في مصر ترسم الصورة الجديدة للمنطقة العربية، وقد تكون الثورة الثانية خطوة لا تغير وجه مصر فحسب، إنما وجه الربيع العربي برمته.
الشعب أيضًا يمهل حاكمه إلى حين، ولا يهمله أبدًا، مهما طال الزمن. لكن يبدو أن زمن محمد مرسي على كرسي الرئاسة ما كان ليطول أكثر، مع كل المحطات المأسوية التي مرت بها مصر، منذ 30 يونيو 2012، أي قبل عام واحد.فالمصريون يجاهرون بإيمانهم وبإسلامهم، لكنهم لا يرضون بهوان تحت تسمية حرية مزعومة، وعدالة مفقودة، تكاد تخرج الرئيس الذي أطاحت به ثورة 25 يناير من سجن طرة إلى رحاب الأمان. ولا يرضى المصريون بمصادرة قرارهم تحت مسمى ديمقراطية مزيفة، فاز بها مرسي بنسبة 52 بالمئة، تاركًا نصف الشعبي المصري الذي ما أراده رئيسًا يتحول إلى نصير كبير لحملة “تمرد”، التي حشدت بضعة ملايين من المصريين في التحرير.بضعة ملايين، فاقوا في عددهم الملايين التي أسقطت حسني مبارك، في دلالة واضحة على غضب مصري عارم من جماعة الإخوان المسلمين، التي أرادت دستورًا على قياسها، ومن الرئيس الذي أراد لنفسه سلطات فاقت سلطات الأباطرة، غضبٌ فاق في حجمه وحدته غضبًا نبذه المصريون في نفوسهم ثلاثين عامًا من حكم مبارك. “تمرّد” رسمت مصير مصر، للأحسن أو لأسوأ، فالحكم للتاريخ. ومصر اليوم ترسم مصير ربيع عربي تاه بين أروقة الحكام الجدد، وأجندات الدول الكبرى.
فعلى وقع كلمة “إرحل” في ميدان التحرير، وحول قصري الاتحادية والقبة، وفي ميادين مصر الأخرى، وكلمة “الشرعية” في ساحة رابعة العدوية، تسير المنطقة العربية متهاديةً على غير هدى.
قم بكتابة اول تعليق