محمد الهاشل يشارك في مؤتمر عالمي للمصارف بسنغافورة

شارك محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد يوسف الهاشل في أعمال المؤتمر العالمي للمصارف الاسلامية في سنغافورة كمتحدث رئيسي في افتتاح المؤتمر من خلال كلمة حول (النمو المستقبلي للتمويل الاسلامي في آسيا والعالم).

وتناولت كلمة محافظ (المركزي) أمام المؤتمر الذي اختتم اعماله اليوم العديد من المحاور المهمة في مجال العمل المصرفي الإسلامي والتطور الذي سجلته هذه الصناعة وما تواجهه من تحديات وآفاق النمو في الصناعة المصرفية الاسلامية.

وأكد في كلمته أمام المؤتمر الذي استمر يومين أهمية الدور الذي تلعبه دول آسيا كمحرك لنمو الاقتصاد العالمي “حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل معدل النمو الاقتصادي في هذه البلدان الى 5.75 في المئة خلال العام الحالي وهي نسبة أعلى مما سجلته العديد من الاقتصادات المتقدمة”.

وقال ان هذا النمو الاقتصادي في دول آسيا صاحبه نمو في صناعة التمويل الاسلامي “ومن المقدر ان يصل السوق العالمي لخدمات التمويل الى 6ر1 تريليون دولار أمريكي في العام الماضي بنسبة نمو سنوي 4ر20 في المئة مقارنة بعام 2011 ما يعكس قفزة واسعة عن حجم السوق البالغ نحو 150 مليار دولار في منتصف التسعينيات”.

وأضاف ان هذا النمو قابله نمو مواز في عدد المؤسسات الاسلامية حيث يوجد حاليا أكثر من 600 مؤسسة تمويل اسلامية تعمل في 75 دولة حول العالم وما يزال عدد هذه المؤسسات ينمو بقوة مقارنة بالمؤسسات المالية التقليدية خصوصا في أعقاب الازمة المالية العالمية مشيرا الى نمو سوق الصكوك الاسلامية حيث بلغت الاصدارات نحو 140 مليار دولار أمريكي في عام 2012.

وتطرق محافظ المركزي الى آفاق النمو في الصناعة المصرفية الاسلامية متناولا بعض الموضوعات الاساسية منها وجود فرص تمويل مهمة أمام البنوك الإسلامية لتحقيق مزيد من الارتقاء مشيرا الى أن التمويل الاسلامي الذي يستند الى مبادئ المساواة والعدالة ليس محصورا بالمسلمين فقط بل ان هذا التمويل متاح لخدمة الإقتصاد العالمي.

ولفت الى الدور المهم الذي تلعبه البنوك الاسلامية في تمويل مشاريع البنية التحتية لاقتصادات دول آسيا والشرق الأوسط في ضوء النمو السكاني في هذه البلدان اضافة الى فرص النمو المتاحة لديها في ضوء وجود فوائض مالية في دول المنطقة المصدرة للنفط اضافة الى تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة نظرا الى أهمية الدور الذي تلعبه هذه المشاريع في التنمية الاقتصادية.

أما عن دور المصارف الاسلامية في الاستقرار المالي وتطبيق معايير الحوكمة فأبرزت كلمة الدكتور الهاشل مجموعة من النقاط أهمها التأكيد على الجوانب المهنية والأخلاقية في العمل المصرفي والمالي الإسلامي .

وقال ان مجمل ذلك يستند الى مبدأ المشاركة في الربح والخسارة ويركز على توجيه التمويل نحو القطاعات الحقيقية في الاقتصاد بعيدا عن المضاربات المالية التي لا يترتب عليها أي مساهمة في الإنتاج الحقيقي من السلع والخدمات.

وأكد أهمية الدور الذي يلعبه التمويل الإسلامي في تعزيز الإستقرار المالي الذي أصبح من المواضيع المهمة في أعقاب الأزمة المالية العالمية مشيرا الى درجة الإندماج العالية في التمويل الإسلامي مع الإقتصاد الحقيقي وضرورة توجيه الإبتكارات في منتجات التمويل الإسلامي لخدمة الإقتصاد الحقيقي بعيدا عن أنشطة المضاربة عالية المخاطر.

وأشار الى توجيه النشاط المصرفي الاسلامي ضمن اطار تطبيق معايير حوكمة تأخذ بالاعتبار حماية المستهلك والبيئة والمجتمع مع الإشارة إلى إستطاعة البنوك في آسيا النهوض بذلك خصوصا في ضوء ما توفره فرص الإستثمار المتاحة أمامها من تحقيق عوائد جيدة تسمح لها بالاهتمام بموضوع خدمة البيئة والمجتمع.

اما عن التحديات التي تواجهها الصناعة المصرفية الإسلامية استعرض محافظ البنك المركزي في كلمته أهم تلك التحديات والمتمثلة بتطوير أسواق الصكوك الاسلامية التي لا تزال رغم نموها محدودة مقارنة بأسواق المصارف التقليدية “ما ينطبق أيضا على دول مجلس التعاون الخليجي وماليزيا برغم وجود حضور مهم للبنوك الإسلامية في هذه الدول”.

وذكر من بين التحديات ايضا مواجهة العديد من المشاكل الهيكلية التي تواجهها البنوك الإسلامية والتي تؤثر سلبا على كفاءة عمل هذه البنوك وعلى معدلات العائد لديها بما في ذلك المعوقات الناتجة عن التركز في أنشطة هذه المصارف وما تواجهه من صعوبة في إدارة المخاطر لديها.

واشار أيضا الى التحديات المتمثلة في المعوقات التي تواجه هذه البنوك في مجال إدارة السيولة لديها بسبب ضعف الأسواق النقدية التي تتعامل بأدوات قصيرة الأجل تتفق مع أحكام العمل المصرفي الإسلامي ما يتطلب تطوير الأسواق والأدوات التي من شأنها توفير المجالات المناسبة أمام البنوك الإسلامية لإدارة سيولتها بكفاءة.

ولفت الدكتور الهاشل من التحديات ايضا امام الصناعة المصرفية الاسلامية الى تطوير أسواق مالية للصكوك طويلة الأجل بما يتناسب مع نشاط التمويل الإسلامي الموجه للاستثمار في قطاعات الإقتصاد الحقيقي.
وشدد محافظ (المركزي) على أهمية التطورات في مجال العمل المصرفي الاسلامي الذي أصبح اليوم يشكل واقعا على خارطة العمل المصرفي العالمي والتأكيد على الآفاق التي لا تزال متاحة أمام البنوك الإسلامية لتحقيق المزيد من النمو.

وأشار الى ضرورة ان يكون مجمل ذلك ضمن اطار منهجي يتفق مع فلسفة العمل المصرفي الإسلامي دون أن يكون ذلك وجها آخر لنشاط المصارف التقليدية حيث يستطيع هذا المنهج توفير الخدمات المالية الإسلامية اللازمة لجميع فئات المجتمع بالإضافة إلى الحكومات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.