جزار حماه باع قصره في باريس ب50 مليون جنيه إسترليني

كشفت تقارير صحافية في كل من باريس ولندن أن رفعت الأسد نائب الرئيس السوري السابق وعمّ الرئيس الحالي بشّار الأسد باع قصرًا فخمًا يملكه في جادة فوش بالقرب من قوس النصر على طريق الشانزليزيه في باريس بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني خوفًا من أن تصادره السلطات الفرنسية.

القصر المكوّن من سبع طبقات، واحد من عشرات العقارات باهظة الثمن التي يملكها رفعت الأسد في عواصم أوروبية. ويأتي بيعه لقصره الباريسي غداة تقارير قالت إن الحكومة الفرنسية ستشرع بحملات مشددة لمطاردة الأموال المنهوبة من جانب رجال سياسة كانوا في السلطة في بلدانهم، وكانت بدأتها بمصادرة عقارات وأموال لزعماء أفارقة سابقين.

وكان رفعت الأسد، الذي يطلق عليه في وسائل الإعلام الغربية لقب “جزّار حماه”، لما يشاع عن أنه أمر بمذبحة راح ضحيتها ما بين عشرة آلاف و25 ألف سوري في مدينة حماه منذ 21 عامًا، قد عرض القصر للبيع مقابل مئة مليون يورو في العام الماضي.

وقالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن رفعت الأسد عثر على مشترٍ في الشهر الجاري، يشاع أنه ملياردير روسي، إثر خفض السعر بنحو 30 مليون يورو.

من جهتها، قالت صحيفة “التايمز” اللندنية، الأربعاء، إن رفعت الأسد اشترى القصر كقاعدة للسلطة، التي كان يأمل أن تنتقل إليه ويطيح بإبن شقيقه من الحكم. ويقع القصر، الذي يضم منزل رفعت الأسد ومقره السياسي، في جادة فوش الراقية وسط باريس، وكان اشتراه منذ نحو عشرة أعوام عندما كانت السلطات الفرنسية تراه كزعيم محتمل لسوريا ديمقراطية

يذكر أن رفعت الأسد رئيس التجمع القومي الديمقراطي الموحد ورئيس المجلس الوطني الديمقراطي السوري المعارض كان كشف في فبراير/ شباط الماضي عن أنه يعد مبادرة تدعو الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة.

وقال رئيس التجمع القومي الديمقراطي الموحد إن “استمرار الحكم الراهن أصبح أمرًا غير ممكن”، ويجب “التدخل عائليًا لإنقاذ سوريا من الفتنة الطائفية، والحيلولة دون تدخل خارجي قدر الإمكان، لكي نجنّب سوريا الدمار والخراب”.

وأشار الأسد إلى أنه يستخدم “الدبلوماسية العائلية حاليًا” من أجل حل الأزمة، لكنه أبدى خيبة أمله من أن جهوده ربما لا تجد من يصغي لها في دمشق. وأضاف رفعت الأسد أنه أوصل رسالة عبر عائلته إلى الرئيس بشار الأسد بضرورة “إعادة السلطة إلى الشعب”، ولكن “لم نرَ عينًا ترى، ولا أذنًا تصغي”.

وكان الأسد أوضح أن الوضع في سوريا والمنطقة “في خطر”، وأنه يعمل من أجل حل الأزمة مع أطياف واسعة من “الوطنيين والمستقلين ومجموعات واسعة من الأكراد والعشائر والعسكريين ومن لهم بصمة في الشارع”.

يشار إلى أن رفعت الأسد كان لعب دورًا رئيسًا في الحياة العسكرية والسياسية في سوريا منذ تولي أخيه الراحل حافظ الأسد السلطة التنفيذية في العام 1970.

وظل رفعت الأسد يقود الفرقة 569، ويشرف على سرايا الدفاع حتى العام 1984، وكان العديد يرون فيه الخليفة المرجح لأخيه الأكبر حافظ الأسد في قيادة البلاد.

وفي فبراير 1982، كان الأسد المشرف والقائد العام للجيش السوري، وقاد القوات في إخماد معارضة الإخوان المسلمين في وسط مدينة حماه، وذلك بإعطاء تعليمات لقواته لقصف المدينة، مما أسفر عن مقتل الآلاف من سكانها، وأصبح هذا يعرف باسم مذبحة حماه.

وحسب الصحافي الأميركي توماس فريدمان في كتابه “من بيروت إلى القدس” الصادر في العام 1989، فإن رفعت الأسد تفاخر في وقت لاحق بالعدد الإجمالي للضحايا، وقال إنهم لا يقلون عن 38000 ألف.

وفي عام 1984 شاعت الأحاديث عن أنه قام بمحاولة انقلاب على شقيقه حافظ الأسد للاستئثار بالسلطة، ولكن الرئيس حافظ الأسد حال دون ذلك، وتمت تسوية الخلاف بخروج رفعت الأسد من سوريا مع مجموعة كبيرة من العاملين معه لفترة 6 أشهر، حتى يتم تجاوز الأزمة، التي نشأت عن هذه الأوضاع، تكاليف إقامة رفعت وصحبه في أوروبا دفعت من حسابات رفعت الموزعة في العديد من البنوك في أوروبا.

بعد ذلك عاد رفعت الأسد إلى دمشق، وشارك في أعمال ومناقشات المؤتمر القطري عام 1985، وعلى الرغم من تعيينه في منصب نائب لرئيس الجمهورية العربية السورية لشؤون الأمن، فإن الخلافات السياسية بين الأخوين بقيت متفجرة في ملفات كثيرة، فغادر سوريا من جديد عام 1985 للإقامة في باريس، بعدما أعلن أكثر من مرة عن عدم مسؤوليته عن السياسات السورية وقراراتها في كل المجالات.

ثم عاد رفعت الأسد ثانية عام 1992 إلى سوريا ليشارك في تشييع والدته التي توفيت وهو في باريس. ورغم عدم مشاركته في تحمل مسؤولية القرارات السياسية والاقتصادية في الجمهورية العربية السورية، إلا أنه أعرب عن عدم رضاه بشأن العديد من القرارات التي اتخذت بين عامي 1992م و1998م، ولما لم يكن هناك إصغاء للملاحظات التي كان يبديها، فقد قرر مغادرة سوريا إلى باريس من جديد عام 1998م، بعدما أعفي من منصبه كنائب رئيس لشؤون الأمن القومي.

كان رفعت الأسد انتقل للإقامة في مدينة ماربيا الإسبانية عام 2001، ساعده بعد خروجه من سوريا، سواء بالمال أو الاستشارات، العديد من أبناء الطبقة البرجوازية السورية وبعض الشخصيات العربية رفيعة المقام في بدء نشاطه الاستثماري في الخارج، وهو دائم الاعتراف والإشادة بفضلهم ومكانتهم لديه.

ولرفعت الأسد استثمارات ضخمة في الخارج في العقارات والإعلام والفنادق، فهو استثمر في مجال الشبكات التلفزيونية بامتلاكه محطة ANN الفضائية العربية «أراب نيوز نيتورك» التي يرأسها أحد أبنائه. كما امتلك في وقت سابق بعض وسائل الإعلام (إذاعة، صحف، مجلات).

وقد أدت استثمارات رفعت الأسد إلى تقسيم وقته في السفر بين بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، كما عمل في مجال العقارات، وحقق نجاحًا كبيرًا في هذا المجال في أسبانيا وبريطانيا وفرنسا، لديه استثمارات ضخمة في ماربيا، حيث يمتلك فيها فندقًا خمس نجوم وعشرات المتاجر والشقق الفندقية في منطقة بورتو بانوس، أحد أرقى المرافئ السياحية على شاطئ الشمس.

كما كان يمتلك في وقت سابق مزرعة ضخمة في التلال المطلة عليها، والعديد من العقارات في إسبانيا بقيمة إجمالية تبلغ 250 مليون إسترليني، وله منزل في ماي فير في بريطانيا تقدر قيمته بـ 10 ملايين إسترليني، وقصر في فرنسا، وله فريق كبير من الحراس الشخصيين والمرافقين، من بينهم أشخاص يستخدمهم لتذوق الطعام، ليتأكد من أنه غير مسموم، كما إنه خبير في رياضة الكونغ فو.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.