المعارضة السورية : القصير جولة خسرناها لكن الحرب سجال

أقر معارضون سوريون بسقوط مدينة القصير بيد قوات النظام السوري وعناصر حزب الله ، وقال معارضون “إنها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال”. وتوعد الجيش النظامي السوري بـ”ضرب المسلحين وذلك بعد ساعات من سيطرته على المدينة.

وأكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن “الثورة” ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد مستمرة، رغم سقوط مدينة القصير الاستراتيجية في أيدي قوات النظام وحزب الله صباح اليوم الاربعاء. وجاء في بيان صادر عن الائتلاف “ستستمر الثورة المباركة، والنصر حليف أصحاب الحق، في أنهم صمدوا في مواجهة الظلم والاستبداد، ودافعوا عن أبناء وطنهم بأروع الصور الممكن تخيلها”.
وقال البيان “بعد أيام من المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها”.
وجدد الائتلاف الوطني السوري “تحذيره من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجا على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء”، واضعا “الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين”.
وكانت قوات النظام السوري وحزب الله سيطروا فجرا على مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) بعد اكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ اكثر من اسبوعين. واعلن الاعلام الرسمي للنظام واعلام حزب الله ان “المسلحين انسحبوا” من المدينة
وبدأ الهجوم على مدينة القصير في 19 مايو بعد ان كانت قوات النظام وحزب الله تمكنت من السيطرة على عدد كبير من القرى في ريف القصير في الاسبوعين اللذين سبقا. وترافق الهجوم مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف اوقع مئات القتلى والجرحى.
وأوردت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” أن “قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص”، المحافظة الاستراتيجية بالنسبة الى النظام لانها تربط بين دمشق والساحل السوري.
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول أن “جيشنا الباسل قام بعمليات خاطفة ونوعية في مدينة القصير اسفرت عن القضاء على اعداد من الارهابيين واستسلام اعداد اخرى واعادة الامن والامان الى المدينة كاملة”. وكان تلفزيون “الاخبارية” أورد في الصباح الباكر في شريط اخباري ان “الجيش العربي السوري يسيطر بالكامل على منطقة القصير”.
وأكد تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله في “أخبار عاجلة” في شريطه الاخباري على الشاشة أن “مدينة القصير أصبحت خالية تماما من المسلحين بعد تقدم الجيش في احيائها الشمالية”، وان “المسلحين فروا باعداد كبيرة من القصير” في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية الواقعتين شمال المدينة. فيما أكد ناشطون سوريون معارضون على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت سقوط مدينة القصير في وسط سوريا.
وجاء في بيان للهيئة العامة للثورة السورية نشر على صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، “نعم اخواني انها جولة خسرناها، ولكن الحرب سجال. ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى”، في اشارة إلى ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من اخراج المدنيين من المدينة التي كانت محاصرة منذ اكثر من سنة والتي شهدت معارك طاحنة على مدى اكثر من اسبوعين.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة قوات النظام السوري ومقاتلي حزب الله على القصير بعد اكثر من اسبوعين من المعارك الطاحنة. وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطر مقاتلون من حزب الله اللبناني على مدينة القصير بعد غطاء كثيف من القصف نفذته القوات النظامية السورية على المدينة منذ ليل أمس واستمر إلى فجر اليوم”.
وكان مسلحو المعارضة لا يزالون يقاتلون في اجزاء من بلدة الضبعة المحاذية للقصير والتي خسروا فيها قبل اسبوع المطار العسكري، فيما البويضة الشرقية التي تبعد بضعة كيلومترات الى الشمال هي النقطة الاخيرة المتبقية بين ايدي المعارضين في ريف القصير.
وتوعد الجيش النظامي السوري اليوم الاربعاء بـ”ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر” في سوريا، وذلك بعد ساعات من سيطرته مدعوما من حزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، وذلك في بيان اصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
وأورد البيان الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، أن “قواتنا المسلحة، وعلى اثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الارهاب المنظم والممنهج، تشدد انها لن تتوانى في ضرب المسلحين اينما كانوا وفي اي شبر على ارض سوريا”.
وأكدت القيادة العسكرية أن “معركتها ضد الارهاب مستمرة لاعادة الامن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن”، في اشارة الى المعارك مع المقاتلين المعارضين الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الاسد “ارهابيين”.
وقالت القيادة العامة إن قواتها “تمكنت فجر اليوم من اعادة الامن والاستقرار الى مدينة القصير (وسط) وتطهيرها من رجس الارهابيين بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة التى نفذتها في المدينة وفي القرى والبلدات المحيطة بها”، مشيرة الى “مقتل عدد كبير من الارهابيين واستسلام البعض الآخر وفرار من تبقى منهم”.
 وقالت القيادة إن وحداتها تقوم “بفتح الطرقات وتمشيط المنطقة وإزالة الالغام والمتاريس”، داعية سكان المدينة “للعودة الى منازلهم وارزاقهم آمنين مطمئنين خلال أيام”. واعتبرت ان “النصر الذي تحقق على ايدي ابطال جيشنا الميامين هو رسالة واضحة الى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم كيان العدو الصهيوني وعملاؤه في المنطقة وادواته على الارض، بان قواتنا المسلحة مستعدة دائما لمواجهة اي عدوان يتعرض له وطننا الحبيب”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.