قالت مصادر أميركية لـ”العربية.نت” إن عمليات تسليح المعارضة السورية بإدارة أميركية ستبدأ في أي لحظة وصوّر متحدث المشهد “وكأن الطائرات تمّ تحميلها بالأسلحة والذخائر وتنتظر على مدرّج المطار وتنتظر الوقود فقط”.
وبدأت تبرز معالم القرار الأميركي منذ يوم الخميس الماضي، عندما أعلنت إدارة أوباما أنها ستقدّم المساعدة العسكرية للقيادة العسكرية الموحّدة والجيش الحرّ، فقد طلب الأميركيون من الأطراف الإقليميين ممن يساعدون الثوار السوريين بوقف الشحن الأحادي، والامتناع عن إيصال أي شحنات من الذخائر أو الأسلحة الى الفصائل المنتشرة على الأراضي السورية وتحارب النظام السوري.
ويريد الأميركيون من هذه الخطوة منع تأثير الأطراف الإقليمية على القيادة الموحّدة لأسباب سياسية كما يريدون التأكد من ضبط كل الثوار تحت قيادة الجيش الحرّ والأهم أن الأميركيين يريدون منع الأطراف أو الأشخاص من إيصال أي ذخائر أو أسلحة أو أموال الى عناصر جبهة النصرة ويعتبرها الأميركيون تنظيماً إرهابياً وإحدى جماعات القاعدة.
وبدا واضحاً خلال الشهر الماضي أن البريطانيين والفرنسيين أخذوا المبادرة في دعم الثوار السوريين وسبقتهم كل من السعودية وقطر وتركيا والآن يريد الأميركيون تولّي إدارة العمليات من جهتين، تنظيم المساعدات وضبط قيادة وقرارات المجلس الموحّد.
الطائرات على المدرج
كان من اللافت أن إدارة أوباما وحين أعلنت قرارها بتقديم الدعم العسكري، لم تتحدث عن توفير السلاح الأميركي للمعارضة السورية، وهي لم تقدّمه حتى الآن، لكن معلومات “العربية.نت” تؤكد أن الكونغرس الأميركي أقرّ طلب الإدارة بمساعدات عسكرية تتخطى 150 مليون دولار أميركي، وأن الولايات المتحدة ستقدّم وتنظّم تسليح الجيش السوري الحرّ ويشمل هذا التسليح صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدروع ووسائل اتصال متطوّرة، وتلتزم الولايات المتحدة بتقديم وتنظيم الذخائر بدون توقّف أو انقطاع من لحظة إطلاق عملية التسليح بإدارتهم، وهذا ما يجب أن يبدأ في أي لحظة، فـ “الطائرات تمّ تحميلها بالأسلحة والذخائر وتنتظر على مدرّج المطار وتنتظر الوقود فقط” كما وصف المشهد مصدر يعمل على تنظيم هذه العمليات بين وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية والمعارضة السورية.
تسليح وأكثر
ويرى الأميركيون أن النظام السوري نجح في السيطرة على منطقة متواصلة تبدأ من درعا صعوداً الى دمشق وشمالاً الى حمص وحماه وحلب وغرباً الى البحر، ومع السيطرة على القصير فتح طريق الإمداد الدائم بالرجال والعتاد مع حزب الله، وقطع الطريق على داعمي المعارضة السورية عن طريق لبنان.
فرض منطقة حظر جوّي
ويخشى الأميركيون من اتخاذ النظام السوري وأعوانه قراراً بمتابعة التقدّم لكسر المعارضة السورية المسلّحة، خصوصاً أن روسيا مصرّة على متابعة تسليح نظام بشار الأسد، وردّاً على ذلك، يريد الأميركيون التأكد من أن الجيش الحرّ لن يصاب بهزيمة عسكرية أخرى خصوصاً في حلب أو على الحدود الأردنية السورية، وتهدف استراتيجية الأميركيين إلى وقف اندفاعة النظام وخلق بؤر استنزاف له.
فيما تشمل المرحلة الأخيرة من دعم الأميركيين للمعارضة السورية تقديم أسلحة متطوّرة قادرة على ضرب وتدمير مراكز القيادة التابعة لألوية النظام السوري ووزارة الدفاع، وتوفير الاستطلاع المباشر، وربما فرض منطقة حظر جوّي وإن جزئية.
ويرى الأميركيون أن التقدّم من مرحلة الى مرحلة في التسليح يتمّ فقط لو نجحت الولايات المتحدة في “إدارة المعركة” وحصل شيء ما لا يمكن السكوت عنه.
قم بكتابة اول تعليق