أكد رئيس الجالية السورية في دول مجلس التعاون الخليجي، أن الخطوة التي تتخذها إيران بالدخول عسكريا إلى جانب حلفائها في قمع الشعب السوري، ترتبت عليها إيقاف دعم الليرة بالنفط الإيراني، وهوت بسببه أسعار الصرف، حيث أصبحت قيمتها أمام الدولار تساوي 230 بينما تساوي قيمتها أمام الريال السعودي 60 ليرة.
وقال: “أبلغت من قبل الكثير من أبناء الجالية في الإمارات، عن وصول الكثير من رؤوس الأموال إلى الإمارات، فضلا عن تلك التي هاجرت إلى تركيا ومصر والأردن، مما يقدر تقريبا بأكثر من 90% من إجمالي رؤوس الأموال العاملة في سوريا”.
وقال الرئيس التنفيذي للجالية السورية في الخليج جميل داغستاني،أن دعم نظام الحالي في إيران لـ “اليرة السورية”، ساهم في إطالة عمر نظام الأسد، إلى جانب السياسة التي اتبعها النظام في منع وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى المناطق الثائرة، مما دفع إلى زيادة التحويلات المالية من المغتربين إلى أهلهم، وبالتالي صرف هذه التحويلات في الأسواق الداخلية.
وأضاف داغستاني: “رغم مبيعات النفط السوري، إلى جانب ما يرسله المغتربون إلى أهليهم، الذي كان يوفر شيئا من التوازن، فإن الفساد كاد يقضي على الاقتصاد المحلي”، مشيرا إلى قرب نهاية النظام السوري من الهاوية.
ولفت إلى أن أسعار الليرة السورية، في مقابل العملات الخليجية والدولار واليورو تدهورت منذ العام الماضي، مبينا أن الانخفاض بلغ 200% خلال هذه الفترة.
وأكد الرئيس التنفيذي للجالية السورية في الخليج، أن الاقتصاد السوري ما قبل الثورة السورية، كان يعاني عددا من الأزمات الحادة، ابتداء بالفساد الإداري وارتفاع الأسعار والتضخم وانتهاء بالبطالة ودمار الزراعة وتربية المواشي في منطقة الجزيرة وبعض المناطق الداخلية.
وزاد “من أهم ظواهر الفساد آنذاك، بروز قريب (الأسد) رامي مخلوف، في إطار رجل أعمال، حيث استطاع أن يمتلك ما يقارب نصف الاقتصاد السوري، بناء على إحصاءات، نشرت في الكثير من وسائل الإعلام ومكاتب البحث والدراسة”.
ووفق داغستاني، فإنه تبعا للقواعد الاقتصادية في أزمنة الحروب، فإن أسعار عملاتها تهبط هبوطا كبيرا، خصوصا عندما تكون التوقعات بخسارة هذه الدول، حيث قام أصحاب رؤوس الأموال، بنقل تجارتهم ومصانعهم إلى دول تجتذب الاستثمار الأجنبي وتشجع عليه.
ونوه داغستاني إلى أن دعم نظام الملالي في إيران للنظام السوري، شجعه على تدمير المدن وقصف بيوت السوريين وأسواقهم، مبينا أنه لم تمض سوى فترة قصيرة، حتى أصبح توافر المواد في الداخل أمرا شبه مستحيل، حيث تم إغلاق الباب أمام إرسال الأموال والاعتماد على إرسال المواد.
وأضاف ترتب على ذلك، إيقاف أحد أهم الروافد التي تمنع من التدهور الدراماتيكي لليرة السورية، إلا أنه برأي داغستاني لم يجمد الهبوط الدائم في أسعار الصرف، مقابل العملات الأخرى وخصوصا الخليجية منها، في ظل امتداد عمر الثورة إلى أكثر من عامين مع شح مال التبرعات.
قم بكتابة اول تعليق