بعد تراجعهاالحاد في شهر أبريل، كانت أسعار النفط الخام أكثر استقراراًفي شهر مايو وحتى منتصف شهر يونيو. فقد تراوح سعر خام التصدير الكويتي عند حدود100 دولارللبرميل لحوالي ستة أسابيع، بعد أن ارتفع من المستوى المتدني البالغ 95 دولارافي شهر أبريل، لكنه يبقىأقل من المعدل البالغ 107 دولارات للأشهر التسعة السابقة، وهو تراجع يعكس ضعفا بسيطا في أساسيات سوق النفط. وتراوحت كذلك أسعار مزيج برنت عند نحو 103 دولارات للبرميل، فيما بلغ معدل غرب تكساس المتوسط (وهو المزيج الإسنادي الأساس في الولايات المتحدة) 94 دولارا،وهو مستوى قريب من مستويات الذروة التي بلغها هذه السنة. وفي المقابل، بقي مزيج برنت أقل بنحو 15 دولارامن أعلى مستوى سجله في شهر فبراير وهو 119 دولارا للبرميل.
لم تتأثرالأسواق باجتماع أوبك الذي انعقد في نهاية شهر مايو. وقد قررت المنظمة أن تبقي إنتاجها الرسمي المستهدف على حاله عند مستوى 30 مليون برميل يوميا،وهو تحرك كان متوقعا بشكل واسع. ولكن رسالة قيادة أوبك كانت سلبية قليلا بالنسبة لأسعار النفط،ففي حين يتوقع أن يرتفع نمو الطلب على أساس موسمي في النصف الثاني من العام 2013، فإن ارتفاع إمداد الدول من خارج أوبك يمكن أن يضعف أساسيات السوق. وقد تم تفسير ذلك بشكل واسع على أن أوبك تريد أن تترك لنفسها هامشا للحركة باتجاه خفض إنتاجها لاحقا في هذه السنة إذا ما تطلبت أوضاع السوق ذلك. ولكن بما أن الأسعار حاليا هي عند مستويات مريحة جدا بالنسبة للأعضاء الأساس في المنظمة، فإن أوبكلا ترى حاجة الآن لزعزعة الوضع القائم. وسينعقد اجتماع أوبك الرسمي القادم في شهر ديسمبر.
ويعتقد بعض المحللين أن النصف الثاني من السنة قد يكون أصعب لأوبك من الاعتقاد السائد. فبالرغم من أن الطلب عادة ما يرتفع في الربع الثالث من السنة، فإن التباطؤ الأشمل في الاقتصاد العالمي (بما فيه الصين التي تلعب دورا رئيسيا حيث تظهر البيانات الاقتصادية تراجعا) يمكن أن يقللمن التأثير الجيد لهذا الارتفاع. وقد يدفع ذلك بأوبك لخفض إنتاجها أكثر من أجل دعم الأسعار. ومع ذلك، فإن المفاعيل الداخلية لخفض إنتاج أوبك قد تكون شائكة، خاصة مع احتمال استمرار ارتفاع الإنتاج العراقي هذه السنة وحاجة دول أخرى لأقصى ما يمكن أن تجنيه من عوائد نفطية. ويشير ذلك إلى أن الدول الخليجية الأساسية المصدرةوخاصة السعودية قد يتوجب عليها أن تتحمل معظم الخفض المستقبلي في الإنتاج إذا ما تطلب الأمر ذلك.
توقعات الطلب على النفط
ورغم المخاوف الجديدة بشأن الاقتصاد العالمي، فإن التوقعات بشأن نمو الطلب العالمي على النفط في العام 2013 بقيت على حالها عموما خلال الشهر الماضي. فلا يزال يتوقع للطلب أن ينمو بمقدار 0.8 مليون برميل يوميا، أو 0.9٪، أي أقل بقليل من العام 2012. ولكن في العموم، يتضمن ذلك تخفيضات لنمو الطلب على أساس سنوي في النصف الأول من السنة، ما يظهر مدى اعتماد السوق الآن على ارتفاع الطلب في النصف الثاني. ويتوقع أن يتراجع الطلب في الدول المتقدمة بنحو 0.4 مليون برميل يوميا (0.9٪)، فيما يتوقع أن يرتفع الطلب في الدول النامية بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا (2.8٪). ويستحوذالشرق الأوسط والصين على كل الزيادة تقريبا في الطلب في العالم ككل.
قم بكتابة اول تعليق