تعود الروائية البريطانية جين أوستن للاضواء ليس من خلال إصدار جديد، بل ستحل صورتها على العملة من فئة العشرة جنيهات الاسترلينية.
وتستعد الروائية الانجليزية الشهيرة جين أوستن صاحبة الروايات الأكثر مبيعاً قي المملكة المتحدة للإطلال من جديد بعد قرنين من رحيلها ليس بإصدار روائي جديد، بل ستحتل صورتها فئة العشرة جنيهات الاسترلينية بدلا من عالم الطبيعة الراحل تشارلز داروين صاحب نظرية “تطور الأنواع”.
ولم يحدد بنك إنجلترا المركزي موعد إصدار العملة الورقية، إلا أنه أشار إلى أنها ستكون ثالث امرأة بعد إليزابيث فري إصلاحية السجون والممرضة الشهيرة فلورنس نايتينغيل.
وتعوّد بنك انجلترا طبع صور المشاهير على جهة من العملات الورقية بينما يحتل الملوك والملكات الجهة المقابلة، وذلك تخليداً لهم عبر العصور ليبقوا في الذاكرة الحية دائماً.
ومن المنتظر أن يظهر اشهر رئيس وزراء بريطاني في العصر الحديث وهو السير ونستون تشرشل على ورقة العملة من فئة الخمسة جنيهات في العام 2016.
وفي العادة يتم تغيير صور المشاهير في فترة تتراوح ما بين 10 و20 عاماً، وبالمقابل تبقى صورة الملك أو الملكة على الجهة الأخرى ما دام متربعا أو متربعة على العرش.
وتحتل الملكة اليزابيث الثانية موقعها على كل اوراق النقد البريطانية منذ اعتلائها العرش العام 1953.
وكانت الروائية الراحلة جين أوستن حققت شهرة واسعة ما بين عامي 1811 و1816 بعد نشر العديد من رواياتها مثل (إحساس وتعامل) و(كبرياء وتحامل) و(حديقة مانسفيلد) و(إيما).
ونشر لها بعد وفاتها العام 1818روايتان هما : (دير نورث آنغر) و(الإقناع)، وكانت أوستن قد بدأت كتابة رواية أخرى هي (سانديتون)، لكنها توفيت قبل أن تنتهي من كتابتها حيث كانت مريضة فسافرت مع عائلتها الى ونشستر باحثة عن الشفاء. وتوفيت وهي في الواحدة والأربعين من عمرها.
وتعتبر روايات جين أوستن المولودة في بلدة ستيفنتن يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول 1775 من أفضل ما كتب في اللغة الإنكليزية. وكانت تنتمي لأسرة فقيرة ومع ذلك فقد كانت طفولتها سعيدة.
تعلمت أوستن في نعومة أظفارها في المقام الأول على يدي والدها وإخوتها الأكبر سناً، كما تعلمت من قراءتها الخاصة، وفي عام 1801 انتقلت اسرتها إلى مدينة باث.
لكن أوستن لم تحب هذه المدينة الرومانية الشهيرة بحماماتها التاريخية، وبعد وفاة والدها في عام 1805 انتقلت جين ووالدتها واختها إلى شوتون حيث اهتم بهن أخوها الغني وأعطاهن بيتاً.
ومن المفاجآت في حياة جين أوستن أنه كانت قبلت الزواج من رجل ثري ولكن كانت خطوبة قصيرة، فقد نامت لتصحو في صباح مبكر وتهمس في اذن إحدى بنات اشقائها “كل شيء يمكن ان يحدث اي شيء يمكن ان يتحمله الإنسان إلا ان يتزوج بغير حب”.
ومع أن الروائية أوستن لم تتزوج في حياتها فإن هذا لم يمنعها من كتابة روايات عن الزواج والنساء اللواتي يبحثن عن ازواج، فقد كانت كل صديقاتها يردن الزواج ليرفعن من مكانتهن الاِجتماعية وفي نهاية كل رواياتها كل الشخصيات يقعن في حب الرجل المناسب.
ومن الملاحظ أن سخرية جين أوستن في رواياتها من القواعد الاجتماعية وأسلوبها البارع مصدر نجوميتها وشهرتها الطاغية في عالم الرواية والمجتمع. فقد كان لدى جين إحساس حاد لمعرفة طبائع البشر، كما أن رواياتها مليئة بصور الناس الذين يعتبرون أنفسهم أفضل ما هم عليه.
وعلى الرغم من أن جين أوستن شهدت مدة من الحرب والثورة عدم الاستقرار الاجتماعي فإنها لم تكتب جين عن الحروب أو عن أحداث عظيمة أخرى، ولم تشتبك شخصياتها في مشاكل الحياة الخطيرة، لكنها انشغلت في نوع من المشاكل التي يواجهها أي شخص وأشياء تقلق كل شخص في حياته الخاصة وفي حياة الناس القريبين منه.
ويشار إلى أن أشهر روايات جين أوستن هي كبرياء وتحامل (كبرياء والحكم المسبق) وهي قصة عاطفية عن الامراة الذكية إليزابيث بينيت والرجل الغني والمعجب بنفسه فيتزويليام دارسي.
ومع ان هذه الرواية تتكلم عن الحب ففي الوقت نفسه تتكلم أيضا عن النظرية المعروفة، المنزلة الِاجتماعية، والرواية تم تمثيلها في مسلسل تلفزيوني على حلقات لصالح (بي بي سي) وكذلك كفيلم نال شهرة عالمية واسعة.
ويشار إلى أن الروائي والكاتب المسرحي الانكليزي وليام سومرست موم كان قال عنها لقد وجدت المرأة نفسها عندما ولدت جين، وقال عنها المؤرخ الكبير “مالاي” إنها أعظم أدباء إنكلترا بعد شكسبير، بينما قال عنها والترالن: لقد أصبحت جين مقياساً ومرجعاً نعود اليهما كلما أردنا أن نقيم أعمال المؤلفين المحدثين.
قم بكتابة اول تعليق