اكدت مجموعة «صوت الكويت» الشبابية أن قضيتهم الرئيسية التي يسعون لأجلها هي توعية المجتمع، مصدر السلطات جميعا، وحول الحريات، مشيرة إلى أن صيانة الحريات والحقوق الدستورية من القضايا الرئيسية التي يعملون لأجلها.
واضافت المجموعة في لقاء مع القبس أن من اهدافهم المطالبة بأن تكون الكويت دولة مدنية يحكمها الدستور، رافضة تعديل المادة الثانية من الدستور ومعتبرة أن هذا التعديل يعتبر مخالفة دستورية، مشيرة إلى أن استخدام الشارع حق من حقوق الفرد لكنه يتطلب وجود قضية كبيرة تمس المواطن.
ورأت المجموعة أن هناك قصورا من قبل الجهات الرسمية بدعم التجمعات الشبابية خاصة تلك التي تملك اهدافا واضحة وقادرة على الإنجاز، مبينة أن هناك قوانين غير دستورية كثيرة تحتاج إلى تعديل ومشددة على ضرورة تعديل اجراءات التقاضي امام المحكمة الدستورية ليتمكن الفرد من التوجه الى المحكمة مباشرة.
وفي ما يلي نص اللقاء:
كيف كانت نشأة مجموعة صوت الكويت؟
ـ عضو صوت الكويت محمد البوص: تجمّع صوت الكويت هو تجمع ضغط أنشىء من مجموعة من الأفراد، كان في البداية عبارة عن ردة فعل لقانون منع الاختلاط، بعد ذلك تطور إلى نوع من التوعية الدستورية لان المجموعة شعرت بأن اقناع الناس بحرياتهم يبدأ بتوعيتهم حول حقوقهم أولا، وموقفنا من منع الاختلاط لم يكن مع إباحة الاختلاط بل مع توفير حق الاختيار وهذا ما كفله الدستور وهو متسق مع هدفنا بالتوعية الدستورية، وكانت بدايتنا في 2008 مع 6 او 7 اعضاء، ووصل الآن عدد الأعضاء الفاعلين والأعضاء الداعمين إلى 1300 عضو تقريبا.
هل حصلت المجموعة على أي دعم من تيار سياسي سواء دعما ماديا او معنويا؟
ـ البوص: حصلنا على دعم معنوي من الناس الذين يتابعون نشاطنا وايضا من النواب، وبالنسبة للدعم المادي نحاول أن نحصل عليه من جهات غير سياسية، وان يكون دعما غير مشروط، بل مجرد تغطية لانشطتنا، ومن مصادر تمويلنا الأخرى تبرعات الأعضاء والاستقطاعات الشهرية من رواتبهم.
أهداف
ما اهم الأهداف والقضايا التي تتبنونها؟
ـ عضو صوت الكويت محمد الملا: منذ التأسيس كان اهم هدف لنا التوعية والدفاع عن الدستور، والتوعية تأتي من ايماننا بأن المجتمع مصدر السلطات جميعا، فإذا كان مصدر السلطات ليس لديه وعي ديموقراطي ولا ثقافة تقبل الآخر، النتيجة ستنعكس على كلجوانب الدولة، وليس لدينا هدف سياسي، هدفنا اجتماعي بحت، وايضا نحن كمجموعة ضغط ندافع عن الدستور والحريات عن طريق ضغطنا على النواب او المسؤولين في الدولة، ونعمل على اكثر من مجال كلها تصب باتجاه الحريات، على سبيل المثال دفاعنا عن حق الفرد في القراءة او محاربة القوانين غير الدستورية.
ـ البوص: احب أن اضيف اننا كجماعة ضغط اهدافنا نراها في المدى البعيد كون اهداف التوعية لا نستطيع أن نراها في المدى القريب.
توعية
تصنفون المجموعة بأنها غير سياسية ألا ترون أن عملكم التوعوي ممكن أن يصنّف ضمن الأدوار السياسية في المجتمع؟
ـ البوص: نحن نرى أن التوعية دور إنساني، لكن دائما الحديث عن السياسة يأخذ استقطابا اكثر، بينما عندما نقول هدفا انسانيا نعني أن اهدافنا حيادية بعيدة عن أي استقطابات سياسية.
الدستور
لكم دور بارز بالتوعية الدستورية والاحتفال بذكرى صدور الدستور هل حمايتكم للدستور ممكن أن نفسرها موقفا من المجموعة برفض أي تنقيح للدستور؟
ـ الملا: لا نستطيع أن نقول أي تنقيح لأن الدستور ذاته في المادة 175 يقول انه يجوز التنقيح بشرط مزيد من الحريات وضمانة العدالة والمساواة فإذا كان التنقيح يضمن المزيد من الحريات بالعكس نحن نؤيده لكن كرأي سياسي اذا كان يصلح التنقيح ام لا، لا استطيع أن اعطي رأيا سياسيا.
المادة الثانية
هناك حديث عن مطالبات بتعديل المادة الثانية من الدستور، ما هو موقفكم؟
ـ الملا: زيادة الالف واللام لا يجوز دستوريا لان الدستور وضع شرطين للتعديل هما مزيد من الحريات وضمان العدالة والمساواة، فاذا تمت اضافة الالف واللام في المادة الثانية لن نعطي مزيدا من الحريات بل على العكس سنكون ضد الحريات، لأن بتطبيق الشريعة الاسلامية نعني تطبيق شريعة لفئة على كل الفئات وهذا مرفوض.
ـ البوص: وجهة نظري آخذها من اشخاص ذوي اختصاص قانونيين امثال د.محمد الفيلي، حيث انهم يقولون ان المطالبين بالتعديل ليس لديهم تصور واضح لتعديل المادة الثانية، وهذا ما يجعلنا متخوفين بالنسبة للمستقبل من نقطة أخرى ارى هذه المطالبة بانها عبث سياسي، فنحن لدينا العديد من الاولويات وهناك الكثير من الآمال معقودة على هذا البرلمان، كي ينجز في مجال التنمية او تعديل القوانين غير الدستورية.
ـ عضوة صوت الكويت دلال الشايجي: بالاضافة لكون التعديل يخالف الدستور كونه لا يكفل مزيدا من الحريات، لكن ايضا حتى المعاهدات الدولية التي وقعت عليها الكويت ستتغير اذا تغيرت المادة الثانية نسمع بهذه المطالبات منذ زمن ونعلم أن التعديل لن يحصل لكن الهدف منه محاولة تأجيج الشارع.
مجلس الامة
كيف تقيمون المجلس في بدايته؟
ـ دلال الشايجي: قبل أن تعقد الجلسة الأولى من بداية اعلان النتائج إلى جلسة القسم، ونحن نقرأ تصريحات مختلفة في الاسبوع الواحد اكثر من 5 تعديات على الحريات بدءا باعلان شركة اتصالات الذي يعتبر حرية شخصية هناك من رأي انه فجور ورقص ثم موضوع الكنائس بالاضافة إلى تعديات على الحريات وما نراه إلى الآن انه لا يوجد اولويات حقيقية كتلك التي ارادها الشارع ولأجلها نزل الناس إلى ساحة الارادة.
غياب هذه الأولويات عن اجندة النواب هل يجعل فكرة نزولكم للشارع ممكنة؟
ـ الشايجي: نحن كجماعة ضغط لم نستخدم اسلوب النزول للشارع من قبل.
هل ترفضون هذا الاسلوب؟
ـ الملا: النزول للشارع هو حق لكن هذا النزول يتطلب قضية كبيرة، وهو حدث مهم يمس المواطن.
استخدام الشارع
تعديل المادة الثانية الا يمسك كمواطن؟
ـ الملا: طبعا يمسني لكن اذا تم تعديلها لا اعرف ماالذي سنعمل عليه في حينها، فالشارع وسيلة للتعبير، ونحن عموما لنا اسلوب وطريقة مختلفة لا نريد أن نكون عاديين ومملين كباقي التجمعات الشبابية، بل نريد أن نكون اكثر شبابية وابداعا ونركز على استخدام الفن لتوصيل افكارنا لكن بشكل عام لا اظن أن تعديل المادة الثانية واقعي، فأقل ما يمكن للحكومة أن تفعله احالته للمحكمة الدستورية.
كيف تصنفون علاقة صوت الكويت بالنواب؟
ـ البوص: علاقتنا مع نواب مجلس الأمة في المجالس السابقة، كون هذا المجلس في بدايته، كانت علاقة محايدة نرسل دعوات للجميع نحاول أن نوصل وجهة نظرنا وقضايانا التي نتبناها ونتمنى منهم أن يتبنونها مثل تعديل القوانين غير الدستورية، لكن تبني القضايا لم يتعد التصريحات، لكن كان لنا محاولة باصدار كتيب القوانين غير الدستورية من قبل صوت الكويت، الامر الذي اثار وعيا كبيرا لدى النواب بالتمييز بين القوانين التي تخالف الدستور والتي توافقه، وكان دور الانعقاد الماضي اول دور انعقاد يطرح فيه مصطلح القوانين غير الدستورية.
ـ الشايجي: نعيش حالة في الكويت، دائما يأخذنا الشارع ومن قضية سياسية لاخرى، فدائما لم يكن الوقت مناسبا لطرح هذه القوانين لتعديلها، دائما كنا نؤجل.
النواب والشباب
هل تعتقدون أن علاقة النواب بالتجمعات الشبابية علاقة انتهازية، بمعنى أن الشباب دائما يبادرون والنواب يخطفون الأضواء؟
ـ الشايجي: لا احب أن اتكلم عن السياسة كثيرا، لكن كوجهة نظر شخصية بعيدا عن صوت الكويت نعم هناك محاولة لخطف الأضواء من قبل النواب بكل تجمع، فعلى سبيل المثال في حادثة دخول مجلس الامة ما حصل «تشربك» بها الشباب والنواب كلهم لديهم حصانات، وايضا في موضوع تجمع بيت القرين البعيد عن السياسة كليا، كنا نرى التلفزيون الرسمي يقابل النواب برغم أن كل المنظمين كانوا حريصين على أنهم لم يأتوا لسماع النواب.
وثيقة شبابية
دعا سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح في كلمته بافتتاح دور الانعقاد الديوان الأميري إلى الاجتماع مع الشباب لصياغة وثيقة شبابية لدعم مهارات الشباب في خدمة الكويت، كصوت الكويت، هل ستشاركون ام لا وما هي الاولويات التي تريدون أن تتضمنها هذه الوثيقة؟
ـ البوص: بالفعل الأمير اجتمع بافراد معدودين ولم تتم دعوتنا نحن وجهات أخرى، نتمنى أن نشارك لاحقا في المؤتمر الذي سيعقد وان نوصل وجهة نظرنا وتصورنا لصناع القرار وتصورنا أن تتم المحافظة على الدستور وصيانة الحريات الشخصية وصيانة الحقوق التي كفلها الدستور.
ـ الملا: من اهم النقاط التي نريد ايصالها أن تكون الكويت دولة مدنية بحتة يحكمها الدستور ويتم فصل الدين عن السياسة والا تكون هناك قوانين على اسس دينية، وان يعامل الناس بمسطرة واحدة، وحلمنا أن نعود كما كنا او افضل من السابق، والا نحكم بنظرة فئة واحدة سواء كانت اغلبية او اقلية، فيجب على الاغلبية أن تحترم الاقلية والا تهضم حقها.
ـ الشايجي: هناك نقطة اضافية ن ركز عليها دوما هي فتح المجال امام الناس للتوجه للمحكمة الدستورية، وان يتقاضوا مباشرة من دون وجود العوائق التي نراها الآن، الامر الذي يكفل مزيدا من الحريات ونتمنى انشاء هيئة تابعة للمحكمة الدستورية بحيث قبل اصدار أي قانون تنظر اذا كان دستوريا ام لا.
ومطالباتكم على صعيد الفئة الشابة؟
ـ الملا: نريد دعما للتجمعات كتجمعنا وغيره من التجمعات التي لديها هدف معين وانجزوا، فنحن لا نحصل على دعم كاف والقصور من الجهات الرسمية.
غير سياسيين
عند تكرار السؤال حول المجلس والنواب، اكدت المجموعة انها مجموعة غير سياسية وتهتم بالجانب التوعوي للمجتمع بعيدا عن الإثارة السياسية.
احتفالية الدستور
قال اعضاء المجموعة في اللقاء انهم ارادوا الاحتفال بذكرى الدستور في نوفمبر الماضي عبر وضع تماثيل تجسد مواد الدستور بطريقة فنية، الا انهم واجهوا الرفض من قبل ادارة احد المجمعات التجارية خشية من الادارة أن تتطرق المجموعة للسياسة، الامر الذي حال دون ذلك، خاصة أن ايجار أي صالة للعرض مكلف للغاية وقد لا يستقطب الجمهور اللازم.
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق