رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر : لن ننتصر وثورتنا ستفشل

حذر رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس من أن ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد ستبوء بالفشل إذا لم تبادر بريطانيا والدول الغربية الأخرى إلى مد قوات المعارضة بأسلحة ثقيلة.
وقال اللواء ادريس في مقابلة أجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف : إن بريطانيا لم توافق على تعزيز قوات المعارضة بقوة نارية رغم تصدرها التحرك الذي أدى إلى قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر على السلاح إلى سوريا.
وأضاف اللواء ادريس : “ليست هناك ضمانة بالمرة. فالبريطانيون وعدوا بتسليحنا، ولكن بعد رفع الحظر على السلاح لم نتلقَ أي إشارات بدعمنا”.
وقال اللواء ادريس “إن نظام الأسد مدعوم بقوة والجيش السوري الحر لا يتلقى إلا القليل القليل وما نحصل عليه لا يكفي لإنهاء المعركة في سوريا”.
وأضاف اللواء ادريس انه إذا استمر هذا الوضع فإن الأسد “لن ينتصر” أو يستعيد المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ولكن الثوار أيضًا لن يحققوا ثورتهم. وبدلاً من ذلك ستضيع سوريا وتُدفع إلى هاوية حرب أهلية تستمر عشرات السنين.
وأوضح رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر قائلاً “ما نحن بحاجة ماسة إليه أسلحة حديثة مضادة للدبابات”، مؤكدًا أن قاذفات آر بي جي التي يستخدمها مقاتلو المعارضة حاليًا ضد الدبابات لم تعد مجدية ضد الشحنة الروسية الجديدة من 120 “دبابة جديدة” متطورة تسلمها النظام مؤخرًا.
وقال اللواء ادريس إن مقاتليه بحاجة إلى أسلحة أقوى مضادة للدبابات والطائرات.
وأسفرت النقاشات الطويلة والمريرة بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول رفع الحظر على السلاح عن قرار فرنسا وبريطانيا إرجاء تسليح المعارضة إلى 1 آب/اغسطس على أقل تقدير. وتخشى دول أوروبية أن يؤدي تسليح المعارضة المنقسمة والمشتتة إلى مزيد من سفك الدماء في سوريا. كما تتوجس دول غربية من وقوع السلاح بأيدي جهاديين أجانب يقاتلون الآن في سوريا قد يستخدمونه لاحقًا ضد الغرب.
وأُصيب كثير من القادة الميدانيين في قوات المعارضة والناشطين السياسيين ضد نظام الأسد بخيبة أمل مريرة إزاء هذا التردد حتى أنهم “نفضوا أيديهم” من الرهان على الجهود العسكرية والدبلوماسية الدولية
وأمضى العميد مصطفى الشيخ القائد السابق للجيش السوري الحر الأشهر الخمسة الماضية في التنقل بين مدن سورية كبيرة لتنظيم صفوف المعارضة وتشكيل قيادات عسكرية.
وقال العميد الشيخ لصحيفة الديلي تلغراف إن هذا جاء “ردًا على فشل معارضة الخارج المدعومة دوليًا، أي الائتلاف الوطني السوري”.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية انسحبت من الائتلاف متهمة قادته بالفساد المالي والخضوع لتأثيرات خارجية.
وقال الناشط الغربي ايان تابا الذي أمضى أشهراً من المفاوضات لإقناع الغرب بتقديم دعم ذي معنى للمعارضة السورية أنه حتى عندما توافق بريطانيا والولايات المتحدة على تقديم مساعدات غير فتاكة مثل معدات الاتصالات فإن الكميات تكون صغيرة والشروط البيروقراطية شديدة بحيث لا يصل إلى الداخل إلا القليل في الواقع.
وأضاف تابا “أنهم على سبيل المثال يطلبون أسماء الأشخاص الحقيقية في حين يستخدم غالبية المقاتلين والناشطين أسماء مستعارة لحماية أنفسهم. وحين تكون المساعدات قليلة إلى هذا الحد فإن الآخرين يرفضون أحياناً، وهذا يضر بالعلاقات مع الداخل”.
ومضى تابا قائلاً: “تصوروا شخصاً يأتي إلى تركيا من درعا في جنوب سوريا. إنه يترك بيته تحت النار ثم يعود بحفنة من معدات الاتصالات وفي الوقت نفسه يمد حكومات بالكثير من المعلومات”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.