المغردون في الكويت يحصلون على الآلاف مقابل الدعاية الإنتخابية للمرشحين

لعل بعض مواقع التواصل، وعلى رأسها “تويتر”، تمثل “دعاية” قوية لأي مرشح، فتويتر على سبيل المثال يعتبر “منبرا” إعلاميا متميزا، وهو ما يسعى بعض المرشحين لاستثماره في الحملات التي تنطلق مع تحديد يوم الاقتراع

وبحسب مصادر مقربة من بعض المرشحين، أكدت لـ”العربية.نت” أن غالبية المرشحين بدأوا تجنيد عدد كبير من المغردين مقابل مبالغ مادية وصل بعضها إلى 10 آلاف دينار (35 ألف دولار) للمغرد الواحد، مقابل تغريدات يومية حتى موعد يوم الاقتراع، أي أقل من شهر تقريبا.

وفي هذا الصدد، قال راكان الفهد، وهو مغرد لأحد المرشحين للبرلمان، إن “التغريدات” أصبحت أكثر تأثيرا من “الإعلانات عبر الصحف اليومية، مؤكدا لـ”العربية.نت” أن أهم صحيفة كويتية اليوم لم تعد توزع أكثر من 50 ألف نسخة يوميا، في ما قد يتبع المغرد أكثر من نصف مليون حساب في تويتر.

وبين الفهد أنه تفاجأ بوجود رسالة عبر الخاص من لجنة أحد المرشحين تعرض العمل وإطلاق مجموعة من التغريدات مقابل مكافأة، وقد تم الاتفاق على مبلغ معين، مشيرا إلى أن في حسابه 73 ألف متابع، وهو كغيره من الذين يمتلكون متابعين فوق الخمسين ألف مغرد مستهدف من المرشحين.

ونفى الفهد أن يكون هذا الأمر استغلالا، بل هو في رأيه استثمار، خصوصا وأن هذا العمل لا يتنافى مع القناعات الشخصية.

وأوضح الفهد أن التغريدات التي تخص المرشح تظل في إطار الإعلان فقط، والمتابعون يعلمون ذلك، بينما وجهة النظر الشخصية قد تكون مخالفة.

ومثل المغرد راكان الفهد، الكثير من أصحاب الحسابات في تويتر يتعاملون مع المرشحين كعمل ومنبر إعلامي، ويختلف أجر كل مغرد عن الآخر، فتزداد الأجور حسب المغرد؛ فالناشط السياسي له أجر، والإعلامي البارز أيضا له أجر، بالإضافة إلى عدد المتابعين، فهنالك حسابات تتجاوز نصف مليون مغرد، وهي التي تحصل على أعلى الأجور.

المرشحون كانوا فيما سبق يتعاملون مع بعض الإعلاميين ليكونوا ضمن حملاتهم الانتخابية، إلا أن المرشحين اليوم باتوا يعتمدون على المغردين أكثر من الإعلاميين في أحيان كثيرة.

الصحافي أحمد راضي قال لـ”العربية.نت” إن تويتر أصبح اليوم أهم بكثير من أي وسيلة إعلامية، خصوصا في ظل اهتمام الكويتيين بهذا الموقع.

وأضاف راضي أن “تغريدة” واحدة قد تحرك الحكومة كما رأينا في كثير من القضايا، خاصة إذا ما أطلقت من “مغرد” يتابعه عشرات الآلاف وأحيانا مئات الآلاف.

وأوضح راضي أن استثمار بعض المغردين في الحملات الانتخابية أمر واقع، وأصبح حساب بعض المغردين بمثابة محطة تلفزيونية مهمة بسبب المتابعين و”الريتويتات” لأي تغريدة يكتبها.

ورفض راضي أن يحدد أجور بعض المغردين خلال الحملات الانتخابية، لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أن الأجور، وبحسب ما نما إلى سمعه، تبدأ من 500 دينار (1700 دولار) وحتى 15 ألف دينار (55 ألف دولار) في مقابل تغريدات طوال أيام الانتخابات إلى حين يوم الاقتراع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.