المعارضة الإيرانية تراهن على سقوط نظام بشار

تحشد المعارضة الإيرانية في باريس يوم غد السبت قواها الشعبية من مختلف الجاليات الإيرانية في الخارج، بحضور العشرات من البرلمانيين الاوروبيين والأميركيين، لكسب المجتمع الدولي في مواجهة المرحلة الجديدة التي دخلتها ايران بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

و تسعى المعارضة الإيرانية إلى حشد قواها الشعبية وكسب المجتمع الدولي لمواجهة مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة وتداعياتها على نظام ولاية الفقيه، الذي اصبح يعاني تحولاً نوعياً وانشقاقاً أفرزته تداعيات هذه الانتخابات، ومواقف ومرشحيها حيث يجتمع في باريس غدًا السبت عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية في الخارج ومعهم عشرات البرلمانيين الأميركيين والأوروبيين وآخرين من دول عربية لتأكيد تضامنهم مع الشعب الإيراني وقواه المعارضة.

وينظم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مساء السبت تجمعًا جماهيريًا حاشدًا في باريس في ذكرى انطلاق المقاومة الثورية وفي يوم الشهداء والسجناء السياسيين، وذكرى تأسيس جيش التحرير الوطني الإيراني، بمشاركة عشرات الآلاف من ابناء الجاليات الإيرانية في مختلف دول العالم، إضافة إلى شخصيات سياسية بارزة ووفود برلمانية من مختلف أنحاء العالم. ورأى قيادي في المجلس أن هذا التجمع يأتي في وقت يعاني نظام ولاية الفقيه تحولاً نوعياً وانشقاقاً مميتاً افرزته تداعيات الانتخابات الرئاسية الاخيرة ومرشحيها.

وردًا على سؤال لـ”إيلاف”حول الرسالة التي تريد المعارضة الإيرانية توجيهها من خلال هذا التجمع، قالت القيادية في المجلس وممثلته في بريطانيا دولت نوروزي، إنّ هذا التجمع فريد من نوعه من حيث المشاركة الشعبية والمستوى السياسي بالمقارنة مع أي تجمع لحركات المعارضة في العالم بشكل عام وبلدان العالم الثالث بشكل خاص. وأشارت إلى ان خامنئي (المرشد الأعلى الإيراني) قد استغل فترة رئاسة احمدي نجاد لمدة 8 اعوام لتثبت ديكتاتوريته الحصرية، وكذلك باستغلال غزو العراق وقصف مخيمي المقاومة الإيرانية في العراق، وتجريدها عن السلاح من قبل قوات التحالف وبقمع انتفاضة عام 2009 لكن هذه المرحلة قد انتهت الآن “وسوف ينهارالعمق الاستراتيجي لنظام ولاية الفقيه في سوريا مع تصاعد انتفاضة الشعب العراقي بشعاري إسقاط حكومة نوري المالكي (رئيس الوزراء) وإخراج النظام الإيراني من العراق”.

وأوضحت ان هذا التجمع الذي اطلق عليه “نحو الحرية” يأتي بعد كسر تهمة الإرهاب الملصقة بمنظمة مجاهدي خلق في بريطانيا، والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وبعد الاضرابات عن الطعام واعتصامات السجناء السياسيين الإيرانيين، غير المسبوقة في تاريخ الحركات التحررية مع حملة التضامن العلمية مع “مقاتلي درب الحرية في أشرف وليبرتي، وبهدف توفير الأمن والحماية لهم” بعد تعرضهم لقصف صاروخي لثلاث مرات على مدى الأشهر الأخيرة والتي تبنتها حركات طائفية عراقية مدعومة من نظام طهران.

وقالت إن عشرات الآلاف من أبناء الجاليات الإيرانية من مختلف البلدان الأوروبية والأميركية وسائر البلدان الآسيوية، وكذلك مؤيدو المعارضة الإيرانية من دول عدة سيشاركون في هذا التجمع كما تحضره مئات من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية والبرلمانية والثقافية من مختلف دول العالم. وأوضحت نوروي أن هذا التجمع فريد من نوعه من حيث المشاركة الشعبية والمستوى السياسي بالمقارنة مع أي تجمع لحركات المعارضة في العالم بشكل عام، وبلدان العالم الثالث بشكل خاص وأشارت إلى انه بعد خمسة عشر عاماً من معركة قانونية جبّارة وبدعم من آلاف البرلمانيين الأوروبيين والأميركيين، والمحامين والشخصيات السياسية الدولية من جميع أنحاء العالم وأكثر من خمسة آلاف من عمداء المدن الفرنسية فقد اصدر في المرحلة الأولى القضاء البريطاني قرارًا تلته محكمة العدل الأوروبية، و أخيرا القضاء الفرنسي والقضاء الأميركي حيث أجبرت 27 دولة الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية على شطب المجلس الوطني للمقاومة ومنظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الإرهابية الشائنة. وصرّحت المحكمة البريطانية في قرارها بأن عملية إدراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في القائمة الارهابية عملية “منحرفة وشاذّة”.

وقالت إن مهرجان هذا العام يقام للمرة العاشرة في وقت يعاني فيه النظام الحاكم في إيران من مختلف الأزمات الخانقة. فمن جهة يواجه النظام السخط الشعبي المتعاظم بسبب تطبيقه سياسات معادية لمصالح الشعب في مختلف المجالات، ويعاني من تفجّر الصراعات الداخلية في قمة النظام والذي أدى إلى منع رفسنجاني، الرجل الثاني في النظام، من ترشيح نفسه للإنتخابات. كما أنه يواجه أزمة عالمية كبيرة بشأن القضية النووية ويعيش في مأزق مقيت في هذا الصدد. وما يجري في سوريا والعراق جاء ليزيد الطين بلّة. والأزمة الكبرى لهذا النظام هي الانتخابات الر‌ئاسية الحالية التي تذكّر النظام دائما بما حدث قبل أربع سنوات من انتفاضات شعبية عارمة كان بالكاد أن تؤدي إلى سقوطه.

ومن جانبه، أشار العراقي محمد الموسوي رئيس الشبكة الإقليمية لتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى ان هذا التجمع الذي يمثل القارات الخمس، يشكل حدثًا مؤثرًا في المنطقة بأسرها حيث انه لا يمكن رؤية نتائج ملموسة لعملية الحراك السياسي في العالم العربي دون حدوث الربيع الإيراني الذي يمكن تسميته بالربيع نظرا لمروره بمراحل الإعداد والاستعداد المطلوبة لمشروع ربيع يفترض ان يكون قد مر بخريف وشتاء وصولا إليه كي يقف على ارض صلبة متينة.

وأكد الموسوس أنه من دون تغيير في إيران لن يكون هناك نتاج ناضج للعمل الثوري العربي الحالي حيث أن على القوى الديمقراطية والتقدمية أن تدرك ذلك وتخطو معه عمليًا للخروج بمشاريع تغيير حقيقية بعيدًا عن أنظمة الأزمات الذي تعززه إيران بالمنطقة لتكون كتل سياسية مطابقة لها وداعمة لبقائها، فرؤية النظام الإيراني للحرية والديمقراطية والشرعية تختلف عن رؤية غيرها.
وأوضح أن نظام طهران لا يمكن له ان يديم عمليته السياسية دون حلفاء من نفس الفئة وخاصة في هذه الظروف التي يعيشها (العقوبات الدولية من جهة.. والغضب الجماهيري.. وصراع الذئاب المتنامي بين أجنحة النظام نفسه.. وفأس البرنامج النووي التي وقعت على رأس النظام لتفلقها إلى ازمتين، الأولى مع الشعب الذي وصل إلى اسوأ حالات التدني في مستوى المعيشة، حيث هناك أربعين في المائة منه يعيشون تحت مستوى خط الفقر المدقع، ناهيك عن ارتفاع معدلات الفساد الناجمة عن فساد الحاكم وارتفاع مستوى الرفض الجماهيري الذي يخيف النظام ويدفعه إلى اللجوء إلى حملات قمع وإعدام مستمرة.. اضافة إلى مدى الرفض والنفور الدولي جراء انتهاك النظام لمبادىء حقوق الانسان.

وأشار الموسوي إلى أن ملف سوريا والعراق إضافة إلى التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للشعوب العربية والعزلة الدولية كل ذلك جعل من مخاض النهاية لنظام طهران أمرا قريبا لو ابتعد الغرب عن لغة المساومة معه.
يذكر ان عدد المشاركين في هذا المهرجان السنوي قد زاد من عشرة آلاف في عام 2004 إلى خمسين ألف عام 2009 وسبعون ألفا في عام 2010 وإلى مائة ألف عامي 2011 و 2012. والمشاركة الاساسية في التجمع هي للإيرانيين لكن يحضره أيضاً مئات من الشخصيات الغربية التي تمثل الآلاف من البرلمانيين والمسؤولين المنتخبين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ومن جميع الاطياف السياسية باستثناء اليمين المتطرف وكذلك نخبة امن الشخصيات والمنتخبين في العالمين العربي والاسلامي.
وبشكل خاص سيحضر مهرجان غد السبت، عشرات البرلمانيين من الكونغرس الاميركي والبرلمان الاوروبي والفرنسي والبريطاني وغيرها من الدول الاوروبية وكذلك برلمانيين من مصر، وفلسطين، والاردن، والبحرين وغيرها من الدول العربية الذين يحضرون للإعراب عن تضامنهم مع الشعب الإيراني وقواه المعارضة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.