نيلسون مانديلا يخوض معركته الأخيرة مع الحياة

تتوقع السلطات الصحية في جوهانسبرغ وفاة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا قريبًا، فهو يرقد في المستشفى بحالة حرجة، بسبب أمراض أصيب بها خلال 27 عامًا من الاعتقال في سجون الفصل العنصري.

و تتوجه أنظار العالم أجمع إلى جوهانسبرغ، حيث يرقد نيلسون مانديلا (95 عامًا) في مستشفى مديكلينيك هارت هوسبيتال في بريتوريا، في حالة حرجة. فجنوب أفريقيا تتوقع وفاة “أبو الأمة” بين لحظة وأخرى، وتصلي من أجل أن تكون نهايته هادئة.

وفي إشارة إلى احتضار مانديلا، قالت صحيفة دايلي صن الشعبية إنه يخوض الصراع الأخير، والمعلوم أن كلمة الصراع استخدمت تقليديًا للدلالة على معركة مانديلا ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا

و احتشد الناس والصحفيون الآتون من أقطار العالم أمام نصب تذكاري مرتجل اقيم على جدار المستشفى، حيث يرقد “ماديبا”، وهذا اسمه القبلي الذي يدعوه به الناس تحببًا، ووضعوا الصور والرسائل والزهور والاعلام والبالونات. ووقف ثابو مكغوبا، رئيس اساقفة الكاب الذي جاء الثلاثاء للتضامن مع أسرة مانديلا، مصليًا: “يا رب بارك ماديبيا الآن وإلى الابد، نصلي اليك كي تجعل ليلته هانئة وطيبة ونهايته هادئة”.

كثر الذين أموا المستشفى طامعين برؤية مانديلا، مع توقع حنوب أفريقيا نهياة زعيمها، غذ تقاطر الأقارب وأركان الدولة، وبقيت وزيرة الدفاع، المكلفة العناية بصحة رؤساء الدولة السابقين، في المستشفى طوال الوقت.

ويزوره اليوم الأربعاء مسنو قبيلة ثيمبوس، التي ينتمي اليها. وقد تقررت هذه الزيارة خلال اجتماع عائلي الثلاثاء في قرية كونو، التي قضى فيها مانديلا اجمل سنوات طفولته، وحيث قال إنه يريد أن يدفن.

وفي كونو، تريد عائلة مانديلا دفن رفاة ابنائه الثلاثة، التي نقلها حفيد بطل مكافحة التمييز العنصري، الذي صار زعيم القبيلة، من دون استشارتهم إلى مفيزو، مسقط راس مانديلا، في العام 2011. وأفادت تقارير من كونو أن آلة خفر وصلت عصر الثلاثاء إلى تلة قريبة من منزل مانديلا، في موقع قد يصبح قبره.

كانت حالة مانديلا قد تفاقمت نهاية الاسبوع الماضي، واصبحت حرجة، بعدما نقل بشكل طارئ في الثامن من حزيران (يونيو) إلى المستشفى، بسبب تجدد اصابته بالتهاب رئوي أتاه منذ عامين ونصف، يرجح الأطباء أن يكون نتج من إصابة مانديلا بمرض السل إبان سجنه على جزيرة روبن آيلند، قبالة مدينة الكاب، حيث قضى 17 عامًا من 27 عامًا قضاها في سجون نظام التمييز العنصري في بريتوريا. وقد أفرج عنه

أفرج عن مانديلا في العام 1990، لينال في العام 1993 جائزة نوبل السلام، تشاركها مع آخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك، بعدما عملا معًا لتفادي حرب أهلية في جنوب أفريقيا، قال كثيرون إن لا مفر منها.

ونيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب افريقيا، حكمها بين العامين 1994 و1999، ليغادر السلطة قاطعًا الكثير من وعود التغيير، التي يصعب على حزبه المؤتمر الوطني الافريقي تحقيقها. ومانديلا لم يظهر علنًا منذ المباراة النهائية لكاس العالم لكرة القدم في يوليو 2010، التي جرت في جوهانسبورغ.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.