الامير يؤبن مؤسس النهار

بعث حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح حفظه الله ورعاه برقية تعزية الى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني مستذكرا سموه رعاه الله مناقب الفقيد ودوره الرائد في الاعلام العربي والصحافة البنانية راجيا سموه له الرحمة ولذويه جميل الصبر وحسن العزاء.

بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ببرقية تعزية الى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة عميد الصحافة اللبنانية غسان تويني.

كما بعث سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ببرقية تعزية مماثلة.

ويذكر ان صحيفة “النهار” اللبنانية اعلنت  وفاة النائب والوزير اللبناني السابق، غسان تويني، عملاق الصحافة العربية، فجر اليوم الجمعة، عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما، في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد معاناة مع المرض.

وقالت الصحيفة في نعيها إنها “ستستمر في مسيرتها الإعلامية في الدفاع بشجاعة عن كل ما تركه لها تويني، الذي عانى بمقتل ابنه جبران تويني في انفجار قبل 7 سنوات.

وتخرجت أجيال من الإعلاميين من صحيفة “النهار” التي تملكها عائلة تويني، وأرخت الصحيفة لعقود من أحداث المنطقة.
مناضل مترفع عن الصغائر
وغالباً ما فضل تويني الصحافة على السياسة، التي أتقنها وتميز فيها بتجرده وترفعه عن المصالح الخاصة الصغيرة، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وكان غسان تويني مناضلاً لم ترحمه الدنيا، لكنها لم تنل منه. ولعل الضربة الأقسى التي تلقاها كانت العام 2005، عندما اغتيل نجله النائب والصحافي، جبران تويني، في تفجير سيارة مفخخة، فخسر بذلك آخر فرد من أفراد عائلته الصغيرة.

ويروي صحافيون في “النهار” أن تويني، الذي كان في باريس يوم مقتل ابنه جبران وعاد في الليلة نفسها إلى بيروت، اتصل بفريق التحرير ليملي عليهم عنوان الصفحة الأولى في اليوم التالي، وهو العنوان الذي صدرت فيه الصحيفة على ثمانية أعمدة: “جبران لم يمت.. والنهار مستمرة”.

وبالقوة نفسها، وقف تويني في مأتم ابنه يدعو إلى التسامح والتعالي عن الأحقاد. وقال في الكنيسة: “أحسست أن هذه الجريمة التي طالت ابني، ومزقت كامل جسده، هي بالتحديد جريمة تطال صورة الله. الله الذي خلق الإنسان على صورته”.

وبعد أن سلم إدارة “النهار” إلى جبران تويني، لينصرف إلى مؤلفاته وتقاعده، عاد غسان تويني وتسلمها، عقب مقتل ابنه، بحماس سنوات الشباب وبشغف المهنة ذاته.

ورغم ابتعاده عن السياسة، عاد وقبل تحت ضغط محبيه والأوساط السياسية والشريحة الشعبية الواسعة الوفية لعائلته، أن يصبح نائبا في البرلمان للمدة المتبقية من ولاية ابنه، والتي جاوزت 3 سنوات، وذلك ضمن فريق 14 آذار، الذي كان يشكل الأكثرية النيابية والوزارية في حينه.

ثم عاد تويني وسلم الأمانة مجددا في الصحيفة والبرلمان إلى حفيدته نايلة تويني، ابنة جبران.

وعُرف غسان تويني بسعة علمه وثقافته ودبلوماسيته ومواقفه المستقلة، وإن كان شكل في بعض الحقبات جزءاً من ائتلافات سياسية معينة.
“لندفن الحقد والثأر”
وغسان تويني ابن عائلة أرثوذكسية عريقة من الأشرفية شرق بيروت. ولد العام 1926. وفي عام 1945، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت في الفلسفة. وحصل على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.

ودخل تويني البرلمان دون سن الخامسة والعشرين. وشغل مناصب وزارية مهمة. وكان مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان إسرائيليان. وينظر إليه على نطاق واسع على أنه “عراب” القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 1978، والذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان، الأمر الذي لم ينفذ حتى العام 2000.

من أبرز مؤلفاته “اتركوا شعبي يعيش” في 1984، و”حرب من أجل الآخرين” عن الحرب الأهلية اللبنانية في 1985، و”سر المهنة وأسرار أخرى” في 1995.

أما كتابه الأخير فحمل عنوان “لندفن الحقد والثأر، قدر لبناني”. وصدر باللغة الفرنسية بالتعاون مع الكاتب الفرنسي جان فيليب دو توناك، وهو عبارة عن سيرة ذاتية تروي محطات مهمة من حياة الصحافي والسياسي والدبلوماسي والإنسان.
ضرائب الصحافة
كتب تويني آلاف الافتتاحيات في صحيفة “النهار”، وكلفه بعضها دخول السجن بسبب جرأته ومواجهته السلطات في عز نفوذ ما كان يعرف بـ”المكتب الثاني” (استخبارات الجيش) في الحياة السياسية على الدولة في حقبة الستينيات وأوائل السبعينيات.

وسربت جريدة “النهار” بنود اتفاق القاهرة الشهير السري بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، ما أحدث هزة في الساحة اللبنانية، وتسبب بسجن مرة أخرى لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير غسان تويني العام 1973، بتهمة “إفشاء أسرار الدولة”.

وتركت السنوات آثارها على وجه تويني، إلا أنه ظل يطل عبر محاضرات أو حلقات تلفزيونية خاصة أو منتديات ثقافية، بشعره الأبيض ونظارتيه الكبيرتين وسيجارته، وصوته الهادئ الواثق، يروي خبرات حقبة واسعة من تاريخ لبنان الحديث.

وجاهر تويني بإيمانه المسيحي. إلا أنه آمن، كما كتب، بأن “جوهر لبنان الرسالة هو الديمقراطية التي يجب أن يكون عاصمتها… أي ألا يستوطنه الإرهاب، ولا تتخمر في أرضه الأصوليات أيا تكن، مسيحية كانت أم إسلامية لا تمييز”. كما دعا إلى عروبة الحداثة والتجديد والانفتاح.
رحيل الزوجة والأولاد
وتزوج تويني في الخمسينات من الشاعرة ناديا حمادة، متحديا وإياها كل التقاليد والأعراف، كونها متحدرة من عائلة درزية عريقة من جبل لبنان. ورزق الزوجان بثلاثة أولاد: نايلة التي توفيت في السابعة إثر اصابتها بالسرطان، ومكرم الذي قضى في حادث سير في فرنسا وهو في ربيع العمر، وجبران الذي كان في الثامنة والاربعين عندما قتل.

أما ناديا، فقد توفيت بعد 4 سنوات من وفاة ابنتها بالمرض ذاته. وتزوج غسان تويني مرة ثانية من شادية الخازن العام 1996.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.