تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اقيم صباح اليوم الاحتفال بذكرى مرور 60 عاما على تأسيس بنك الكويت الوطني وذلك بقاعة الراية بمنطقة شرق.
فقد وصل موكب سموه رعاه الله الى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل رئيس مجلس ادارة بنك الكويت الوطني السيد محمد عبدالرحمن البحر ونائب رئيس مجلس الادارة السيد ناصر مساعد الساير والرئيس التنفيذي للمجموعة السيد ابراهيم شكري دبدوب وكبار المسؤولين في البنك.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ومعالي رئيس مجلس الامة احمد عبدالعزيز السعدون ومعالي رئيس مجلس الامة السابق جاسم محمد الخرافي ومعالي كبار الشيوخ ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى نائب رئيس مجلس الادارة كلمة نيابة عن رئيس مجلس الادارة هذا نصها..
بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه الله معالي السيد احمد عبدالعزيز السعدون رئيس مجلس الامة الموقر سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله السيدات والسادة الضيوف الكرام باسمي وباسم اخواني اعضاء مجلس ادارة بنك الكويت الوطني وادارته وكافة موظفيه اسمحوا لي بداية ان اتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان الى سموكم وسمو لي العهد الامين لتشريفكم ومشاركتكم احتفالنا بالذكرى الستين لتأسيس بنك الكويت الوطني وهو مايؤكد رعايتكم السامية لأبناء هذا الوطن الغالي ومؤسساته.
في اوائل العام 1952 عندما طرح عدد من تجار الكويت فكرة تأسيس بنك وطني على المغفور له باذن الله امير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح وجدوا منه كل الدعم والتأييد وبالفعل اصدر المغفور له فى 19 مايو 1952 المرسوم الاميري السامي ايذانا بتأسيس اول بنك وطني في الكويت رغم ان عقد تاسيس فرع البنك البريطاني الذي كان الوحيد العامل فى الكويت انذاك ينص على عدم السماح بانشاء بنوك اخرى.
وبفضل اصرار ابائنا واجدادنا الذين قامت على ايديهم اللبنات الاولى للاقتصاد الكويتي ابصر بنك الكويت الوطني النور كأول مصرف وطني وأول شركة مساهمة في منطقة الخليج بأسرها وافتتح اول مقر له فى 15 نوفمبر فى العام 1952 فى الشارع الجديد بقلب الكويت.
ومن مساحة لاتتجاوز الثلاثة دكاكين وبإمكانات بسيطة وبرأسمال بسيط يساوي ثلاثة عشر مليونا ومئة الف روبية توازي المليون دينار حينها خطا البنك الوطني خطوته الاولى منهيا احتكارا اجنبيا استمر طويلا ومرسيا دعائم العمل المصرفي في المنطقة بأسرها.
واليوم تحل الذكرى الستون لهذه الانطلاقة.. نعم هي ستون عاما من عمر اقدم واعرق مؤسسة مصرفية كويتية وخليجية.
طوال ستين عاما عاصر البنك الوطني الكويت في تاريخها ونهضتها ورافقها فى كافة محطاتها وفي كل مرة كان وسيبقى ان شاء الله رمزا من رموزها رافعا رايتها ومقداما فى خدمتها.
وبعد ستين عاما حافلة بالانجازات والنجاحات استطاع البنك الوطني بفضل وفاء عملائه الذين رافقوه فى مشواره الطويل وبفضل تفاني واخلاص موظفيه ان يتحول من بنك صغير الى احد اكبر البنوك العربية واقواها واكثرها ربحية وان ينتقل من الشارع القديم الى اربع قارات حول العالم ومن ثلاثة دكاكين الى اكثر من 176 فرعا تغطي اهم العواصم العالمية وبرأس مال بسيط لا يتجاوز المليون دينار كويتي استطاع ان يوزع نحو ست مليارات دينار ارباحا على مساهميه منذ التأسيس.
لقد بات لنا اليوم نحن الكويتيون مصرف وطني بسمعة عالمية هو الأفضل والأعلى تصنيفا بين كافة بنوك الشرق الأوسط وشمال افريقيا بإجماع وكالات التصنيف الائتماني العالمية والاهم لاسيما في هذه الاوقات الصعبة بالذات انه احد البنوك القليلة الاكثر امانا فى العالم.
بالطبع لم تكن الطريق مفروشة بالورود واذا كان صحيحا مايقال بأن المعدن الاصيل يبرز بريقه في وقت الازمات فإن البنك الوطني قد لمع فى خدمة الكويت فى احلك الظروف انطلاقا من ازمة سوق المناخ فى العام 1982 مرورا بأزمة الغزو العراقي الغاشم وحتى الازمة المالية العالمية الحالية وفي كل مرحلة من هذه المراحل لم تقتصر نجاحات الوطني على تجاوز الازمات وقهر التحديات بفضل نهجه المتحفظ الذي كرسه المؤسسون الاباء بل انها تتجلى باقدامه على تسخير كافة امكاناته وقدراته فى خدمة الوطن والمواطن لانه واجبنا.
لكن التفوق ليس صنيعة لحظات عابرة بل هو استمرارية وعمل متواصل لايكل ولايهدأ وعلى مر التاريخ كان البنك الوطني دوما حاضرا ومساهما فاعلا فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى البلاد منذ قيامه باستبدال العملة مرتين فى العامين 1959 و 1961 وقيامه بعد التحرير في العام 1991 بترتيب قرض هو الاكبر فى المنطقة لصالح حكومة الكويت ومرورا بتمويل المشاريع التنموية الضخمة في كافة القطاعات الاقتصادية عبر التاريخ دون ان نغفل فى اي لحظة مسؤوليتنا الاجتماعية من مساهمات ومبادرات تطال كافة جوانب المجتمع الكويتي وتؤكد دورنا المجتمعي والتنموي لأنه واجبنا.
الا ان مايدعونا فعلا الى الفخر والاعتزاز هو ان هذه المؤسسة المصرفية تضم مايقارب الالفي كويتي وكويتية من ابنائنا لتكون من اكبر الجهات توظيفا على مستوى القطاع الخاص.
حضرة صاحب السمو ما كان بنك الكويت الوطني ليحقق كل هذه الانجازات لولا ادراكنا بأن كافة ماتقوم به ينطلق من هذا البلد الغالي ويصبو الى خدمته واليوم تحت عباءة سموكم وحرصكم وغيرتكم على هذا الوطن وعلى كافة ابنائه فإننا نعدكم اننا سنسعى دوما الى التفوق على انفسنا لنبقى رافعين راية الكويت عاليا لان بنك الكويت الوطني هو ملك الكويت نفسها.
وفى الختام اسمحوا لي ان اتوجه مجددا الى سموكم وسمو ولي العهد بعميق الشكر والتقدير لتشريفكم لنا هذا الحفل ومشاركتنا فرحتنا بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا كما اتوجه بالشكر الى كافة الحضور الذين لبوا دعوتنا ولايفوتني طبعا ان اشكر عملاءنا الاعزاء الذين بفضلهم نرتقي ونتطور والادارة التنفيذية للبنك الوطني وكافة موظفيه الذين هم من بنى هذه الانجازات بأيديهم وتعبهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “قصة وطني” بعدها تفضل سموه رعاه الله بتكريم العملاء الاوائل الذين رافقوا بنك الكويت الوطني خلال مسيرته كلا من السيد بدر خالد البدر والسيد محمد صالح بهبهاني والسيد مشاري محمد الجاسم والسيد ناصر محمد الساير والسيد سليمان عبدالله العيبان والسيد عبداللطيف علي الشهاب.
وفي نهاية الحفل تم تقديم هدية تذكارية الى حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بهذه المناسبة.
هذا وغادر سموه رعاه الله مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
قم بكتابة اول تعليق