محمد عساف وحد الفلسطينين بموهبته .. وحماس إعتقلته 20 مرة

“صوته الذهبي جعله واحداً من أكثر المرشحين المتوقع حصولهم على لقب أراب أيدول هذا العام”، هكذا بدأت صحيفة “الجارديان البريطانية” المقال الذي نشرته عن المشترك الفلسطيني في برنامج أراب أيدول، محمد عساف، مؤكدة أن ذلك الشاب القادم من أحد مخيمات اللاجئين في غزة سحر مشاهدي برنامج المواهب الإسبوعي “أراب أيدول” بصوته الذهبي، فأصبح من أقرب المرشحين للفوز باللقب.

وذكرت “الجارديان” أن محمد عساف (22 عاماً) يحصل على دعم هائل من مشاهدي “أراب أيدول” لتقديمه الأغنيات الرومانسية، فضلاً عن تلك التي تدعم القضية الفلسطينية، إذ أشارت الصحيفة إلى حرص عساف على ارتداء الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود في معظم إطلالاته، ليصبح أحد أسباب توحيد الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات لسعيهم جميعاً إلى إيصاله إلى مرحلة الفوز باللقب.

ويعتبر محمد عساف واحداً من بين الاثني عشر مشتركاً النهائيين الذين يتنافسون على الفوز بلقب برنامح “أراب أيدول” الذي حصلت عليه العام الماضي المصرية كارمن سليمان والذي فازت بموجبه بعقد فني مقدّم من القناة السعودية MBC فضلاً عن سيارة هدية.

واليوم، ورغبةً من الفلسطينيين في تحقيق الفوز في البرنامج عن طريق ممثلهم محمد عساف، تنتشر الملصقات التي تروج للتصويت لابن بلدهم في شوارع ومحلات قطاع غزة والضفة الغربية، ولأن البث المباشر لبرنامج “أراب أيدول” مساء كل جمعة يجذب آلاف المشاهدين وبخاصة في مدينة رام الله التي يحرص أصحاب المطاعم فيها على عرض حلقة “أراب أيدول” على شاشات ضخمة دعماً منهم للمشترك محمد عساف.

وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة “الغارديان”أن محمد عساف تلقى رسائل دعم من كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، إذ أشارت الجريدة أن عباس وفياض اتصلا به هاتفياً لتشجيعه، علماً بأن شركات الاتصالات الفلسطينية خفّضت تسعيرة رسائل التصويت لمحمد عساف لتوفير الدعم اللازم له.

وعلى صعيد آخر، يواجه محمد عساف انتقادات من بعض الجماعات الإسلامية المحافظة في فلسطين، وعلى رأسهم “حماس” التي تعترض على تلك النوعية من برامج المواهب بحجة ترويجها الأساليب والتقاليد الغربية.

وقال شقيق محمد عساف، شادي الذي يعمل سائق سيارة أجرة، رداً على موقف “حماس” من مشاركة أخيه في برنامج “أراب أيدول” :” لم نسمع انتقادات مباشرة لكننا سمعنا أن بعض الشيوخ الذي يلقون خطب الجمعة يعارضون مشاركة أخي في البرنامج ولا يحبونه”، وأضاف: “دائماً هناك من نسميهم بأعداء النجاح”.

واعتبرت “الغارديان” أن موقف المنتمين لحركة “حماس” من محمد عساف ليس بالجديد، وذكرت أن عساف الذي بدأ حياته الفنية مطرباً في الأعراس الفلسطينية والحفلات الخاصة كان يواجه دائماً اعتراضات من المنتمين لتلك الحركة، وقالت الصحيفة إنه عندما التقى مراسلها بعساف العام الماضي أكد له الشاب الفلسطيني أنه يتمنى غناء الأغنيات العاطفية لكن وضع بلاده لا يسمح له بذلك لذا يقتصر غناؤه على الأعمال الوطنية.

وأوضحت الصحيفة أن محمد عساف أكد في اللقاء الذي أجراه مع “الغارديان” العام الماضي أن حركة “حماس” تريد إحباط الفنانيين والموسيقيين، وذكرت أنه تم القبض على عساف أكثر من 20 مرة من قِبل مسؤولي الأمن في “حماس” لإجباره على التوقيع على تعهد يلزمه بعدم الغناء، لكنها أشارت إلى ان محمد عساف لم يخضع لتهديداتهم وكان يصر على الغناء حرصاً منه على إظهار أن الفلسطينيين يستطيعون الغناء بجانب قدرتهم على الكلام والقتال وتبادل إطلاق النار.

ووفقاً لصحيفة، لم يتخل محمد عساف عن جذوره الفلسطينية ومعتقداته منذ أن تمكن من تحقيق الشهرة بفضل برنامج “أراب أيدول”، فهو في كل إطلالة له بالبرنامج يشير إلى الاحتلال الاسرائيلي لبلاده، ويوجه رسائل دعم للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، علما بأن “الغارديان” اقتبصت في مقالها تصريحاً أدلى به “عساف” لوكالة الأنباء الفلسطينية الشهر الماضي، مفاده “أنه إذا تم تخيره بين الفوز بلقب أراب أيدول وإطلاق الأسير سامر عيساوي، سيقوم باختيار الحرية للأسير الصامد في السجون الإسرائيلية لأنه لا يستطيع التفريق بين فنه وموقفه الوطني”.

ومن جانبه، أكد شادي عساف، شقيق محمد، أن والدهما كان يربيهما على سماع الموسيقى منذ الصغر، قائلاً لصحيفة “الغارديان”: “والدنا كان يستمع إلى أشهر المطربين، وثلاثة أشقاء من بيننا نحن السبعة يقومون بالغناء في الأماكن العامة”.

“عندما أشاهده على التلفاز أبكي لأني اشتاق إليه لكني أيضا أشعر بالسعادة”، يضيف شادي الذي يرى أن إمكانية حصول أخيه على اللقب صعبة في ظل وجود المنافس المصري والمنافسين له من دول الخليج، لكنه في المقابل أعرب عن دهشته من التصويت الكثيف الذي يحصل عليه شقيقه، مؤكداً أن محمد عساف تلقى فعلياً عروضاً لتوقيع عقوداً فنية تحسباً لعدم فوزه بلقب “أراب أيدول” لكنه ينتظر انتهاء البرنامج ليوافق على أحدها.

واعتبر شادي عساف أن مشاركة أخيه في البرنامج دليل على قوة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحصار، والذين على الرغم من ظروفهم مازالوا قادرين على البقاء على قيد الحياة وإظهار مواهبهم، وأوضح قائلاً: “أخي إذا فاز باللقب سيبتعد عنا ويعيش في بلد آخر لكني متأكد أنه سيعود لزيارتنا في غزة”.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.