فاجأ إمبراطور الإعلام، روبرت ميردوخ، مدير مجموعة “نيوز كورب”، العالم بإعلانه عن تقديم طلب قضائي رسمي لإنهاء زواجه من قرينته ويندي، وذلك بعد أيام من إعلان شركته موافقتها على إجراء عملية انفصال داخلي.
و أكد الناطق باسم إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ أن الأخير قرر الانفصال عن زوجته ويندي دينغ (44 عامًا)، التي كان تزوجها عام 1999، بعد وقت قصير على إنهاء زواجه بطليقته آنا تورف موردوخ، علمًا أن دينغ هي زوجة ميردوخ الثالثة.
ولعملاق الإعلام روبرت ميردوخ وطليقته دينغ ابنتان هما غريس وكول.
ولم يتضح على الفور سبب الطلاق بين ميردوخ، 82 عامًا، ودينغ التي كانت قد وقفت إلى جانبه بشكل واضح خلال السنوات الماضية بمواجهة عدة قضايا هزت صورته العالمية، على رأسها ملف التنصت على المشاهير والسياسيين وضحايا الجرائم من قبل صحافيين في مؤسسات تابعة لميردوخ بالمملكة المتحدة.
وكانت (نيوز كورب) أعلنت قبل فترة نيتها فصل عملياتها بحيث يصار إلى تشكيل شركتين، مع بقاء ميردوخ بموقع رئيس مجلس الإدارة في الشركتين، نظرًا لامتلاكه حصة الغالبية.
وقد أقر حملة الأسهم في (نيوز كورب) الخطوة بحيث تتخصص الشركة الأولى في نشر الصحف والكتب، على أن تعنى الشركة الثانية بإنتاج المواد التلفزيونية والسينمائية. وتصل ثروة ميردوخ إلى أكثر من 11.2 مليار دولار، ما أهله لدخول قائمة أغنى مائة شخصية في العالم، وفقًا لمجلة فوربس.
يشار الى أن اسم روبرت ميردوخ لمع منذ عامين على خلفية “فضيحة التنصت” في بريطانيا، والتي أدت إلى استجواب القطب الإعلامي والمليونير الأسترالي، وأسفرت أيضاً عن منعه من الاستحواذ على واحدة من أكبر الشبكات التلفزيونية في بريطانيا “بي سكاي بي” وإغلاق صحيفة “نيوز أوف ذي وورلد.”
وقضى عملاق الاعلام نصف قرن في تحويل عمل في صحيفة أسترالية محلية إلى إمبراطورية إعلامية ممتدة عالمياً وتضم مصالح تلفزيونية وإنترنت وسينما ومطبوعات.
غير أن الفضيحة التي طالت ما كان يعتبره فخراً له، أي “نيوز أوف ذي وورلد”، باتت الآن تهدد كل ما بناه عبر السنين.
ويذكر أن روبرت ميردوخ كان ولد في ملبورن بأستراليا عام 1931، وهو الولد الوحيد بين ثلاث شقيقات. وكان والده كيث ميردوخ مراسلاً صحافياً في الحرب العالمية الأولى ثم أصبح مديراً لأكبر شركة صحفية.، وكان ميردوخ يدرس في جامعة أكسفورد عندما توفي والده عام 1952.
أما والدته، إليزابيث، التي تبلغ من العمر 102 عام، فهي تدعم أكثر من 100 منظمة خيرية
وعمل ميردوخ مراسلاً صحافياً غير متفرغ براتب 10 جنيهات استرلينية في صحيفة (دايلي إكسبرس) في بيرمنغهام بإنجلترا، قبل أن يعود لوطنه ويدير أعمال عائلته.
وفي العام 2008، قال ميردوخ إنه تولى أعمال العائلة في المجال الصحفي عندما كان يبلغ من العمر 22 عاماً.
وفي العام 1964 اشترى ميردوخ صحيفة محلية أخرى، وبدأ بنشر أول صحيفة قومية في أستراليا وأطلق عليها اسم The Australian/ وفي العام 1969 اشترى أول صحيفة بريطانيا، وهي صحيفة “نيوز أوف ذي وورلد”، وأعقبها بشراء صحيفة “ذي صن.”
وكان للصفحات التي ظهرت في الصحيفة، والتي تضمنت الجنس بين أمور أخرى، وقع الصدمة على “فليت ستريت” أو شارع الصحافة في إنجلترا.
وأدى توق ميردوخ للحصول على قصص خاصة وذات فرقعة إعلامية وسبق صحفي، واستعداده للدفع مقابل ذلك، إلى تحقيق أرقام مبيعات عالية، لكنها أثارت أيضاً مزيداً من الجدل في الشارع البريطاني.
وكان عديدون اتهموا ميردوخ من الاقتراب من الخطوط الحمراء في ما يخص أخلاقيات العمل الصحفي، غير أنهم نفوا عنه انتهاكها أو اعتبارها غير مشروعة، وقالوا إنه كان يتسم بالجرأة الكبيرة.
وأدى انتقال ميردوخ من آلات الطباعة التقليدية إلى الكمبيوتر إلى إغلاق العديد من الصحف، وزاد ذلك من أرباحه بصورة كبيرة، كما قال مارتن دون، نائب رئيس التحرير في صحيفتي “ذي صن” و”نيوز أوف ذي وورلد.”
ومن التعبيرات التي اشتهر بها ميردوخ أنه كان قال في العام 1968 في مقابلة تلفزيونية إنه يستمتع بالسلطة التي يوفرها له مركزه، لكنه قال في النهاية “غير أن ذلك يرتب علينا مسؤوليات أكبر من السلطة.. كما أعتقد”.
ويمتلك الامبراطور الاعلامي ميردوخ عدة صحف محافظة مثل النيويورك بوست الاميركية والتايمز والصن البريطانية ويسيطر على شبكة فوكس نيوز.
وينزع ميردوخ بحسب شهادته الخاصة إلى اتجاه موالٍ لإسرائيل وداعم لها، ومن جهة أخرى معادٍ لفرنسا ومحارب لنفوذها وهو ما يلاحظ في حملات وسائله الاعلامية على فرنسا.
دخل ميردوخ السوق الاعلامية العربية صراحة وشريكاً عبر استثماره في روتانا أو ما برر بأنه “نقاش” لتملك حصة.
شركة روتانا تعتبر القوة الإعلامية المهيمنة في الشرق الأوسط، وتمتلك ست قنوات تلفزيونية وذراعًا لإنتاج الأفلام.
وبالرغم من أنها قد انطلقت خلال السنتين الماضيتين إلا أنها مع هذا تستحوذ على 50 في المئة من إجمالي إنتاج الأفلام العربية، مع العلم أنها أنتجت نحو 22 فيلماً في 2005.
وفي ظل عدم اعتبار العالم العربي والخليج، تحديداً، سوقاً استهلاكية معوضة لكلفة الفن (ماديًا)، اشترى مؤخراً محطة “تي. جي. آر. تي” التلفزيونية التركية الخاصة بعد مساومات استمرت أكثر من عام.
ويسعى ميردوخ إلى شراء صحيفة “تركيا” ووكالة “اخلاص” للأنباء اللتين يملكهما رجل الأعمال التركي أنور اوران في مسعى يهدف التصدي للشعور المعادي لـ“إسرائيل” وأميركا وكسب تركيا من جديد بعد تراجع صورة الحليفين في الشارع التركي كما يصنف على أنه محاولة للدخول إلى العقل الشرقي عبر اعلامه المخترق اصلاً، والذي يمتلك ميردوخ تأثيرًا كبيرًا على أهم فضائياته عبر علاقاته الشخصية مع امراء الخليج ونفوذه الأخباري كونه من مصادر تلقيم الأخبار.
قم بكتابة اول تعليق