تزامن ذكرى الإسراء والمعراج مع ذكرى النكسة العربية واحتلال مدينة القدس رسالة تذكير للأمة لتستيقظ من سباتها وتوحد صفوفها في مواجهة العدو الصهيوني.
قال عبد الله الفقعان – الأمين العام بالهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت أن ذكرى الإسراء والمعراج تمثل رسالة هامة للأمة في العقيدة والأمانة ، لكونها من المعجزات التي أيد الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام والإيمان بالمعجزة جزء من العقيدة الإسلامية وبهذا كان التصديق بمعجزة الإسراء والمعراج ترسيخاً لإيمان المؤمنين وامتحاناً لنفاق المنافقين الذين ارتدوا عن الدين لضعف إيمانهم وقلة يقينهم، وفاز أبو بكر رضي الله عنه بلقب الصديق لإيمانه وتصديقه الجازم بمعجزة الإسراء والمعراج ومثله الصحابة الكرام ممن امتحن الله قلوبهم بالتقوى ففازوا بالإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة التي تمثل المعجزة جزءاً منها ، وأما الأمانة فإن ديار الإسراء والمعراج التي ربطها الله برباط العقيدة هي أمانة في أعناق المسلمين جميعاً فكما لا يجوز التفريط بالمسجد الحرام الذي ابتدأت منه معجزة الإسراء لا يجوز التفريط بالمسجد الأقصى الذي انتهت فيه هذه المعجزة وابتدأت من أرضه الطاهرة معجزة المعراج بالنبي عليه الصلاة والسلام .
وأضاف ‘إن الربط بين حرم مكة وبيت المقدس في حادثة الإسراء يحمل دلالة بالغة الأهمية لأمة الإسلام مفادها أن أي تهديد للمسجد الأقصى وأهله هو تهديد للحرمين المكي والمدني وأهلهما ، وأن النيل من المسجد الأقصى ما هو إلا توطئة للنيل من الحرمين الشريفين فالمسجد الأقصى هو بوابة الصهاينة والصليبيين إلى الحرمين المكي والنبوي واحتلال الصهاينة للمسجد الأقصى في هذا العصر ووقوعه في أيدي اليهود يعود بالخطر على حرمي مكة والمدينة ذلك أن أنظار الأعداء تتجه إليهما بعد الأقصى ، وليس بخفي على أحد ما صرح به زعماء اليهود بعد حرب ما يسمى بالنكسة قبل أربعين عاما واحتلال اليهود بيت المقدس من أن الهدف بعد بيت المقدس احتلال الحجاز وفي مقدمة ذلك مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيبر، وكذلك نشر اليهود خريطة لدولتهم المنتظرة التي شملت المنطقة من الفرات إلى النيل بما في ذلك أجزاء من جزيرة العرب من ضمنها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترويجهم تلك الخريطة في أوروبا إثر احتلالهم لمدينة القدس’.
وأشار الفقعان إلى أن التزامن هذا العام بين الذكرى العطرة لحادث الإسراء والمعراج بما فيها من دروس عقائدية وإيمانية استلهم منها المسلمون الأول قيم دينية رفيعة وبين ذكرى النكسة ومرارتها على كافة العرب والمسلمين واحتلال مدينة القدس الشريف ليحمل من الدروس والعبر ما فيه دلالات كافية على مدى ابتعاد الأمة عن بعضها وتفرقها فإذا كانت تلك الرحلة الإيمانية قد ثبتت المسلمين وزادت من عقيدتهم وأظهرت التفافهم حول نبيهم ففي المواجهة تكشف لنا نكستنا عام 1967 عن مدى ما آلت إليه أحوالنا من تخاذل وضعف ومهادنة للعدو في ظل مباركة دولية بغيضة لاحتلال الصهاينة لمدينة القدس ليصبح المسجد الأقصى أسيراً في يد العصابة الصهيونية الآثمة.
ولفت الفقعان إلى أن الحال التي وصلت إليها الآن فلسطين الحبيبة شاهدة على تقصير المسلمين حكاماً ومحكومين في حمل الأمانة التي كلفهم الله بها وجعلهم الأوصياء عليها وعلى مقدساتها وديارها، فها هي المقاومة الفلسطينية المرابطة وقد حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن هذه الأرض المباركة في مواجهة آلة الاحتلال العسكرية التي استهدفت وما زالت تستهدف الأرض والإنسان وراحت تقطع أوصال الوطن ببناء جدار الفصل العنصري الذي يحول بين المدينة وقراها وبين أبناء البلدة الواحدة كما يفصل بين مؤسسات التعليم وطلابها وما يقوم به الصهاينة من قتل واغتيالات للأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء في ظل صمت دولي مفضوح وتخاذل عربي وإسلامي مهين تثبت للجميع أن خيار المقاومة هو الخيار الأمثل لتحرير الأرض وتحقيق مكاسب للقضية الفلسطينية بعدما أرعبت الصهاينة وأنزلتهم للملاجئ مذعورين مستنجدين بحليفتها أمريكا لتسعى نحو التوصل لهدنة توقف عنهم حجارة السجيل التي أمطرتها عليهم المقاومة الأبية.
وختم الفقعان بأنه في الغد القريب بإذن الله وبعد ظهور بشائر رياح التغيير التي حملت لنا الربيع العربي وتحرر الأمة من بعض حكامها الفاسدين المفسدين غدا وبالتفاف الأمة وتقاربها وتوحدها وامتلاكها لقرارها الحر المستقل وتحررها من التبعية المهينة المذلة سنحرر أقصانا الأسير ونطرد الصهاينة شر طردة من مقدساتنا ونطهرها من رجزهم ولا ننسى في هذه المناسبة أن نسأل الله تعالى جل شأنه أن يسكن شهداءنا الفردوس الأعلى وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وعلى الأسرى بنيل الحرية وأن يجمعنا على قلب رجل واحد لنصلي قي المسجد الأقصى.
قم بكتابة اول تعليق