إقبال الأحمد: معلومات مرعبة

أجمل ما في القراءة انها تنير طريقا بأي اتجاه.. فمن يقرأ شعراً تنفتح قريحته على صياغة الكلمات والارتقاء بها بعيداً.. ومن يقرأ تاريخاً يستوعب ما حدث أمس وما يحدث اليوم.. ومن يقرأ سياسة تتشرع امامه أبواب يطل منها على مشاهد لا يراها غيره.. ومن يقرأ علماً يعرف الى اين البشرية كاملة ذاهبة.. ومن يقرأ دينا صحيحاً ترتق اخلاقه ويزدد إيمانه.

اما من يقرأ من كل شكل فهو المحظوظ الذي يستطيع تقييم ما يقوله الآخرون وبماذا يفكرون.

وقعت تحت يدي معلومات اخافتني.. واقلقتني.. فآثرت ان اقرأها معكم.. الا انني بالنهاية لا املك ان أؤكدها اوانفيها:

العالم العربي يضم 5 في المائة من سكان العالم ويحتوي فقط على1 في المائة من مصادر المياه العذبة المتجددة.

دول مجلس التعاون الخليجي تنتج أكثر من 35 في المائة من مياه البحر المحلاة في العالم. وما يتم تحصيله في دول المجلس 10 في المائة فقط من كلفة التحلية الباهظة، ومعدل استهلاك الفرد الخليجي يومياً ما بين 300 ــ 750 ليترا وهو الأعلى في العالم.

ومن سلبيات التوسع في بناء محطات تحلية المياه:

الضررالبيئي على الحياة البحرية (زيادة ملوحة الماء بعد اعادة الاملاح له بعد عمليات التحلية، خاصة ان الخليج العربي بحيرة مغلقة نسبة البخار عالية في الخليج العربي بسبب ارتفاع الحرارة، اضافة الى القاء اكثر من 12 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية ومياه الصرف الصحي).

تحلية المياه تستهلك كمية كبيرة من الطاقة (الكويت والسعودية ستستهلكان بحلول عام 2030 اكثر من 50 في المائة من انتاجهما النفطي لتشغيل محطات تحلية المياه والكهرباء).

في حال تعرض هذه المحطات الى أي كوارث طبيعية او تلوث نووي ستجبر كل محطات التحلية بالخليج على التوقف الفوري. السؤال الكبير والمرعب: ما البديل لنا في دول مجلس التعاون باعتبار اننا سنكون جسدا واحدا؟

تقرير للبنك الدولي حذر مجلس التعاون من انه في عام 2030 ستنخفض كمية المياه المتوفرة للفرد الى النصف.

هناك مسؤولية ثقيلة وكبيرة تقع على أصحاب القرار في مجلس التعاون لتأمين مصادر المياه لشعوبها في حالات الطوارئ، لتحقيق الأمن المائي لها.

اليابان دولة غير نفطية ولكنها قامت بخطوة ذكية واستراتيجية عظيمة لتأمين امنها النفطي حين تملكت في شركات تنقيب عن النفط وشركات نفطية والشركات التي لها حقوق الامتياز.

أميركا ابقت مخزونها النفطي في باطن اراضيها وهي تملك نفطاً أكثر من كثير من الدول المنتجة.. وهي تستورد النفط لاستهلاكه وضخ الفائض منه في خزاناتها الاستراتيجية.

اين دول مجلس التعاون من هذه الاستراتيجيات في حال، لا قدرالله، اصابتنا كارثة فجأة ودون أي مقدمات؟

سؤال كبير وكبير جدا.. نحتاج الى ان نسمع اجابة له من أصحاب القرار.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.