قالت مديرة البرامج والانشطة في الجمعية الكويتية لحماية البيئة جنان بهزاد ان الكويت تتميز بشواطئ متنوعة الخصائص لاسيما جيولوجيا وبيئيا الى جانب ما يتعلق بالكائنات الحية.
وأضافت بهزاد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هناك أنواعا مختلفة من الشواطئ في البلاد بحسب موقعها بحيث تغلب الشواطئ الرملية والطينية على المنطقة الشمالية بينما يطغى على المنطقة الجنوبية الشواطئ الرملية.
وأوضحت ان الشواطئ الجنوبية تحتوي على الرمل البطروخي المكون من كربونات الكالسيوم “فتجدها بيضاء أو فاتحة اللون مقارنة بالشمالية التي تغلب عليها الالوان الغامقة نتيجة كثرة الطين فيها”.
وذكرت ان الشاطئ تعريفا هو “المنطقة التي تتقابل فيها اليابسة بمياه البحر وتختلف مكوناتها حسب موقعها ونوعية الرواسب التي تحتويها أو تجرف اليها وتؤثر الأمواج في تحديد نوعيتها وطبوغرافيتها”.
ولفتت الى تنظيم الجمعية زيارات ميدانية في مواقع بالشريط الساحلي للبلاد بهدف دراستها ومتابعة حالتها البيئية والوقوف على وضعها ورصد التجاوزات والتعديات لتضمينها في (تقارير حالة) وتمت دراسة الوضع الجيولوجي للشواطئ بداية ومن ثم حالاتها البيئية وأهم مكونات تنوعها الاحيائي.
وأشارت الى أن الزيارات الميدانية التي تندرج ضمن الاحتفالات بيوم البيئة العالمي (5 يونيو من كل عام) تضمنت أيضا دراسة ورصد التعديات والتجاوزات من قبل مرتادي تلك الشواطئ والسواحل ما يؤدي الى تضرر مكوناتها وطبيعتها.
وقالت بهزاد ان المحطة الاولى كانت في شاطئ (أنجفة) “حيث التميز بشكل منطقة المد والجزر بمعنى انها رملية تقطعها بعض المناطق الصخرية وهذا النوع من الشواطئ يميز ما نسبته 17 في المئة فقط من الشريط الساحلي في الكويت والذي يبلغ حوالي 350 كيلومترا”.
وأضافت ان (أنجفة) يتعرض الى تيارات شاطئية عالية اتجاهها من الشمال الى الجنوب ويظهر واضحا تأثير المياه والامواج على الطبقات الصخرية والمياه الناتجة عن انكسار الامواج جارفة حبات الرمل ما يؤدي الى كشط فعال لها وتظهر المسطحات غير متساوية بسبب ذلك.
وذكرت أن الطبقات الصخرية التي تعرضت الى تعرية شديدة تظهر بمجموعة من الدورات الترسيبية تكشف طبقة متقاطعة لرمال شاطئية استقرت كميلان يدل على اتجاه حركة المياه حينها وفي بعضها تظهر مجموعة من الأحافير الشاطئية.
ولفتت الى أن منطقة المد والجزر لا حياة فيها الا لبعض الطحالب الموسمية والاصداف المكسرة كدليل على وجود كائنات حية سابقا وذلك بسبب كثرة النشاط البشري هناك وازدياد التلوث ورواسب بقايا الفحم الطبيعي المستخدم أثناء الشواء ما يمنع الاحياء المقيمة من الاستقرار فيها ويؤدي الى تغيير موقعها الى المنطقة العليا لمنطقة المد والجزر.
وأشارت الى أن هذه المنطقة تأثرت أيضا بالتيارات المائية وحطمت بقايا ثروة تاريخية وجيولوجية في المنطقة تظهر هناك شواطئ قديمة ممتدة على مساحات كبيرة من الكويت فنجد لمثل هذه الطبقات امتدادا الى منطقة الخيران جنوبا.
واستعرضت بهزاد من المظاهر المؤسفة وجود منهول ضخم للصرف الصحي ولخطوط صرف الامطار وسط الشاطئ ما ينشر الروائح الكريهة خصوصا في الايام التي ترتفع بها نسبة رطوبة الجو وتخف فيها سرعة الرياح “وهو مكان مفضل للعديد من صيادي الأسماك على مدار السنة”.
وعن الرحلة الميدانية الثانية على شواطئ الكويت أفادت بأنها كانت في الصليبخات الواقعة في الجزء الشمالي من الكويت “وهي منطقة محمية من جون الصليبخات وتقع تحديدا داخل جون الكويت حيث يتميز الشاطئ بانحدار قليل وترسبات من الطين و(الغرين) لانها منطقة شبه مغلقة وتصلها المياه عند المد الاعلى فقط”.
وقالت بهزاد ان أهم ما يميز جون الصليبخات وجود أربع بيئات ترسيبية مختلفة هي المسطحات الطينية والمسطحات الصخرية والقنوات المائية والشاطئ بما فيه منطقة الشاطئ الخلفية وأغلب مكونات الشاطئ عبارة عن رواسب انتقلت عبر الدوامات المائية الداخلة في الجون من الشمال.
وأوضحت ان العديد من الدراسات أجريت في جون الصليبيخات لمعرفة محتواه من الملوثات ورواسب المعادن الثقيلة ودراسة التربة ومكوناتها واحتل الطين والغرين النسبة الاكبر من المكونات والقليل من الرمل في المنطقة الشمالية منها رواسب الطين حملتها التيارات المائية من عوالق شط العرب لتستقر وتكون المسطحات الطينية هناك.
وقالت بهزاد ان الجهة الاخرى من الشاطئ والممتدة غربا باتجاه المدينة الترفيهية الى الجنوب الغربي بالقرب من نادي الصليبخات الرياضي عبارة عن سبخات امتداد لمنطقة المد وهي رواسب تتكون من رمال وطين.
وذكرت ان المنطقة تحتوي أيضا كمية كبيرة من نطاط الطين كما انها حاضنة للطيور وتستقبل الطيور المهاجرة سنويا ويميزها تواجد لطيور النحام الملونة الا أن المنطقة تعرضت لكثير من التلوث نظرا الى قربها من محطة الدوحة وميناء الشويخ.
ولفتت فضلا عن ذلك الى وجود منهول لمياه الصرف الصحي حاملا نفايات مجمع المستشفيات المجاور لتلك المنطقة علاوة على قلة التيارات المائية حيث تكثر البكتيريا اللاهوائية في الرواسب الطينية وتشكل مصدرا للروائح الكريهة.
وبالنسبة الى محمية الصليبخات أشارت بهزاد الى أنها تقع على حدود جون الصليبخات الكائن في الجهة الجنوبية من جون الكويت وتحتوي على نباتات فطرية عديدة وبحيرة اصطناعية للطيور ومن الجانب البحري مسطحات طينية تغمرها المياه لفترات قصيرة خلال ساعات المد.
وعن المحطة الثالثة للرحلات الميدانية للجمعية بينت انها طالت شواطئ الخيران الواقعة في الجزء الجنوبي من الكويت “وهي منطقة متوسطة الى عالية الأمواج تغطيها الرمال وتعد من مصانع الرمال البطروخية المميزة في منطقة الخليج العربي”.
وقالت بهزاد ان شواطئ الخيران تتميز برمالها الناعمة البيضاء نسبيا مقارنة مع الشواطئ الشمالية وأكثر ما يجتذب الانظار اليها “القنوات المائية التي اشتق منها اسم المنطقة (خيران) وتتكون الرمال فيها من حبيبات كلاستيكية يغطيها طبقات جيرية يطلق عليها (البطروخية)”.
وذكرت ان ارتفاع الموجات يزداد باتجاه الشواطئ الجنوبية ليصل الى أربعة أمتار لفترة زمنية تقارب تسع ثوان ما يعرض المنطقة الى تيارات مائية شديدة تساعد على تعرية السواحل وانجراف التربة وترسبها في مناطق أخرى وغالبا يكون مصدر هذه الامواج الرياح الجنوبية التي تتولد في منطقة الخليج بينما الاقل شدة منها الرياح المحلية المتولدة من اليابسة.
وعن البيئات البحرية في الخيران بينت ان البيئات البحرية القديمة ظهرت على السطح بلونها الابيض بعد حفر منطقة الخيران البحرية لبناء الطرق الجديدة وتظهر أيضا واضحة كتلال صخرية موازية للساحل وتمثل حواجز للكثبان الرملية الساحلية وتفصلها عن البحر ويمكن رؤية الاجيال الاحدث من الرواسب البطروخية الكربونية أقرب تدريجيا الى الشاطئ الحالي.
واستعرضت المشكلات البيئية التي تهدد منطقة الخيران “كفقدان التربة السطحية وتآكل سطح الأرض وعملية انجراف سطح التربة نتيجة عمليات البناء على مناطق قريبة جدا من الساحل وتآكل سطح التربة واستنزافها ونقص مواد تغذية النباتات ويمكن ملاحظة فقر المنطقة بالنباتات الموسمية أو الحولية”.
ولفتت بهزاد الى تآكل السواحل الناجم عن موجات البحر “والتوزع الخاطئ لبعض المسنات البحرية كما يتبدى في مناطق أخرى الترسيب الذي يسبب على مدى طويل مشكلات دفن لبيئات طبيعية وأيضا تلوث التربة في الخيران الساحلية وتفككها جراء الاهمال وقلة وعي مرتاديها لاسيما الشباب ممن يستخدمون المساحات البرية للتنزه بالدراجات النارية”.
وحذرت من تدهور التنوع البيولوجي نتيجة استغلال الاراضي والاثار السلبية للانشطة البشرية على المنطقة الساحلية كالنفايات والضوضاء وغير ذلك الى جانب الاسباب الطبيعية كالتغيرات في درجات الحرارة والتغيرات الموسمية في هطولات الامطار والعواصف والرياح الغبارية.
قم بكتابة اول تعليق