نايف الحجرف: النهوض بالبحث العلمي هدف استراتيجي للكويت

أقام معهد الكويت للابحاث العلمية حفل تكريم اليوم للعاملين المتميزين لديه لعام 2012 – 2013 وتوزيع جوائز الانجاز والتميز العلمي في دورتها الرابعة وذلك تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله.

وقال وزير التربية ووزير التعليم العالي ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور نايف الحجرف في كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد حفظه الله في افتتاح الحفل ان تكريم المتميزين يأتي تقديرا للتميز وتعميقا لمفاهيمه وتعزيزا للاتجاهات الايجابية نحو المعرفة والبحث العلمي في البلاد ومن أجل بث روح الابداع والابتكار في شرايين قطاعات الوطن المختلفة.

وأضاف الوزير الحجرف ان الكويت تنظر الى البحث العلمي باعتباره محرك التطور فيها “وهي تنتظر الكثير منكم فأنتم بوابتها للتفاعل مع حركة التقدم وأداة مواجهة تحديات العصر ومواكبة التطور المتسارع وصنع الحضارة الجديدة”.

وذكر ان الاحتفاء بالمتميزين يشكل أيضا دافعا لمواصلة مسيرة التميز وحافزا لجميع العاملين بالمعهد للسير قدما بخطى ثابتة وارادة صلبة الى الامام ولتحقيق انجازات يتلمسها المواطن وتؤثر في تحسين الحياة في مجتمعنا.

وبين ان الكويت عمدت الى تطوير المعهد بغية انجاز المشاريع البحثية الاكثر حيوية وأهمية بالنسبة للدولة وقطاعاتها وسبر أغوار المجالات البحثية الجديدة واهتمت بتعزيز قدرات المعهد وتمكينه من تعظيم دوره واسهاماته.

وأشار الى ان الدولة أضافت الى خطتها الخمسية للمرة الاولى هدفا استراتيجيا خامسا يعنى بالنهوض بنشاط البحث العلمي والتطوير كما أدرجت مبادرات المعهد ال 43 في خطتها الخمسية للتنمية المتعلقة بتطوير مرافق المعهد البحثية وموارده البشرية والنهوض بأنشطته البحثية المختلفة.

وقال الوزير الحجرف ان تكلفة المشاريع التي يتم تنفيذها ضمن اطار تلك المبادرات تبلغ 442 مليون دينار كويتي تقريبا والمتوقع انجاز معظمها بحلول عام 2017 لافتا الى شروع الدولة بمساعدة المعهد على تطوير هيكله الجديد بما ينسجم مع مشروعه الواعد (التحول الاستراتيجي) واصدارها ما يحتاجه لذلك من قرارات واعتمادات سواء لعملية التطوير أو لتأسيس شركات جديدة بغية تسويق أبحاثه.

وذكر ان الكويت تشجع مؤسساتها وهيئاتها على الاستفادة من نتائج أعمال المعهد “الذي قطع خطوات في هذا الصدد حيث زادت نسبة مساهمات الجهات المستفيدة بتمويل العقود الجديدة والمشاريع والخدمات الفنية والاستشارية عن 90 في المئة أي ما يوازي ضعفي ايرادات العام الماضي ويفوق ضعفي متوسط ايرادات العقود السنوية التي تمت بين العامين 2007 و2010”.

من جهته هنأ المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري في كلمته الفائزين بجوائز الانجاز والتميز العلمي معربا عن بالغ التقدير “لرسالتهم السامية وأهميتها خصوصا في هذا العصر الذي أصبح فيه البحث العلمي بوابة الخروج من مشكلاتنا والسبيل الأهم للتقدم”.

وقال الدكتور المطيري ان هذا اللقاء يمثل فرصة لمتابعة مسيرة العمل والتطوير في وقت قطع المعهد شوطا مهما في مجال الطاقة المتجددة الذي له أهمية اقتصادية واجتماعية وتنموية وبيئية كبرى.

واستعرض انجازات المعهد في هذا المجال كبناء وتشغيل خمس محطات رصد لمصادر الطاقة المتجددة في كل من الشقايا وكبد والوفرة والعبدلي والصبية والانتهاء من وضع المخطط الهيكلي لمجمع الشقايا المصمم ليكون بمنزلة أول محطة في العالم تضم تقنيات متنوعة تتيح الحصول على أقصى كفاءة ممكنة في انتاج الكهرباء لكل متر مربع.

وذكر ان هذا المجمع سيتمكن لدى اكتمال انشائه من تزويد 150 ألف وحدة سكنية بالتيار الكهربائي على مدار العام وسيحقق عوائد اقتصادية كبيرة نتيجة توفير استهلاك 12 مليون برميل نفط مكافئ سنويا.

وبين ان للمجمع مردودا بيئيا يتمثل بالحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 196 ألف طن سنويا في المرحلة الأولى وصولا الى ما يقارب الخمسة ملايين طن بعد انتهاء المرحلة الثالثة والأخيرة من المجمع.

وقال ان المعهد بصدد الانتهاء من المرحلة الاولى للمشروع وتضم محطة الطاقة الشمسية بسعة 50 ميجاوات ومحطة الطاقة الشمسية الحرارية الضوئية بسعة 10 ميجاوات ومحطة طاقة الرياح بسعة 10 ميجاوات لتنتج 70 ميجاوات من الكهرباء ويتوقع البدء بانجاز وتشغيل المشروع في النصف الاول من عام 2016.

وأشار الدكتور المطيري الى افتتاح المعهد أخيرا المختبر الوطني لتقييم أداء الألواح الكهروضوئية بسعة 102 كيلووات هو الأول من نوعه في المنطقة وشاركت انجازه عناصر شابة “هي مستقبل الكويت بهذا المجال”.

ولفت الى أنه سبق ذلك افتتاح محطة تجريبية للطاقة المتجددة من شأنها تخزين 16 كيلووات من الطاقة الكهرضوئية وطاقة الرياح “وتلبي هذه المحطة متطلبات شركات الاتصالات في المناطق النائية والبعيدة عن شبكة الربط الكهربائية”.

وعن برنامج اعادة تأهيل البيئة الكويتية الذي يشرف المعهد على تنفيذه منذ العام 2011 تحت مظلة اللجنة المركزية ويستمر ثماني سنوات أفاد بأن المعهد حقق أخيرا انجازات عديدة أهمها البدء بانشاء أربع محميات طبيعية قرب الحدود الشمالية والغربية للبلاد.

وقال الدكتور المطيري ان المحميات هي (أم نقا) على مساحة 216 كيلو مترا مربعا و(الهويلمية) على مساحة 273 كليو مترا مربعا و(الشقايا) على مساحة 601 كيلو متر مربع و(أم قدير) على مساحة 546 كيلو مترا مربعا ما ينعكس ايجابا على عناصر منظومة البيئة البرية في الكويت.

وأشار الى أن مجمل ذلك يؤدي الى ازدهار الحياة الفطرية النباتية والحيوانية في البلاد واستقرار التربة وتعافي التنوع البيولوجي مبينا انه بانشاء هذه المحميات “ترتفع مساحة المحميات الطبيعية في البلاد الى ما يقارب 17 في المئة مقارنة بحوالي 10 في المئة قبل عامين”.

وذكر ان المعهد انتهى مما نسبته 85 في المئة من أعمال الهيكل الخرساني للمبنى الاداري المساند للأبحاث ومن أبحاث البترول في الأحمدي وتشييد مركز أبحاث المياه ويواصل تجهيز معامل تكنولوجيا النانو.

ولفت الدكتور المطيري الى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية يركز حاليا على تطوير الموارد البشرية وتعزيز البيئة المؤسسية المناسبة لاستقطاب الباحثين والمهنيين والفنيين المتميزين واعداد برامج تدريب متقدمة.

من جانبه قال اخصائي الابحاث في مركز أبحاث المياه بالمعهد محمد السنافي في كلمة القاها نيابة عن المكرمين ان تكريمه وزملاءه اليوم يعتبر تتويجا لمسيرة عام مضى فيه جد واجتهاد وثمرات وانجاز محلية وعالمية واحساس بالمسؤولية.

وأضاف السنافي ان التكريم بمنزلة وسام على صدور المكرمين جميعا ويشكل حافزا للاستمرار في بذل المزيد من العطاء المتجدد ودافعا للتميز والارتقاء بمستويات تنافسية للوصول الى العالمية.

وثمن جهود ادارة (الابحاث العلمية) في تنفيذ مشروع التحول الاستراتيجي للمعهد “ليكون نبراسا للعلم ومركزا للتميز ومشعلا للريادة في احدث المجالات العلمية والبحثية في المياه والطاقة البديلة والبترول والهندسة والبيئة والعلوم الحياتية”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.