أتذكر حكاية تعود الى مرحلة تقترب من بدايات انتشار اجهزة الكمبيوتر وبرامجها المتعددة، وكان لي صديق يحدثني عن البرامج المنسوخة والافلام المقرصنة والاستمتاع بها، وفي كل يوم كنت أتساءل: متى سيأكله الذئب؟
وأنا أقصد، متى ستضرب الفيروسات أجهزته.. وكنت أنصحه بألا يتردد في شراء النسخ الأصلية للأفلام والبرامج، إلا أنه كان يرى في شارع «ابن خلدون» والبسطات المنتشرة في جميع الشوارع وقرب الجمعيات خير وسيلة للمشاهدة والاستمتاع الرخيص.
هذه الحكاية تذكرني بما يحصل حاليا، خصوصا، مع اقتراب موسم الاعياد ومجموعة المسرحيات التي تم الاعلان عنها، وهي في الغالب «مقتبسة» من أصول سينمائية وفنية عالمية، ولم يكلف صناع تلك المسرحيات الاشارة لها، لا من قريب ولا من بعيد.. وكأننا في بلد لا تحكمه قوانين أو اتفاقيات دولية، مشيرين إلى أن دولة الكويت كانت في طليعة الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الملكية الفكرية.
وأعتقد بأنه سيأتي اليوم الذي سيضطر فيه الكثير من تجار البسطات (المسرحية)، الذين يحاصروننا خلال ايام الاعياد الى دفع الكثير.. ولربما أكثر مما حصدوه على مدى السنوات الماضية.
وهذا ما يجعلني اعود الى صديقي صاحب البرامج والافلام المقرصنة، الذي اتصل بي ذات يوم صارخا: لقد أكلني الذئب!
يومها دمرت الفيروسات اجهزته.. وهذا ما نخشاه على تجار المسرح الذين يستبيحون جهد وابداع الآخرين، والذين سيأكلهم الذئب قريبا.
وعلى المحبة نلتقي
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق