يبدو أن سيطرة النظام السوري على مدينة القصير دفعته لمحاوله استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته، حيث أكد مصدر عسكري أن الجيش يستعد لشن حملة عسكرية في حلب، فيما أفادت شبكة “حلب نيوز” عن مقتل عناصر من الجيش السوري وحزب الله بعد استهدافهم في شمال البلاد.
وتستعد القوات النظامية السورية لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها في شمال البلاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما أفاد مصدر امني سوري اليوم الاحد.
وتأتي هذه الاستعدادات بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط)، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام. وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية: “من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لإستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المقاتلين) في محافظة حلب”.
ورفض المصدر الذي فضل عدم كشف إسمه، الغوص في التفاصيل حفاظًا على سرية العملية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن “الجيش العربي السوري بات مستعدًا لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة”. ويشير محللون الى أن النظام مدفوعاً بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.
من جانبها ذكرت شبكة “حلب نيوز” أن قوات النظام السوري وعناصر من حزب الله شنّوا هجمات على بلدتي معارة الأرتيق وكفر حمرة. وأفادت الشبكة أنه تم استهداف رتل من قوات النظام وحزب الله ما أدى إلى مقتل العشرات منهم.
وحذّر رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس من أن “ميليشيات حزب الله” باتت تنتشر في ريف حلب، كما في دير الزور وريف دمشق. وقال إن نظام الأسد أصبح يعتمد بشكل كامل على المقاتلين الأجانب، خصوصًا اللبنانيين والإيرانيين والعراقيين.
واليوم، كتبت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات أن القوات السورية “بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعدادًا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها”. وتشهد حلب ثاني كبرى المدن السورية والتي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل بدء النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.
وأشارت “الوطن” كذلك إلى أن الجيش السوري “سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص” المجاورة. واعتبرت الصحيفة ان “معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسوريا”.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تحقيق النظام السوري انجازات على الصعيد الميداني يصعب المساعي من اجل تنظيم مؤتمر دولي حول النزاع في سوريا وانجاحه. كما رأى أن تأخير عقد هذا المؤتمر أمر “مقلق ومحبط”.
وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن “النظام حقق تقدمًا ميدانيًا، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الارواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين”. واضاف الوزير البريطاني أن “التطور الحالي للوضع على الارض لا يساعدنا على ابراز حل سياسي ودبلوماسي”.
كما أشار الى أن هذا الامر “يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وانجاحه”، لافتاً الى أن “هذا النظام سيكون على الارجح اقل استعدادًا لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات، وبات اقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات امراً اكثر صعوبة”.
وردًا على سؤال بشأن حظوظ نجاح مؤتمر “جنيف 2″، اشار الوزير الى حصول “محادثات مكثفة” حاليًا مع روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة، الا أنه اعتبر أن عدم حصول المؤتمر “خلال الاسابيع المقبلة” أمر “مقلق ومحبط”.
وكان مقررًا عقد مؤتمر “جنيف 2” الذي تم التوافق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال شهر يونيو الجاري، لكن بسبب عدم التوافق على قائمة المشاركين في المؤتمر، فإنه لن يعقد قبل يوليو. ومن المقرر عقد اجتماع تحضيري جديد في 25 حزيران/يونيو.
إلى ذلك جدد هيغ التأكيد أن بريطانيا لم تتخذ قرارًا بشأن تسليح مقاتلي المعارضة السورية، إلا أنه اعلن أن البرلمان سيُدعى الى التصويت على هذا الموضوع في حال تم البحث في هذه النقطة. وقال: “سيحصل تصويت بطريقة أو بأخرى. ليس هناك مسار قائم، لكنني لا أرى لماذا لن يحصل تصويت قبل تنفيذ هذا القرار”.
قم بكتابة اول تعليق