لدى القضاء الإيطالي هذه الأيام دعوى من نوع فاضح، أقامتها 16 عارضة أزياء إيطالية اتفقن مع وكالة اعلانية قبل 18 شهرا على المشاركة باعتصام في روما “تأييدا” للرئيس السوري بشار الأسد، ولم تقبض الواحدة منهن فلسا حتى الآن.
والدعوى ليست عن أتعاب العارضات عن مشاركتهن فقط بتظاهرة التأييد المزيف، لأن اتفاقهن مع الوكالة شمل القيام بخدمات عدة خلال فعاليات شرق أوسطية متنوعة أقامتها في روما ودعت إليها رجال أعمال شرق أوسطيين، وبينها واحدة تطلبت منهن عملا لمدة 3 ساعات بدءا من 2 بعد الظهر، وخلالها شاركن باعتصام “بدعوة من الجالية السورية تأييداً للرئيس الدكتور بشار الأسد” نظمته الوكالة في 22 نوفمبر 2011 بساحة “سانتي أبوستولي” الشهيرة في وسط روما، لقاء 166 يورو لكل عارضة، أي 215 دولارا تقريبا.
وجوهر الدعوى التي أقامها باسمهن المحامي، فاليريو فيتالي، هو كشفها أن ذلك الاعتصام كان مزيفاً لقاء المال، ففيها استند المحامي إلى أن العارضات تعرضن “لاستغلال سياسي” وأورد شهادة لإحداهن قالت إن دورها كان “حمل العلم السوري والهتاف بكلمات عربية” قاموا بتدريبها على لفظها من دون أن تعي معناها (افتراضا: مثل بالروح بالدم نفديك يا أسد)، ونقلت عن مدير الوكالة، وهو إيطالي اعتنق الإسلام، تشديده بأن لا يعلم أحد بتقاضيهن أجرا لقاء المشاركة بالتأييد المزيف.
أما بقية الاتفاق فحدد 83 يورو كأجر لكل عارضة عن كل يوم تشارك فيه بالفعاليات، ومن ضمنها “الخروج ليلا للرقص في الملاهي مع المدعوين” إلا أن الوكالة ضاعفت المبلغ لتغريهن بالانضمام للاعتصام، ووعدت بدفع 25 يورو عن كل شخص تأتي به العارضة إليه. مع ذلك، لم يشارك إلا 50 شخصا بالاعتصام الذي بدت فيه بعض العارضات وقد ارتدين الحجاب، بحيث تظهر الواحدة كعربية مهاجرة خرجت إلى شارع مدينة أوروبية تأييدا للرئيس السوري.
وبذلت “العربية.نت” جهدا لتعثر على خبر ذلك الاعتصام التأييدي في أرشيفات الصحف الإيطالية، أو فيديو في “يوتيوب” على الأقل، فلم تجد سوى أسطر قليلة بموقعين إيطاليين من الأقل انتشاراً، مرفقة بصورة خجولة ومجتزأة، تنشرها “العربية.نت” نقلاً عنهما، وبدت فيها إحدى العارضات وقد تحجبت وحملت نسخة من المصحف، قبل ساعات مما يلزمها به الاتفاق مع الوكالة، وهو الرقص ليلا في ملاهي روما مع المدعوين.
قم بكتابة اول تعليق