أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ان ما يشهده الوضع السوري من احداث يتطلب وقفة جادة لانقاذ الشعب السوري من المأساة غير المسبوقة التي يعيشها في هذه المرحلة من تاريخه.
وقال الوزير في كلمة خلال افتتاحه اجتماع الدورة ال23 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي هنا اليوم ان الوضع يتطلب وقفة جادة بعد “تأكد استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية وتدخل حزب الله” .
وأضاف ان هذا الوضع يستوجب تقديم المساعدات العاجلة كل وفق ما يناسبه لممثلي الشعب السوري الشقيق خاصة لما يحدث من اهدار لحقوق الشعب السوري ومن تدخلات من بعض الدول لتعطيل تحركاته.
وعن الشراكة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي اوضح انها تمثل ركيزة اساسية وأداة مهمة لاستقرار ورفاهية الشعوب “واستقرار أنظمتنا السياسية والاقتصادية ووسيلة لنشر قيم التسامح والاعتدال وفي مقدمتها عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى واحترام نظمها السياسية والاجتماعية والثقافية”.
وأضاف ان هذا الاجتماع ينعقد والمنطقة تمر في مرحلة مهمة “تحتاج إلى نظرة موضوعية وعدم الانسياق وراء شعارات ودعايات سلبية ضد أي طرف قد تعيق التقدم في العلاقات التاريخية ومصالح شعوبنا”.
وبين ان النهج الاوروبي يقوم على الاصلاح المستمر والتطور التدريجي ومراعاة كل دولة وخصوصياتها وهذا ما ينبغى “ان يكون احد الوسائل المهمة في تقييم أوضاعنا في المنطقة وهذا يعبر عن المنهج السياسي الواقعي البناء في متابعة التطور في أي دولة”.
وأشار الى اتفاقية التجارة الحرة بين المجموعتين التي بدأت المفاوضات في شأنها منذ سنوات عدة مبينا انه رغم الجهود المبذولة من كل الاطراف الا انه ينبغي القيام بالمزيد للتغلب على الصعوبات التي تواجه الاتفاقية من اجل التوقيع النهائي عليها .
وقال انه مع كل ما واجهته تلك المفاوضات من صعوبات “إلا اننا حققنا انجازات على المستوى السياسي والاقتصادي وتطابق الكثير من مواقفنا في كثير من القضايا الاقليمية والدولية وكان لذلك دور ايجابي في الحفاظ على السلم والامن الدوليين”.
ولفت من جانب آخر الى الوضع الفلسطيني بعد مرور أكثر من 60 عاما على مأساة الشعب الفلسطيني وما نتج عنها من صراع عربي اسرائيلي مشيرا الى انه لم يحدث تقدم كبير نحو الحل التاريخي المنشود “ولهذا فإننا نشعر بقلق بالغ لما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من انكار لحقوقه”.
وأشار الى استمرار سياسة القمع والاستيطان والتوسع ورفض اسرائيل القيام بأي خطوات عملية لقيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف “ومن هنا فإني وباسم وزراء خارجية دول مجلس التعاون ندعو الى عمل جاد خليجي اوروبي لتحريك عملية السلام قدما بما يعكس روح المواثيق الدولية ونصوصها وقرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية التي تؤكد رغبة عربية في التوصل للسلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة”.
ورحب من جانب آخر بفوز الرئيس الايراني حسن روحاني في الانتخابات التي جرت قبل أسبوعين مؤكدا ان دول المجلس تتطلع للعمل مع ايران لما فيه خير منطقة الخليج والحرص على بناء علاقات صداقة تقوم على التعاون وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية وانهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث والاستجابة لإنهاء النزاع عن طريق التفاوض المباشر او محكمة العدل الدولية.
وعن انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة اوضح انها لا تزال دون ضوابط صارمة داعيا ايران الى الالتزام بمبدأ الشفافية والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق ببرنامجها النووي وتطبيق اعلى معايير الامن والسلامة في منشآتها النووية مع الاخذ بمبدأ المحافظة على البيئة.
وحول الوضع في اليمن قال ان دول مجلس التعاون ترحب بالخطوات التي اتخذها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من اطلاق للحوار في اليمن معربا عن ثقته في حكمة الرئيس هادي وقدرته على قيادة اليمن في هذه المرحلة الدقيقة من اجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني.
كما أعرب عن الثقة بقدرة هادي على مقاومة عناصر التطرف والانفصال مضيفا “ندرك دور الاتحاد الاوروبي الهام بالتنسيق والتفاهم مع دول المجلس في انجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ودعم آليتها التنفيذية لما يحقق الاستقرار في اليمن”.
وعن ظاهرة الارهاب الدولي أكد انها تعتبر من أكثر التحديات التي تواجه الجميع خاصة ان الارهاب ليس له دين ولا وطن وهو يتعارض مع كل الاديان مشيرا الى ما حدث مؤخرا في ماراثون بوسطن ومقتل الجندي البريطاني اضافة الى ما تتعرض له قوات حفظ النظام في مملكة البحرين من اعتداءات ارهابية ادت الى خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات .
من جهتها اكدت المنسقة العليا للسياسة الامنية والخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون اهمية التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي على جميع الاصعدة مشيدة كذلك بجهود الامين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني ودوره في معالجة الملف اليمني .
قم بكتابة اول تعليق