تستعد قوة شبه عسكرية تم تدريبها على يد حزب الله لقيادة هجوم بري على مدينة حلب لطرد الثوار من ثاني أكبر مدينة في سوريا، وفقاً لما قالته مصادر رفيعة المستوى هذا العام.
“جبهة الدفاع الوطني السورية” التي يقدّر عدد عناصرها بنحو 80 ألف مقاتل حصلت على التدريب العسكري من حزب الله لشن الهجوم على الثوار في حلب وفقاً لتكتيكات حرب الشوارع التي اعتاد الحزب على تنفيذها.
ومن المعروف أن الحزب يملك تجربة وخبرة واسعة في اعتماد تكتيكات حرب الشوارع، لا سيما في حرب المدن خلال معاركه مع القوات الإسرائيلية في لبنان.
وينقل الحزب هذه الخبرة إلى القوات السورية لتدريبها على محاربة الثوار، إلى جانب التدريبات العسكرية التي تقدمها إيران، إذ تقول المصادر إن قائد الجبهة خضع أيضًا للتدريب على يد الحرس الثوري الايراني.
ومن المتوقع أن تكون المعركة في مدينة حلب الشمالية من أشرس الصراعات في الحرب السورية المستعرة منذ عامين، لا سيما وأنها تحمل بصمات لبنانية وإيرانية من خلال مساعدة القوات السورية مباشرة في المعركة ضد الثوار.
وستكون المعركة من أجل استعادة السيطرة على حلب ضد ثوار الجيش السوري الحر والجماعات الأخرى، بمن فيهم الإسلاميون من العديد من البلدان في الشرق الأوسط وخارجه.
والقوات السورية حريصة على استثمار قوة الدفع المكتسبة من الانتصار الذي حققته في وقت سابق من هذا الشهر في بلدة القصير الاستراتيجية قرب الحدود اللبنانية. ويقال إن نحو 800 من مقاتلي حزب الله قد ساعدوا في تأمين المدينة، وقطع الإمدادات عن الثوار من لبنان.
وستعزز استعادة السيطرة على حلب، العاصمة التجارية لسوريا، الانطباع المتزايد بأن قوات الأسد كسبت الحرب، كما من شأنها أيضاً أن تقطع الإمدادات إلى الثوار عبر الحدود التركية 20 كيلومتراً إلى الشمال.
وقال قائد عسكري في حزب الله لصحيفة الصنداي التايمز إن الحزب لن ينشر مقاتليه في المدينة، مشيراً إلى أن “المعركة من أجل حلب ستخاض من قبل الجبهة والجيش السوري، فيما سيتولى حزب الله الإشراف وتقديم المشورة التكتيكية العسكرية حول كيفية تنسيق وشن الهجمات”.
وأضاف: “مهمة حزب الله هي أن القادة والخبراء سوف يقدمون المشورة ويقومون بالتخطيط جنباً إلى جنب مع قادة الجيش السوري في معركة حلب، من اجل التوصل إلى أفضل السبل للاستفادة من الرجال على الأرض، وكيفية التقدم، ومواقع القتال”.
وقال قائد حزب الله “حلب أكثر من قضية سورية” مشيراً إلى أن المجموعة تساهم في تقديم الخبرات للقوات الحكومية لأنها تريد ضمان بقاء نظام الأسد والحفاظ على ما تسميه “محور المقاومة” ضد إسرائيل. العضو الثالث في هذا المحور هو إيران، التي قيل إنها توفر المشورة الاستراتيجية إلى الجبهة من خلال عناصر من الحرس الثوري.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في دمشق إن الجيش سوف يعمل على استعادة المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حمص، ثالث مدينة في البلاد، قبل التركيز على حلب.
ومع ذلك، أشار مصدر حكومي إلى أن القتال في الريف حول حلب قد بدأ بالفعل. ونقلت الصحيفة عن نشطاء المعارضة قولهم إن الهجوم تكثف بين المدينة والحدود التركية، حيث دارت اشتباكات بين قوات الأسد والثوار هي الأشرس منذ أشهر.
وقال قائد آخر في حزب الله لـ “الصنداي تايمز” إن الجماعة اللبنانية الشيعية وجدت أنه باستطاعتها تعزيز احتمالات انتصار الجيش السوري بعد مراقبة أوجه القصور فيه. وأضاف: “في إحدى المناطق، نفّذ الجيش قصفاً كاملاً رداً على هجوم الثوار، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق، فضلاً عن المصابين والجرحى الأبرياء، ولم يتم حل المشكلة”.
وأشار المصدر إلى أن حزب الله وضع خبير استطلاع لرصد المنطقة لمدة 48 ساعة، وتحديد مصدر إطلاق النار، ووضع خطة استجابة دقيقة، مضيفاً “لا بد من الصبر في هذه الحالات، كما أن معرفة تحركات العدو أمر حيوي”.
قم بكتابة اول تعليق