أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هنا اليوم ان بلاده ترغب في مساندة الشعب السوري وفي دعم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وصولا الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
وقال هولاند في حديث لوكالة الانباء القطرية بمناسبة زيارته دولة قطر ان فرنسا تبدي استعدادها لتعزيز التعاون مع الدوحة في جميع المجالات سواء تعلق الامر بالحوار السياسي او بالعلاقات الاقتصادية او بالتعاون في مجال الدفاع.
واشاد بعلاقات الصداقة القائمة بين بلاده وقطر ووصفها بأنها “قديمة ومكثفة” وتتسم بالثقة مشيرا الى الصلات الثقافية بين قطر وفرنسا وانضمام قطر مؤخرا الى المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وشدد على ان دولة قطر اكدت مكانتها كفاعل مهم على الساحة الاقليمية والدولية مبينا ان مباحثاته مع امير دولة قطر ستتناول جميع المسائل الاقليمية ولا سيما الوضع في سوريا.
وحول الرؤية لآفاق التعاون العسكري بين الدوحة وباريس قال الرئيس الفرنسي ان بلاده ستكون دائما الى جوار دولة قطر لضمان دفاعها وامنها مضيفا ان “تعاوننا في مجال الدفاع لديه بطبيعة الحال جانب يتعلق بالصناعة وان فرنسا تقدم تجهيزات فاعلة وحديثة للجيش القطري”.
واوضح انه سيتقدم بمقترحات جديدة في مجال الدفاع الجوي والبري والبحري مشيرا الى ان لديه ثقة تامة في ان البلدين سيحرزان تقدما في كل من هذه المجالات.
ونوه بالتعاون الدفاعي بين قطر وفرنسا لافتا الى ان فرنسا شاركت بين عامي 2005 و2011 في تمرين (الكوت) وفي تمرين (صقر الخليج) الذي جرى خلال الفترة من 16 فبراير الى السابع من مارس الماضي وسمح بنشر 1500 عسكري فرنسي من الاسلحة الثلاثة مع معدات ضخمة مثل الفرقاطة (هوريزون) والطائرة المقاتلة (رافال).
وذكر ان كلا من الدوحة وباريس تتبادلان التدريب والخبرات في جميع المجالات المرتبطة بالامن الداخلي مضيفا انه لدى (الجندرمة) الفرنسية تعاون ممتاز مع نظيرتها القطرية.
وعما اذا كانت زيارته الى قطر مخصصة للسياسة ام الاقتصاد او لكليهما أوضح هولاند ان السياسة والاقتصاد يسيران جنبا الى جنب ويرتكزان على الثقة والاحترام.
واكد ان شركة (توتال) الفرنسية شريك تاريخي لقطر فيما تزود شركة (ايرباص) الخطوط الجوية القطرية بالجزء الرئيسي من اسطولها كما تشارك شركة (بي.تي.بي) الفرنسية في منشآت هيئة الاشغال وفي اعمالها الجارية بالدوحة.
وأفاد بأن شركة (فينسي) ستنجز مترو الانفاق بالدوحة في الوقت الذي تعد شركة (الستروم) شريكا فاعلا وضخما في المواصلات مبينا ان عددا كبيرا من الشركات الفرنسية تتمركز في قطر وهو ما من شأنه تشجيع مجال التبادل بين قطر وفرنسا.
وحول رؤيته للدور المهم الذي اضطلعت به دولة قطر في تسوية الكثير من النزاعات وتقييمه لهذا الدور الفاعل على الصعيدين الاقليمي والدولي على حد سواء رأى هولاند ان قطر تقوم بدور مفيد في تسوية النزاعات وهي قادرة على الحديث الى عدد كبير من الفاعلين على الساحة الدولية.
وعن تأخر تدخل فرنسا عسكريا في سوريا رغم تدخلها مبكرا في ليبيا وضد المسلحين المتطرفين في مالي قال هولاند ان مجلس الامن فقط هو الذي يمكنه ان يقرر استخدام القوة لحفظ السلام والامن الدوليين مشيرا الى ان روسيا استخدمت حق النقض لوقف اي قرار في هذا الصدد.
واوضح ان فرنسا وبدافع من احترامها للشرعية الدولية فانها لا تستطيع ولا ترغب في التصرف بمفردها اما بالنسبة لليبيا فان فرنسا وشركاءها تحركوا على اساس قرارات الامم المتحدة والحال نفسه ينطبق في مالي.
واعتبر انه بالنسبة الى سوريا يتعين ان “نسعى وراء اتفاق بشأن القرار الخاص بالازمة ومن هنا تكمن ضرورة ممارسة الضغط الكافي على بشار الاسد”.
وبشأن موقف فرنسا حيال الملف النووي الايراني قال هولاند ان موقف فرنسا واضح للغاية حيال هذا الموضوع الجوهري مضيفا انه لا يجب ان تصل ايران الى السلاح النووي مشددا على ضرورة وجود حل دبلوماسي لهذه الازمة لأن اي حل آخر سيكون له عواقب لا يمكن السيطرة عليها وتظل فرنسا مع شركائها في مجموعة (خمسة زائد واحد) مستعدة لاغتنام اي فرصة للانخراط في مفاوضات ملموسة وصادقة مع ايران.
وفي رده على سؤال حول اسباب تدخل فرنسا عسكريا في جمهورية مالي التي كانت تعد مستعمرة فرنسية سابقة واستخدامها القوة لوضع حد للتمرد فيها قال هولاند “ان مالي واجهت عدوانا موصوفا منظما ومنسقا من قبل القاعدة وحلفائها في المنطقة واستطاعت هذه الجماعات ان تغزو شمال البلاد بأكمله فضلا عن ذلك فان مجلس الامن وصف الوضع بأنه يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين منذ يوليو”.
واضاف ان “مالي كانت مهددة في وجودها ذاته “ومن ثم فقد قررت الاستجابة لنداء المساعدة الذي وجهه الرئيس تراوريه حيث جاء تدخل فرنسا تلبية لندائه وهو ما يندرج في مضمون القرار رقم 2085 الذي يضع اطارا لتنفيذ تحركنا ولم يكن له هدف آخر سوى انقاذ مالي والمساعدة في استعادتها لسيادتها الاقليمية ولامنها ولاستقرارها واليوم الامم المتحدة والدول الافريقية تؤدي كلها دورها في مساندة مالي”.
واعرب هولاند عن رغبة بلاده في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين بما فيها دولة قطر التي قدمت مساهمتها في مؤتمر المانحين من اجل مالي مشيرا الى ما تم التوصل اليه بين حكومة مالي والطوارق من اتفاق لاجراء انتخابات وهو ما يعد نجاحا للديمقراطية.
يذكر ان الرئيس الفرنسي وصل الى الدوحة مساء امس في زيارة الى قطر تستمر عدة ايام.
قم بكتابة اول تعليق