أسبوع واحد فقط كان كفيلاً بأن يقدم لنا صورة واضحة غير قابلة للإنكار أو النفي عن كيفية سعي بعض أبناء أسرة الحكم إلى تغليب مصالحهم الخاصة على مصلحة الدولة ونجاحها.
ولأن الكثير لا يعلمون عن تفاصيل ما أكتب عنه فلابد لي بأن أقدم شرحاً عنه، ولا بد من الإشارة قبل الشرح بأن موضوعي ليس بموضوع رياضي بل هي حالة تمت في الرياضة تعكس واقع ما نعيشه اليوم في مجالات عدة.
في منتصف التسعينيات فازت “قائمة الجميع” بمقاعد مجلس إدارة نادي القادسية برئاسة طلال فهد الصباح، وقد كان من بين أعضاء القائمة تلك رجل يدعى فواز الحساوي وقد حققت هذه الإدارة على مدى السنوات الماضية نجاحات متعددة ومتنوعة في قطاعات النادي المختلفة، وهذا أمر لا ينكره محايد، وكان فواز الحساوي يشكل عنصراً مهما مع زملائه في تحقيق النجاحات، بل قد يتفوق على من معه في إسهاماته المادية غير المربحة التي لا تحقق أي عائد مادي له على مستوى الشخصي.
فقد قدم هذا الرجل ما يفوق الـ30 مليون دينار للنادي خلال سنوات عضويته، وهو مبلغ لم يدفع حتى ربعه طلال أو أحمد ومن قبلهم والدهم مجتمعين طوال سنواتهم في الرياضة.
وبعدما اقتحم طلال فهد اتحاد الكرة شغر منصب رئيس نادي القادسية فتمت تزكية فواز الحساوي لكفاءته لرئاسة النادي مع احتفاظ بقية عناصر مجلس الإدارة بعضويتهم أي أن شيئاً لم يتغير، ومع ذلك فقد انتكست معظم لعبات النادي باستثناء قطاع كرة القدم الذي يتولاه فواز الحساوي بشكل مباشر ليحقق في هذا القطاع انتصارات قياسية بالمراحل العمرية المختلفة على الرغم من بعض العقبات المفتعلة من زملائه بمجلس إدارة النادي كإعارة بدر المطوع لنادي سعودي دون علم فواز، وهو ما ترتب عليه أيضا فصل بدر المطوع من عمله وبقاءه عاطلاً إلى اليوم!
وقبيل نهاية الموسم الرياضي أعلن نادي القادسية خسارته لكأس التفوق الرياضي الذي اعتاد الحصول عليه وحاول أعضاء مجلس الإدارة أن يلقون باللوم على الحساوي، فما كان منه إلا أنه تقدم وبشجاعة نادرة لا يملكها أكثر من ثلثي قياديي الدولة باستقالته، التي قبلها مجلس الإدارة طبعاً.
بعد قبول الاستقالة يصرح مجلس ادارة القادسية بأن الفرصة مازالت قائمة للحصول على كأس التفوق الرياضي! وبالفعل تبدأ بعض اللعبات بالعودة إلى مستواها الطبيعي المعهود.
كل ذلك لمجرد أن أبناء الشهيد يعتقدون أن الرياضة الكويتية بشكل عام ونادي القادسية على وجه الخصوص ملك لهم ولا يجوز لأحد سواهم أن يتولى إدارته، فكما حورب النادي في عهد عبدالعزيز المخلد وعبدالمحسن الفارس حورب النادي مجدداً في عهد الحساوي على الرغم من أنه عنصر اساسي في نجاحهم أصلاً.
والحال نفسه ينطبق على الرياضة بالمجمل التي يسعى بعض نواب الأغلبية ووزير الشؤون إلى تسليمها على طبق من انتهاك لسيادة الدولة لعصابة الرياضة.
هم لا يهتمون إلا للمجد، إلا إن كان مرتبطاً بهم وحدهم على حساب الدولة والدستور والقانون والمصلحة العامة، ولنا في فواز الحساوي درس وعبرة، وبالطبع هو يتحمل جزءاً منه لأننا حذرناه ولم يطع.
أكرر ما سمعته من الدكتور الخطيب سابقاً أن الدور المنوط بأسرة الحكم هو أن تكون الملجأ في حال اختلاف أبناء الشعب، وليس أن يكونوا طرفاً في الخلاف والصراع كما يحصل اليوم على الصعد المختلفة.
والمطلوب من عقلاء الأسرة الحاكمة هو وقف عبث أبنائهم بكل مجال من الممكن أن يكون جميلا بعيداً عن أنانيتهم وتفردهم.
ضمن نطاق التغطية:
اللجنة الأولمبية الدولية تمنع رفع العلم الكويتي بأولمبياد لندن 2012… اللجنة الاولمبية الدولية تنتخب أحمد الفهد بصفته رئيساً للجنة الأولمبية الكويتية لترؤس إحدى منظماتها، مسموح لـ”بوفهد” ما لا يسمح للدولة… ولكم الحكم
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق