عشائر الأردن تنشطر تجاه دعوة الإخوان للتظاهر غدا

تراقب مصادر سياسية أردنية بحذر بالغ المسيرة التي أعلن ائتلاف العشائر الأردنية عن القيام بها بمشاركة أكثر من خمسين حراكًا وجهة سياسية يوم غد الجمعة من أمام المسجد الحسيني في العاصمة عمّان، وكانت جماعة الإخوان المسلمين أعلنت مشاركتها في المسيرة.

و دعت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها الأردنيين إلى الحشد والمشاركة في هذه الفعالية، التي قالت إنها “تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والرسائل، على طريق تحقيق تطلعات الشعب الإصلاحية والنهضوية”.

ووسط انقسام واضح بين أبناء العشائر الأردنية، الذين يشكلون العصب الرئيس لنظام الحكم في المملكة الهاشمية، كان ائتلاف العشائر أعلن في مؤتمر صحافي عقده مساء الثلاثاء في مقره في منطقة أم العمد في جنوب العاصمة أن الحراك الأردني كله قد توحد، وسيشارك في الفعالية المركزية، وقد أعلنت كل الحراكات عن إلغاء فعالياتها في المناطق كلها للمشاركة في هذه الفعالية.

وقال الائتلاف إن الفعالية ستقتصر على كلمة واحدة، تمثل كل الحراكيين، في رسالة جديدة، مفادها أن “الأردنيين جميعًا موحدين ضد الفاسدين والمفسدين، ويقفون في صف الإصلاح”.

كما أعلن الإئتلاف، الذي يضم أكثر من 11 تجمعًا عشائريًا ومناطقيًا، أنهم دائمًا في صف الوطن والمواطن، وأنهم يرفضون الوقوف في صف أي شخص مهما كان، وإنما في صف الوطن فقط، وأنهم يرفضون كل الدعاوى الفاسدة والمنبوذة، مثل العنصرية والطائفية. وقالوا “لا عشيرة لفاسد ولا حماية له”، وكل من يعيش في هذا الوطن هم يد واحدة في نهضته وعزته وكرامته في وجه كل الفاسدين.

وحسب ما ورد في بيان للائتلاف بعد المؤتمر الصحافي، فإن الفعالية تهدف إلى المطالبة باسترداد السلطة السياسية ومواردها الاقتصادية من خلال صياغة دستور جديد، يؤسس لدولة المؤسسات والقانون، ويقوم على مبادئ العدل والمساواة بين كل مكونات الشعب الأردني، وعلى إلغاء كل البيوعات التي قامت بها فئة فاسدة لموارد الوطن، وعلى مكافحة الفساد السياسي والمالي والإداري واسترداد كل الأموال التي نهبها هؤلاء الفاسدون.

يتكون ائتلاف العشائر الأردنية من الحراكات والتجمعات الآتية: التجمع السياسي الأردني (بني حسن)، وحركة أبناء العجارمة للإصلاح، وتجمع أبناء الحجاج للإصلاح، وتجمع أبناء قبيلة بني صخر للإصلاح، وتجمع أبناء الحجايا للإصلاح، وحركة 25- أيار البادية الجنوبية (الشراة)، وتجمع أحرار خرجا، وتجمع شباب الشركس للإصلاح، وحركة أبناء العشائر، وتجمع أبناء الدعجة للإصلاح، وشباب إربد للتغيير.

وحسب بيان يوم الثلاثاء عن فعالية الجمعة، فإن ائتلاف العشائر يأمل أن تكون هذه الفعالية بداية جديدة للحراك الأردني، تؤسس لمرحلة جديدة من التنظيم والتأطير ورصّ الصفوف، “كما إننا نضع جميع الأطراف أحزابًا وحراكًا شعبيًا وشعبًا وسلطة أمام مسؤولياتهم، فالأردن في خطر، وما عاد مقبولًا السكوت عن الفساد والمفسدين، أو على التخبط في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، ونطالب الجميع بالانحياز إلى الوطن، فالوطن فوق الجميع”.

في مقابل، ذلك، رفض ممثلو عدد من الحراكات الشعبية والعشائر الأردنية، المشاركة في مسيرة تنظمها الحركة الإسلامية، بالتعاون مع حراكات عشائرية في وسط العاصمة غدًا الجمعة.

وقال الحراك الشعبي في الشمال إنه قاطع مسيرة الجمعة “لأن الفعالية شكلت من قبل جماعة الإخوان المسلمين، التي تريد جمع الحراكات في مسيرة مركزية لقتلها”، مضيفًا “إنهم على مرأى من الجميع، قاموا بضرب الحراك في إربد، فضلًا عن أن أحد القياديين في الإخوان المسلمين أعلن عن نقل المسيرات من المحافظات إلى عمّان، وهذا الكلام عار من الصحة”.

أما مجلس عشائر العجارمة، الذي قال إنه يمثل جميع هذه العشائر، فقد أكد أنه “لا يقبل أبدًا أن يتصرف عدد من أبناء عشائر العجارمة، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، مطلقين على أنفسهم ما يسمى بحراك أبناء العجارمة للإصلاح، ويزجّون باسم عشائرنا في فعاليات نعلم بأن الإخوان المسلمين هم القائمون عليها والدافعون لها، ونعلن أن من يشارك في المسيرات أو الاعتصامات باسم عشائر العجارمة لا يمثل سوى نفسه، وسنقف دائمًا وأبدًا في صف الوطن، لا في صف من يسعون إلى إثارة الفتنة في البلاد، مدّعين المطالبة بالإصلاح، وهم يعلمون بأن مسيرة الإصلاح بدأت بتوجيهات مليكة سامية، ولا تزال مستمرة”.

وفي بيان لأبناء قبيلة بني حسن، حذر مصدرو البيان كل شخص يشارك في فعالية ما تسمى “ائتلاف العشائر” “أن لا يشاركوا باسم القبيلة، وأن يذكروا أسماءهم مجردة من ثلاثة مقاطع، لأنهم يعلمون أن آباءهم وأولياء أمورهم براء من أفعالهم قبل عشائرهم”. وأكد البيان الوقوف مع الإصلاح العقلاني، الذي يحفظ حقوق الشعب، وكذلك مع محاربة الفساد، التي تعيد هذه الحقوق، مؤكدًا رفضه أن يفلت كل من فسد وتجبر من المحاسبة.

أما عشائر وأبناء الكرامة في لواء الشونة الجنوبية، فقد أكد تأييده التام للإجراءات الإصلاحية التي يقوم بها الملك عبدالله الثاني لرفع راية الوطن وشأن أبنائه والحفاظ على أمنه واستقراره، رافضًا المسيرات أو المشاركة فيها ضد الوطن وقيادته الحكيمة.

من جهته، وجّه التجمع الأردني الحر “بني صخر” فقد وجّه نداء إلى ائتلاف العشائر لإلغاء مسيرة الجمعة خشية الفتنة، وقال في بيان: “نذكركم بأن أبناء العشائر الأردنية لم ولن يكونون دعاة عنصرية أو إقليمية أو فئوية. وتساءل: من منكم يضمن لنا أن لا يستغل أصحاب النفوس المريضة اسم مسيرتكم لتحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية باسم أبناء العشائر الشرفاء؟. ودعا التجمع كل أبناء الأردن إلى الحوار الهادف والبناء، من خلال طاولة الحوار، مؤكدًا أن “الخروج إلى الشارع لم ولن يكون هو الحل لقضايانا ومشاكلنا”.

أما مجلس عشائر الكرك فقد رفض رفضًا قاطعًا “الزجّ باسم العشائر الأردنية في فعاليات تقف خلفها جهات تسعى إلى إثارة الفتن وإشاعة الفوضى تحت مسمى ائتلاف العشائر الأردنية”.

وقال إن تلك الدعوات إلى إقامة مسيرات باسم العشائر “ما هي إلا سلسلة من التضليل والتحايل على مشاعر أبناء الشعب الأردني ومحاولة مصادرة إرادتهم لمصلحة أجندات تُغذى من الخارج، وتصبّ في النهاية في مصلحة فئة معيّنة تسعى إلى إحداث فوضى تقطف ثمارها”.

ودعا المجلس جميع أبناء العشائر الأردنية إلى “عدم المشاركة في مسيرة الفتنة التي تبنتها جماعة الإخوان المسلمين، واستنفرت كل طاقاتها وإمكانياتها لتحقيق أهدافها المشبوهة”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.