“أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”… هذا هو الوصف الذي نعت به المتحدث باسم مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة وليام سبيندلر المأساة الإنسانية للمشردين السوريين خارج بلادهم (مليونان)، وفي الداخل (4 ملايين)، هذا بخلاف آلاف لم يتم تسجيلهم بسبب ظروف مختلفة.
أكتب هذه المقدمة لربطها بالذهنية السائدة في بلدنا وكثير من الدول العربية تجاه مسألة دعم جهود المساندة لملايين السوريين الذين يكابدون الجوع والتشرد والمرض والاغتصاب والقتل.
هذه المأساة بحاجة إلى التواصل مع المجتمع الدولي عبر أجهزة الدولة، وكذلك مع الجهات الأهلية الخيرية القانونية الموثوق بتاريخها مع عشرات المؤسسات الإغاثية الغربية والعربية لتخفيف آلام السوريين، لا صناديق الدواوين والسياسيين الدعائية الفجة.
كان من المسيء جداً خروج البعض في تنظيم حملات تجهيز محاربين أو “غزاة” للقتال في سورية! وكأنهم أرادوا المشاركة في لعبة دولية شائكة ومعقدة لن يجنوا من ورائها سوى القتل باسم “الشهادة”.
وأقول لأصحاب الحملة لقد تركتم أكثر من مليوني سوري في دول الجوار هائمين في العراء دون عناية كافية، وقررتم القتال بالإنابة في معركة لا تعرفون نتائجها ولا تفاصيلها، وفي ذاكرة أفغانستان لكم عبرة إن كنتم أهل تذكرة.
كلنا شاهد الإساءة إلى النساء اللاجئات من باب “الستر”، يكفي الإساءة إلى اللاجئات السوريات واستغلال شرفهن وهن في حال ضعف، يكفي إهانتهن بفتاوى الزواج لدواعي الستر التي غابت عن مأساة شبيهة جرت ولا تزال في الصومال!
التفتوا إلى مليون طفل سوري لم ينتظموا في دراستهم منذ أكثر من عامين دراسيين، قدموا أفكاركم لإنقاذ هؤلاء لا لإرسال ضحايا مغبونين تحت راية “تجهيز غازي”.
اسألوا أنفسكم: لماذا تجدون مؤسسات الإغاثة الغربية وشخصيات غير مسلمة تتسابق لعون إخوانكم في الدين والعروبة، يحلون مكانكم ويقدمون ما لا تفكرون في تقديمه لإخوانكم من سورية؟
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق