قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي ان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون أجرى اتصالين بقيادتي الكويت والعراق أعرب فيه عن سعادته وتهانيه بالتطورات الحثيثة التي جدت في العلاقات بين البلدين.
جاء ذلك اثر اجتماع ضم السفير العتيبي ونظيره العراقي محمد علي الحكيم مع بان لتسليم مذكرة التفاهم التي وقعت عليها الحكومتان في 28 مايو لانشاء لجنة ثنائية فنية تتولى ترتيبات عملية لصيانة العلامات الحدودية بين البلدين.
وقال العتيبي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب الاجتماع “هذه اول مرة يلتقي فيها السكرتير العام بوفد كويتي-عراقي بشكل مشترك” مشيرا الى ان بان كي مون كان “سعيد جدا”.
واعتبر ما حدث في الأسابيع الماضية “انجازا” وآخرها زيارة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح الى العراق صباح الاربعاء وتوقيع أربع اتفاقيات ومذكرتي تفاهم.
واضاف ان الخلافات التي كانت على مستوى تنفيذ قرارات مجلس الأمن والالتزمات التي لم تنفذ استنزفت من الأمم المتحدة كثيرا من الوقت والجهد ولكن الأمور “تسير الآن في الاتجاه الصحيح والعلاقات بين البلدين تحسنت بشكل كبير وهذا يعود تحديدا الى حكمة القيادة في البلدين”.
وقال ان السكرتير العام اكد حرص الأمم المتحدة على بذل ما في وسعها لانهاء الملفات المتبقية بالكامل واثنى على الكويت لتجاوبها ومرونتها في حل المسائل الثنائية كما أشاد بتعاون العراق في تنفيذ التزاماته المتبقية خاصة موضوع الحدود.
واشار العتيبي الى انه شكر السكرتير العام على مساهمته ودوره في حلحلة عدد من الأمور وأن زياراته المتكررة للكويت والعراق في الأشهر الأخيرة كان لها أثر ايجابي في تحقيق التقدم الحاصل.
وافاد بأن الوفد الكويتي في نيويورك على اتصال مع أعضاء مجلس الأمن بشأن مشروع قرار مطروح في الوقت الحاضر سيتم اعتماده حسب المتوقع في 27 الجاري “دون عوائق”.
واوضح ان المشروع ينهي ولاية المنسق الرفيع المستوى جينادي تاراسوف الذي كان مسؤولا حتى نهاية ديسمبر الماضي عن ملفي المفقودين والممتلكات ولكن يبقي المسألتين تحت مظلة الأمم المتحدة وذلك بايداعهما لدى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) مع الطلبات الكويتية وتحت الفصل السادس وليس السابع من الميثاق.
واضاف أن هاتين المسألتين تتعلقان بأمور انسانية بحتة ولا تهددان السلم والأمن الدوليين اطلاقا وبالتالي ليس هناك مبرر لوضعهما تحت الفصل السابع الذي يعنى حصرا بصيانة السلم والأمن الدوليين ويسمح باتخاذ تدابير وعقوبات اقتصادية والتفويض بعمل عسكري وهذا الأمر غير وارد حدوثه مع العراق.
واشار العتيبي الى ان العلاقات بين البلدين الآن تطورت وتقدمت و”نحن نعول كثيرا على تعاون العراق في تسريع انهاء هذه الملفات الانسانية لأنه بدون تعاون العراق لن يكون هناك تقدم”.
وذكر ان الرسالة التي أرسلها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في نهاية مايو الماضي الى كل من السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تضمنت طلبات كويتية للحفاظ على خصوصية وحساسية واستقلالية الملفين مؤكدا ان مشروع القرار سيعكس هذه الطلبات.
وتتضمن الطلبات الكويتية تعيين مسؤول خاص في يونامي لمتابعة هذين الملفين والا تكون ولايته مرتبطة بولاية يونامي وأن تكون تقارير يونامي بشأن الملفين منفصلة عن التقارير الدورية لليونامي.
في المقابل وصف السفير العراقي الحكيم في تصريح ل(كونا) اليوم بأنه “يوم تاريخي” للعراق والكويت.
وأضاف الحكيم أنه تم خلال لقاء السفيرين مع بان عرض ومناقشة الجهود المشتركة بين العراق والكويت خاصة اللقاءات التي تمت بين وزيري خارجية البلدين في الكويت مؤخرا وانشاء اللجنة المشتركة لتولي ترتيبات عملية لصيانة العلامات الحدودية بين البلدين وكذلك زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي يوم امس الى بغداد وتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الحكومة العراقية.
وقال ان هذه الزيارة تمثل في حد ذاتها “يوما تاريخيا” مضيفا “نحن في العراق فرحون جدا لأننا انتهينا من جميع الالتزامات التي على العراق والتي كانت تحت الفصل السابع وسنتحول الى الفصل السادس عن طريق مساعدة اليونامي واللجنة المشتركة بين البلدين”.
وردا على سؤال عما اذا كان العراق سيتراجع عن التزاماته اذا تغيرت الحكومة في بغداد قال الحكيم “أبدا بالنسبة للعراق هذا التزام دولي وأدبي وأخلاقي نحو دولة الكويت ونحن ننظر الى علاقات مستقبلية هائلة مع الكويت علاقات فيها استثمارات في البصرة وتطبيع كامل وزيارات متبادلة”.
واردف قائلا “المستقبل سيكون مشرفا ان شاء الله”.
وعن توقعاته لعمل مجلس الأمن آخر هذا الشهر قال الحكيم ان السكرتير العام سيقدم تقريره الى المجلس حول الانجازات الايجابية بين الكويت والعراق آخر الأسبوع وعلى ضوء هذا التقرير سيتم استصدار قرار من المجلس يعترف بأن العراق بذل خطوات ايجابية للتعاون مع دولة الكويت وأكمل كل التزاماته تحت الفصل السابع والآن متجه الى حل الأمور الأخرى عبر العلاقات الثنائية وتحت الفصل السادس تحت مظلة اليونامي.
وعن جهود بان لتعويض الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر الذي تنتهي مهامه الشهر المقبل قال الحكيم ان كوبلر “شخصية هامة جدا خدمت العراق والأمم المتحدة بشكل كامل ونحن نأسف لمغادرته العراق”. وأعرب عن أمله في أن يعين السكرتير العام للأمم المتحدة شخصية مشابهة لكوبلر مضيفا أن بان ذكر خلال الاجتماع أن هناك خمسة مرشحين دون أن يحدد أسماءهم أو جنسياتهم.
وجرت العادة أن يوافق أي بلد على أي ممثل يرشحه السكرتير العام للعمل فيه.
قم بكتابة اول تعليق