لم يكن في وسع اللجنة أو في إمكانها أن تؤخر إعلان النتيجة، وبحث أوجه الطعون، أو بحث التحقيقات والبلاغات المقدمة أمامها، أو تكليف أي من الجهات الرسمية للبحث فيما هو معروض عليها، وذلك بسبب الأجواء ” السياسية المشحونة.. والملبدة ” وقتئذ، على حد تعبير المستشار رئيس اللجنة.. وكانت التحقيقات في جرائم التزوير والرشوة والترويع ومنع الأقباط من التصويت يوميْ 16، 17 يونيو.. حسبما هو ثابت من تقارير الأجهزة الأمنية والرقابية.. وأيضًا تحقيقات النيابة العامة وبلاغات نادي القضاة والتي بلغت 1046 بلاغًا وما تم رصده والإدلاء بالشهادة بشأنه.. وأن هذه التحقيقات مازالت جارية.. ومستمرة.. وبدت جديتها ظاهرة جلية، ولهذا كان الوقوف ضد استكمالها، بعد أن تم إعلان النتيجة في ظروف تهديدية بالغة الضراوة، وهو ما من شأنه أن يزعزع الثقة في الأسباب التي أعلنت عنها اللجنة الموقرة واستندت إليها في إعلان قرارها.. أخذًا بقرينة الصحة التي أكدت الوقائع والأحداث الجارية سقوطها وانهيارها.
6. وإذ كان تحصين قرار اللجنة الموقرة بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية أمام أي جهة، لا يعصمها من إعادة النظر فيها أمام اللجنة الموقرة ذاتها، لأسباب تتزعزع معها قرينة الصحة، وتنفض الأسباب التي قام عليها قرار إعلان النتيجة، وما جد من وقائع وأسباب وتحقيقات جادة، مازالت متصاعدة وجارية، أكدت رجحان ثبوتها وصحتها.. وتجعل من اللجنة الموقرة مسئولة أمام الله.. وضميرها والتاريخ عن إعادة النظر في قرارها.. في ضوء الأسباب.. وما جد من وقائع تزعزع تلك الأسباب التي قامت عليها، ويجعل ذلك القرار الصادر بإعلان النتيجة وما قام عليه من استصحاب قرينة الصحة، موصوم بالبطلان، وبما يُحدثه من آثار يتعذر تداركها في مقدرت الوطن.. يجعل من كل ذلك رجحان إلغائه.. بالحق والعدل والقانون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المؤتمر الصحفي مسجلًا بتاريخ 24/6/2012.
– وليس صحيحًا القول بأن اللجنة أنهت مسئوليتها، وانتهى دورها بإعلان النتيجة، ليس صحيحًا هذا القول، متى بقيت شخصيتها الاعتبارية قائمة واختصاصاتها نافذة لم يتم إلغاؤها، فماذا لو ثبت فقدان المرشح الذي أعلنت عن فوزه، شرطًا من شروط الترشح، وماذا لو ثبت تدليسًا أو غشا أدخل على اللجنة.. وماذا لو ثبت تزويرًا لإرادة الشعب بعد أن تم إعلان النتيجة، وماذا لو ثبت تورط الرئيس المعلن فوزه، بارتكاب جريمة تخابر مع دولة أجنبية أو ارتكابه جريمة من جرائم أمن الدولة العليا أو هروب، سواء قبل الترشح أو قبل إعلان النتيجة، ولم يُكتشف كل ذلك إلا بعد إعلانها، وبما من شأنه أن يفقده صلاحية الترشح لمنصب الرئيس حتى بعد إعلان النتيجة، والتي من شأنها أن تجعل القرار الصادر بفوزه بمنصب ” الرئيس ” والعدم سواء، كل ذلك يبقى اختصاص اللجنة وحدها، متى بقيت قائمة واختصاصاتها نافذة لم يتم إلغائها وفقًا لنص الدستور ذاته، والقول بغير ذلك يعني أن السارق يتحصن بفعله، أو أن المزور والغاصب يفلت من العقاب،حتى لو تم ضبطه بعد ذلك، وهو قول لم يقل به أحد !!
7. كل ذلك حضرات الرئيس والسادة أعضاء اللجنة الموقرة.. حدث قبل إعلان القرار المطعون فيه، لكنه قد ثبت بعد إعلانه، وبما يجعل القرار المعلن والمطعون فيه فاقدًا لركن السبب الذي قام عليه.. ويزعزع مشروعية الأسباب التي قام عليها وأوراق الاقتراع التي استند إليها وصحته، ويهدر قرينة الصحة التي أحسن الظن بها، منذ إعلان النتيجة وما تلاها من أحداث ومشاهد.. منذ أداء القسم في 30/6/2012 ومحاولة الفكاك من أدائه أمام المحكمة الدستورية العليا وفقًا للمواد الدستورية.. ثم تصاعد حالة الصخب التي ألمّت بالبلاد.. وأحداث الخطف والقتل والهروب.. وما جرى بعد ذلك من تعيين أمين اللجنة ذاتها وزيرًا في الحكومة، الأمر الذي يؤكد الظنون والشكوك التي أُعلن عنها من قبل وقد بدت مؤكدة، وتجعل القرار المطعون فيه بإعلان النتيجة فاقدًا للأسباب وكاشفًا عن عيب أصاب غايته.
– وإذ كان ما تقدم وكان من شأن هذا الطلب، مخاطبة ضمير اللجنة الموقرة بالحق والعدل والقانون، لإصلاح ما فسد، وإيقاف تنفيذ القرار الصادر بإعلان النتيجة بتاريخ 24/6/2012، تمهيدًا لصدور قرار اللجنة بإلغائه، بعد أن كشفت أسبابه الحقيقية، وظهرت أدلة وحقائق جديدة من شأنها أن تزعزع الأسباب التي قام عليها، فماذا يعني عدم الكشف عن نتائج التحريات النهائية منذ يونيو الماضي وحتى الآن ؟ وماذا يعني عدم تنفيذ قرارات النيابة العامة منذ 8 نوفمبر الماضي وحتى الآن ؟ وماذا يعني عدم مباشرة لجنة الخبراء التي أمرت النيابة العامة بتشكيلها والامتناع عن أداء مأموريتها منذ نوفمبر الماضي وحتى الآن ؟ وماذا يعني أيضًا انقضاء المدة المحددة للخبراء لإنهاء مأموريتهم في حصر أوراق الاقتراع بمقر اللجنة،دون تشكيل اللجنة حتى الآن ؟ وماذا يعني اعتذار ثلاثة من قضاة التحقيق في كل مرة ودون إبداء أسباب وحتى الآن ؟ ماذا يعني كل ذلك والأمر قد صار بيد السلطة التي أعلن بالقرار المطعون فيه عن فوزها، يعني كل ذلك إخفاء الأسباب الحقيقية وسقوط قرينة الصحة التي قام عليها قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الصادر في 24/6/2012 بإعلان نتيجة الانتخابات، وبهتان الأسباب التي قام عليها القرار والظروف التي دفعت إلى إعلانها.. وهو ما كشفت عنه الأوراق والتحقيقات والأحداث
8. ولا يحصن قرار اللجنة – مطلقًا – ذلك النص الوارد بالدستور بالمادة 226 من أحكام انتقالية، أن مدة الرئيس الحالي تنتهي بانقضاء أربعة سنوات من تاريخ تسلمه مهام منصبه، لأن ذلك النص يكشف عن أن المريب يكاد يقول خذوني، فضلًا عن أن النص يفترض إجراء انتخابات حرة نزيهة.. بريئة من التزوير أو العوار أو تزييف الإرادة الشعبية.. والتي تكشف عنها التحقيقات الجارية والتي عمدت السلطات العامة في البلاد أن تغمض عنها وتطوي الزمن والنسيان عليها..وتطمس معالمها.. وتوقف إجراءاتها.. والكشف عنها منذ 21/6/2012 وحتى الآن.. ليبدأ اليوم الأول من الشهر الثاني عشر، على وقوعها وكل ذلك يعصمها عاصم ولن يحصنها محصن، أو يحلل لها محلل ولو بنص في الدستور.
وللأسباب الأخرى التي سوف يكشف عنها الطالب بجلسة المرافعة.
لذلــــك
يلتمس الطالب، عن نفسه وبصفته.. بعد الاطلاع على هذا الطلب والمستندات المرفقة والتحقيقات الجارية وما آلت إليها ومواد القانون.. التفضل بالأمر بدعوة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لعقد جلستها لنظر هذا الطلب، ومطالعة تحقيقات النيابة العامة وتقارير الأجهزة الرقابية في البلاغ رقم 5042012 وما بعده منذ 21/6/2012، وقرارات النيابة العامة الصادرة بتاريخ 21 أكتوبر 2012 و8 نوفمبر 2012 وما بعدها.. التي عمدت السلطة في البلاد أن تمتنع عن تنفيذها على مدى اثنيْ عشر شهرًا.. بما نجم عنه الخطر والضرر في البلاد، وإشعال الحرائق والفتن في كل مكان، وبما يحدث القرار آثارًا يتعذر تداركها ولا يحتمل تأجيلًا أو تأخيرًا.
لتصدر اللجنة الموقرة قرارها القضائي بـ:
أولًا: بصفة مستعجلة بوقف قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الصادر بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في 24/6/2012، مؤقتًا، وحتى الكشف عن التحريات النهائية والبت في التحقيقات الجارية وانتهاء لجنة الخبراء من مأموريتهم، أو البت في كل ذلك بمعرفة اللجنة الموقرة ذاتها بحسبان كل ذلك من اختصاصها وسلطتها بمقتضى قوانينها.
ثانيًا: بطلان القرار رقم 352012 الصادر بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المعلنة بتاريخ 24/6/2012 وإلغائه، مع ما يترتب على ذلك من آثار وفقًا لأحكام الدستور والقانون.
قم بكتابة اول تعليق