عشماوي أو الشناق… يغيب في تفاصيل الاعدامات لكنه أساسها، فمن يرصد لحظة الاعدامات تبقى عيناه شاخصتين على «المعدوم» من دون تركيز على «العادم» رغم اختفائه خلف هذه اللباس المحدد بهوية علمية مدروسة تضفي على هذه الشخصية قدرا من الهيبة والمهابة.
ويبدو عشماوي شخصية مجهولة مناط بها فقط تنفيذ اللحظات الأخيرة من حكم الاعدام باعتباره المكلف رسميا من الجهات المعنية بالقيام بهذا الدور، في حين انه يحيط نفسه بهالة من القدسية لا يعرف ان كانت منه او مفروضة عليه من جهات عمله اذ هو لا يتحدث ولا ينطق ولا يحكي التفاصيل المثيرة التي هو فيها الاكثر قربا من الذي يبدأ يلفظ شريط حياته في الدقائق الحاسمة قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة.
هكذا عشماوي يبدي حرصا على عدم الظهور والتواري خلف هذه القناع فلا يتحدث بكلمة مع المحكوم مثلما لا يتحدث مع الاخرين المحيطين به فضلا عن انه لا يتعاطى باي شكل من الاشكال مع اي طرف على ان يعود إلى المجهول الذي عاد منه بعد تنفيذه لمهمته الرئيسة في تنفيذ حكم الاعدام.
أحد «الشناقين» لخص مهام عمله في العناوين التالية:
• البعض ينظر إلى الشناق بأنه قاتل… يقتل الناس بقلب بارد
• مهنة الشناق طاردة رغم الكوادر والمزايا المالية
• عملنا شريف بتنفيذ الإعدام بحق مجرمين عاثوا في الارض فسادا
• بعد نقل منصة الإعدام إلى مجمع السجون أصبحت عملية التنفيذ سهلة وآمنة
• غالبية المحكومين لا يقوون على السير عند اقتيادهم لمنصة الإعدام
• البعض يهذي ويتمتم ويبكي وهناك من يتبول على نفسه من شدة الخوف
• الجميع يكون خائفا لدرجة الموت … لأنه ذاهب إلى الموت
قم بكتابة اول تعليق