أكد الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق لـ”العربية.نت” أن الاختلاف حول بدء الصيام لهذا العام لا مفرّ منه، وأن “العالم الإسلامي سيشهد الاختلاف في بدء الصيام وسيكون الاختلاف على يومي الثلاثاء والأربعاء الثامن والتاسع من يوليو/تموز المقبل، وذلك بنسبة 50% تقريباً لكل فئة”.
وأضاف الدكتور الزعاق: “هذا طبعا يعد اختلافا مقبولا. الأصل ألا يختلف، فالعالم الإسلامي يشترك في ليلة واحدة. والمفروض يتفق لكن الواقع يختلف، كان العالم الإسلامي يختلف في بدء صومه في 3 أيام والشاذ 4 أيام وهذا غير مقبول لا عقلا ولا منطقا”.
وأشار إلى أنه: “في السنوات المتأخرة من 4 سنوات والعالم الإسلامي لا يختلف إلا في يومين على لأكثر. العالم الإسلامي تشتت بعد الحرب العالمية الثانية فتشتت الثقافة ومنها التقويم الإسلامي وهو من صميم ثقافتها.. مؤخرا نجح العلماء الفلكيون والشرعيون في تقليص الاختلاف ليومين”.
وحول استخدام الأجهزة العلمية الدقيقة في الرؤية قال د. الزعاق: “حتى الآن لم تستخدم الأجهزة العلمية في الرصد كما ينبغي، ولكن قد تستخدم كمساند ولكنها لم تستخدم لرد الشهادة حتى الآن. الأجهزة العلمية تستخدم على استحياء. لكن حتى لو كانت الاستعانة قبل خمس سنوات فالحاصل أنه حتى الآن لا ترد الشهادة لو خالفت الأجهزة والمنطق العلمي”.
وحول الاختلاف بين الرؤية والرصد أشار د. الزعاق: إلى “أن القمر إذا غاب قبل الشمس فإنه لا يُرقب البتة، وللأسف ما زلنا ندعو للرؤية والشهادة حتى لو أكد المنطق العلمي عكس ذلك، علما أن المراصد العالمية المنتشرة تثبت أن القمر لا وجود له إذا غاب قبل أو مع الشمس ورغم ذلك نقبل الشهود ولو خالفت المراصد” .
خطوة تصحيح
وأضاف: “مؤخرا في السنوات الأربع المتأخرة هناك موقف جيد من المحكمة العليا أنها تتشدد في الشهادة إذا غرب القمر قبل غروب الشمس وهذه خطوة رائعة في الطريق الصحيح. من شروط الرؤية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس.. وإلا لن يشاهد”.
وأكد الزعاق أنه ومن خلال خبرته الممتدة لأكثر من 25 سنة في متابعة ومرافقة المشهورين بالترائي في السعودية: “أتحسس أنهم سيخرجون للشهادة يوم الاثنين ويكون يوم الثلاثاء أول أيام الصوم”.
وحول اتجاهات الخلاف قال د. الزعاق: ” الحاصل نحن نقول لا نثبت الأشهر بالحساب وهذا مجمع عليه فلكيا لكننا نستعين بفلترة الشهادة عن طريق علم الفلك. العلماء اختلفوا حيال إثبات الشهر على ثلاثة أقوال الأول من رفض اعتماد الحساب الفلكي نهائياً والثاني رفض اعتماد الرؤية البتة ونعتمد الفلكي بدليل أننا نعتمد مواعيد الصلاة بالتقاويم وهي أهم من الصوم!.”
وأضاف: والرأي الثالث رأى المزاوجة بين الرأيين بمعنى إذا غاب القمر قبل الشمس نغلق المحاكم وندعو لعدم التحري أما العكس فنفتح المجال للرائي إذا شوهد نثبت الشهر وإذا لم ير نكمل الثلاثين حتى مع المنطق الفلكي العلمي.. هذا هو المنطق العقلي الحقيقي ونجمع بين الرأيين وهو قول وسط.”
تدني ثقافة “التقويم”
وعن تجربته: “لي 30 سنة تجربتي في متابعة الأهلة هناك واقع معاش وهناك واقع علمي والعامة يهمها الواقع المعاش متى نصوم ومتى نفطر وبناء على تجربتي فإنني أقول إننا بإذن الله سنصوم يوم الثلاثاء. ونأمل حقا أن يتحسن الوضع وتعتمد الأجهزة العلمية”.
وأضاف الزعاق “العالم الإسلامي لديه تدن ثقافي في جوانب منها التقويم.. أليس مخجلا أن نشترك في الحدود وعلى الحدود وتجد الجندي على حدود يصوم على يوم وجاره في دولة أخرى على بعد أمتار مفطر. وبسبب اختلاف المذاهب في السعودية وفي المذهب الواحد ذاته قد تجد الاختلاف، وحدث معي وكنا في منطقة ما في المملكة يجمعنا الإفطار مع أصدقاء نفطر وهو لا يفطرون”.
يذكر أن المملكة تعتمد الرؤية الشرعية والترائي لثبوت دخول الشهر وخروج ، وما زال الرأي الأغلب يميل لصالحها رغم المناداة باستخدام الأجهزة العلمية، حيث تؤكد فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء “جواز الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال ولا يجوز الاعتماد على العلوم الفلكية في إثبات بدء شهر رمضان المبارك أو الفطر؛ لأن الله لم يشرع لنا ذلك، لا في كتابه ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإنما شرع لنا إثبات بدء شهر رمضان ونهايته برؤية هلال شهر رمضان في بدء الصوم ورؤية هلال شوال في الإفطار والاجتماع لصلاة عيد الفطر وجعل الأهلة مواقيت للناس وللحج”.
قم بكتابة اول تعليق